(مِيتَةٌ و خَرابُ دِيارٍ)

تسلم يا حيدر و ربي لا يفرعكم في عزيزٍ لديكم
وكما قلنا ، هذه مجرد شَرفةٍ قصدنا أن نُطِلَّ منها على خارب
سوبا التي خلفت أشطلالها تفوح من نوفذها نكنة البارود المنضب.
و لكأن الحرب حقيقةٌ و لكأن السلام مجردُ وَهْمٍ استثناءو لكن ،ا لحقيقةٌ
مُرَّة ٌخيرٌ ألف مَرَّة ٍمن وهمٍ مريحٍ كراحة البَنْجِ المَُخِّدر. و لكأني بساحات
الحروب باحاتُ رمالٍ مُتَحركةٍ على ظهر عفريتٍ مارد. أقرب ما تكون إلى
لُعْبةٍ لشد الحبل بين طرفين نقيضين و حِزَم متاقضاتٍ حلبة للتدافع بين متغيراتْ
يكاد يكون الثابت الوحيدفي عرفها هو: ألا مجال للاعتراف أساساً بأي وجود لما
يسمى ثوابت . و لعل مسرحنا السياسي المحلي و محيطنا الأقليمي يعج بالأمثــلة الحيــة
و معبرة جداً عن كل ذلك ، سواء أكان ذلك بن أوساط (أصحــاب الميمنــة)، و ما أدراك
ما أصحاب الميمنة، أو في أساط أصحــاب (المشئــمة) على حـدٍ سواءٍ بسواءٍ. فمن هنا دونك
مؤتمرجية و ترابيون ممن غيـَّروا و بدَّلوا تبديلاً كثيراً حتى سففونا التراب. ومن ورائهم جوقة
مطبلون لشعارات فضفــاضــةٌ كالاصالة و التأصيل و (المكانة) و التمكين و ما شابه ذلك. و من
هناك دونك طابورٌ خامسٌ من الشَُطَّاح و الشائتين ضَفَّاري من مثيري جدلية ما يعرف بصراع
الديكة بين ما يسمونه مركزاً وهامشاً)؛ و من بين هؤلاء نفرٌ لا يُسْتَهانُ بوزنهم موالون للحركات
الشعبية المشلعة تلك القطة السمينة التي كلما جاعت لا تتورع و لا تجد حرجاً ولا تحشى لومة
لائمٍ في أن تسد رمقها من عياليها ،رايناها يوم أن قد بدأت بالتهام كبيرهم الذي علمهم سحر
التمرد ،و الذي قيل إنه أقلع بطائرةٍخاص ةٍمن كمبالاسيتي، ثم لم يهبط بها مرة ثانيةً
بل تخرت في حضن أدغال الجنوب.تماماً كما قدم الفريق الخصم رتلاً فطائسه
من وسط أولئك وهؤلاء خرج لنا عفريت ماردٌ ما لبت أن ذهب هو
الآخر إلى ربه ضحيةً لنهمة الشديد لدماء الأبرياء
فلا عزاء و له من الله مايستحق.