هذا الشرخ...أو الطوفان.

هذا الشرخ...أو الطوفان.


09-25-2023, 10:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1695634784&rn=1


Post: #1
Title: هذا الشرخ...أو الطوفان.
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-25-2023, 10:39 AM
Parent: #0

10:39 AM September, 25 2023

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر



الشرخ الاجتماعي الذي اتسع بعرض المأساة

هل يا ترى سوف يلتئم؟


Post: #2
Title: Re: هذا الشرخ...أو الطوفان.
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-25-2023, 10:48 AM

** أو الطوفان الذي جزء مكمل للعنوان اعلاه لا تهتم به....

فهو ليس مكمل لمقدمة العنوان و لكني اضفته لكي يكون للعنوان وقعا مؤثرا..

ولأن العبارة مكتملة مع الجملة الأصلية المعروفة: (هذا .....أو الطوفان)..

هذا الشرخ لم يكن يوما مهددا بأي طوفان ما هو اليوم..

وإن كان الشرخ أصلا قديما و لكن لم يكن ليثير الخواطر والمخاوف إلا الآن.

ليس الخوف خوفا أمنيا ولكنه خوفا اجتماعيا...إذ ليس من المنطقي ولا المعقول أن يكون هناك انفصال ثقافي بين مكونات الوطن لدرجة

التناقض والتباعد ...ولا يوجد شيء موِّحد رغم الدين واللغة و الوطن.

هذا الأمر ليس وليد اليوم ولا الأمسز..هذا الأمر له أكثر من مئات السنين.

لماذا؟

وكيف يتم حل هذا الإشكال؟

Post: #3
Title: Re: هذا الشرخ...أو الطوفان.
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-25-2023, 11:09 AM
Parent: #2


الشرخ المعني بعيدا عن السياسة، تحديدا في تصورات كل مكون عن الآخر من خلال الموروثات الشعبية من الأمثولات والحكايات

والنكات التي تمجد الذات و في نفس الوقت تقلل من الآخر...ومن خلال التراكم عبر الزمن نتجت عن ذلك تصورات وتمثلات للآخر

تمتاز بالاستمرارية والثبات على طول الزمن ..وهذه التصورات و التمثلات أصبحت بديلا الآخر وعن الصور الحقيقية لذلك الآخر..

**لم تفعل السياسة شيء سوى صب الزيت على النار..

**ولم يفعل السياسيون شيء سوى استغلال هذا الوضع لتحقيق رهاناتهم.




Post: #4
Title: Re: هذا الشرخ...أو الطوفان.
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-25-2023, 11:16 AM
Parent: #3

الصور عن الآخر و تمثّلات الآخر(أي الصورة البديلة عنه) كثيرة ..ويحفل التاريخ منذ ما قبل المهدية بكثير منها..ولكن الأدهى أن يظل ثابتا وموجودا بل و
يزداد رسوخا طوال كل هذه السنوات..

ساحاول أن أضرب بعض الأمثال على هذه الفجوة والشرخ من خلال وجود التصورات المتباينة:
فيما يلي تصوران عن أهل البحر على لسان يوسف ميخائيل الذي نشأ في غرب السودان منذ طفولته. ورد ذلك في مذكراته

يقول عن أوَّل مجئ الإمام إلى كردفان، واجتماع الناس إليه زرافات ووحدانا: "كان الشيخ محمد أحمد جميل الصورة حلو اللسان فصيح في الكلام له جاذبية في الناس. والمعلوم
عندنا نحن [أهل] كوردفان أي إنسان يحضر من البحر (يقصد نواحي النيل) كأنه حضر من بيت المقدس الشريف، أو مكة المشرفة، كونه لسان أهل البحر طلق ورطب، وجلدهم أملس.
وعموم أهل كوردفان وحولها إلا باره الجسم خشن واللسان تقيل خصوصاً في اللغة العربية، والأسما الوحشة من حِمِّير "ولد حمار"، ومَنْ يقول: "أنا اسمي أبو جعيرين"، ومن يقول
"أنا اسمي دحيش، والكليب النكدرو"، وهلما جرا. ناس متوحشين غير أنهم في الكرم والجود أجود من أهل البحر، وأكرم منهم طاقات إذا كان نزلوا ضيفان عند أي واحد منهم، سوى
كان عشرة أو عشرين يكرموهم غاية [الكرم] ويفتخروا بالجود، حتى النساء إذا نزلوا عند واحدة حرمه كتير أو قليل تزيد في إكرام الضيوف. وأما أهل البحر وخصوصاً أهل الجديد أو
الحلاوين أبخل من كلبت يزيد، إذا نزل الضيف تفادو منه، وعندما ينظروا أي ضيف قادم عليهم يسدوا باب البيت، إلا تقعد في ظل البيت تأخذ راحتك، وتعجل بالسفر. وما زال
هذا الكرم عندهم .. إلا عندما ظهرت المهدية من نهب الأنصار ارتفع الكرم" (ص 42 ـ 43)."

****(مذكرات يوسف ميخائيل ـ التركيَّة والمهديَّة والحكم الثنائي في السودان، شاهد عيان، تقديم وتحقيق د. أحمد إبراهيم أبو شوك، مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان 2004م)؛


Post: #5
Title: Re: هذا الشرخ...أو الطوفان.
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-28-2023, 12:43 PM
Parent: #4

من بين ظلام النفق الحالك يصر الضوء أن يفج الظلام

صوت الحق قد يكون ضعيفا وسط صراخ الأفاعي ولكنه يفرض الصمت ويلفت الانتباه..

ويكسو الخجل عندها، والانكسار الوجوه التي تماهت مع الباطل يوما صمتا أو دعما..

مهما تطاول ليل الباطل فسيتلاشى مع أول خيوط من فجر الحق والصدق.

الم يقل الحق "إن الباطل كان زهوقا"؟