شكلت قناة الجزيرة منذ تأسيسها لحظة استثنائية وطليعية فارقة في الإعلام العربي المرئي، ليس على مستوى التقنيات المتطورة والحديثة فقط، بل أيضاً في طبيعة المحتوى المقدم في نشراتها الإخبارية وبرامجها الحوارية، مما جعلها في صدارة القنوات العالمية، وأعطى البث التلفزيوني رؤية جديدة ومختلفة لم يعهدها الجمهور في عالمنا العربي. إمتد تأثير قناة الجزيرة كما يقول شعارها (صوت من لاصوت لهم ) ليشمل مجموع الفضاء العربي، وأصبحت لصيقة بالأحداث المهمة والكبيرة، بل ساهمت بصوت قوي في تشكيل الرأي العام بناءً على معطيات الواقع وقدمت الرأي والرأي الآخر، في وقت كان الرأي الآخر مطارداً ومحجوباً، وبالتالي غير مسموع في عالمنا العربي، مما أدى الى اختلال معادلة تشكيل الرأي العام العربي . وفي السودان وبالجهد الذي بذلته قناة الجزيرة، في تصحيح الخلل الذي كان يسم الإعلام العربي التقليدي، وابتداع وترسيخ صورة جديدة لما يجب أن يكون عليه الإعلام، أصبحت القناة مؤشرا للحقيقة في عالم يموج بتزييف وفبركة الأخبار وأصبح المشاهد السوداني يبدأ ضبط أجهزة الالتقاط المنزلي على تردد قناة الجزيرة أولاً، ثم يبحث عن ما يمكن أن يضيفه من قنوات أخرى. لكن مع أحداث الحرب الأخيرة في السودان، وهي حرب مأساوية ومدمرة، يشكل فيها اختلاف الآراء والمواقف درجة كبيرة من الاستقطاب الحاد في أوساط السودانيين، وهذا بلا شك له تأثير خطير على مستقبل البلد السياسي والأمني والاستراتيجي، إن لم يعقلن ويضبط في إطار الرأي الموضوعى. ومعلوم التأثير الخطير للكلمة والإعلام، وهي خطورة لا تقل عن الخطورة التي يسببها من يطلق الرصاص. ومن هنا بدأنا نلحظ أن الخط العام للقناة يميل بشكل واضح نحو التركيز على رأي واحد من حيث الاستضافات في برامج القناة أو حتى التقارير التي تصاحب الأخبار بشأن السودان . ونرى أن الأمر ربما كان مرده إلى تحيزات وتوجهات بعض الموظفين في القناة من أصحاب التوجهات السياسية الضالعة تنظيماتهم في هذه الحرب، ويمارسون تحيزاتهم وتوجهاتهم تحت غطاء المهام الروتينية العادية لوظائفهم كصحفيين أو إداريين، فاستطاعوا بذلك فرض خط ورؤية أحادية، جعلت من القناة وكأنها تمثل صوتاً واحداً، وتتبنى موقفاً منحازاً إلى جهة سياسية محددة في هذه الحرب . ومعلوم أن الانحياز السياسي الواضح من قبل موظفي أية قناة إذا ما انعكس على الأداء الإعلامي للقناة، فانه يقدح في مصداقيتها، ويشوه صورتها التي بنتها بجهد وأنفقت الأموال في سبيل ذلك. وإننا من واقع احترامنا وتقديرنا لهذه القناة، ومن باب الحرص المهني على واحدة من أهم القنوات العالمية والعربية، نتوجه إليكم بأن يتم إعادة النظر في السياسة التحريرية لقناة الجزيرة فيما يتعلق بالمواقف المختلفة من الحرب الجارية في السودان، وتحري الحقيقة الإعلامية والصحفية، وهذا لن يتم إلا بمراجعة التكتلات السياسية والاجتماعية لأصحاب الرأي والرؤية المشتركة داخل إدارات القناة، ومحاولتهم لتشكيل رؤية للقناة تخالف خطها العام، والإفلات بهذا الفعل غير المهني من خلال دسه داخل دولاب العمل اليومي العام، وأن تعود القناة الي سابق عهدنا بها قناة للخبر والحقيقة، لا قناة تتمكن مجموعة فيها منتمية لتنظيم أو جماعة من توظيف وجودها ومواقعها داخل نظام القناة الإداري لتمرير خط تنظيمهم السياسي .لأن ذلك فيه خطورة كبيرة على قضية الأمن والسلم لشعبنا السوداني. وفي وقت نسعى فيه جميعاً للسلام، ستعرقل تلك الأفعال جهود السلام، لما للجزيرة من تأثير ملموس على الرأي العام في السودان، إضافة إلى أنه سيؤثر سلبا على الصورة الزاهية لقناة الجزيرة في أوساط السودانيين. ونحن إذ نكتب إليكم نثق في أنكم ستولون العناية اللازمة لما أثرناه، وستتخذون ما يلزم لتصحيح الأوضاع. ودمتم دائما صوتاً لمن لا صوت له، متمنين لقناة الجزيرة مزيداً من النجاح والتألق في دنيا الإعلام.
مع وافر التقدير. الموقعون :-
١-حاتم الياس (محامي وكاتب صحفي) ٢-كمبال عبدالواحد (صحفي) ٣- محمد حسين آدم (صحفي ) ٤- اسامة احمد (صحفي) ٥-مصطفى سري(صحفي) ٦-عبدالحافظ حميدة(صحفي) ٧-محمد عثمان يوسف(صحفي) ٨-داليا الطاهر (صحافية) ٩-زهير عثمان حمد (صحفي) ١٠- عبد الحافظ عبد اللطيف (مترجم/صحفي) ١١- محمد الجيلي (صحفي) ١٢ - أحمد يونس (صحفي) ١٣-محمد المصطفى(صحفي) ١٤-ناصر رجب (صحفي) ١٥-محمد الاسباط (صحفي) ١٦-مروة الحاج (صحافية) ١٧-سليمان سري (صحفي ) ١٨/ د. ابوبكر شبو استاذ الاعلام ١٩- سهام سعيد (صحفية) ٢٠-عمار سليمان(صحفي) ٢١/ نصر الدين عبد القادر حسن (صحفي). 22-عبدالله محمد بابكر محمد (صحفي).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة