|
Re: ولد لبات يصف بيان وزارة الخارجية السوداني (Re: Hassan Farah)
|
إما أن ترجمة كلمة (cheap) تحتاج إلى تلطيف في النصّ العربي لبيان المسؤول الإفريقي، أو أن هذا المسؤول أرعن. استعمال كلمة (منحط) القوية في العربية لا يتناسب مع لغة بيان الخارجية السودانية، الذي كان متزنًا في الإعراب عن رفضه اللقاء.

عرضتُ النصّين على أحد المترجمين المتمرّسين، وسألته عن فهمه لمعنى كلمة (cheap) في هذا السياق، فكان ردُّه:
Quote: The word “cheap” here has more to do with quality. Figuratively, it might describe a text message or communication that lacks depth, thought or substance. It’s often used to criticise messages that seem insincere or hasty.
|
وأردف المترجم أن أقرب ما يخطر في باله هي كلمة (ردئ). يتسق ما قاله هذا الزميل مع مرادفات كلمة (cheap) في القواميس الإنجليزية:

كسرة للمهتمين بالصحافة والتحرير الإخباري التلفزيوني:
يوضّح تحرير هذا الخبر مدى تدهور مستوى قناة الجزيرة عمومًا من الناحية التحريرية.
هذا هو نصّ الخبر الذي قرأته المذيعة في هذا المقطع المصوَّر ابتداءً من الدقيقة 1:38:
Quote: اندلعت حرب بيانات بين الاتحاد الإفريقي ووزارة الخارجية السودانية شملت تبادلاً للمصطلحات والتوصيفات الخشنة بين الطرفين على خلفية انتقاد الوزارة لقاء رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي محمد بممثلٍ لقوات الدعم السريع في السودان.
فقد وصف الناطق الرسمي باسم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي للملف السوداني بيان وزارة الخارجية السودانية بشأن لقاء رئيس المفوضية موسى فكي بيوسف عزَّت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع، وصفه بالمنح ط. وأشار محمد الحسن لبات إلى أن الاتحاد الإفريقي وفي سبيل مقاربته للأزمة السودانية، فإنه يلتقي بكافة الأطراف المدنية والعسكرية والاجتماعية، بمن فيهم بعض دعائم النظام المخلوع. وأوضح المسؤول في المنظمة الإفريقية أن لقاءات الأطراف السودانية تهدف إلى إيقاف القتال المدمّر في السودان.
|
من المعلوم أن القنوات التلفزيونية تستمد جزءًا مقدَّرًا من أخبارها من وكالات الأنباء، وأنها تحرص على تعديل الأخبار الواردة إليها من الوكالات لتنسجم مع أسلوب التحرير التلفزيوني وتكون نصوصها مختلفة عن نصوص القنوات الأخرى.
الأسلوب المتَّبع في تحرير هذا الخبر هو أسلوب وكالات الأنباء، وهو لا يصلح للأخبار التلفزيونية، إذْ تجنح القنوات التلفزيونية إلى الدخول مباشرة في لبّ الموضوع نظرًا لضيق الوقت المتاح للأخبار القصيرة (OOV's).
وكما تلاحظون، فإن الفقرة الأولى من هذا الخبر اتَّبعت أسلوب التشويق "الصحفي" المستمد من "الصحافة" الغربية، الذي يقوم على شدّ القارئ لمتابعة القراءة. وما حدث هنا هو أن الفقرة الأولى من الخبر التلفزيوني لم تصرّح بهوية ممثل قوات الدعم السريع، وهذا خلل تحريري واضح.
من الملاحظ أيضًا أن المحرّر لم يذكر اسم الناطق الرسمي باسم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في الجملة الأولى من الفقرة الثانية، بل انتظر حتى الجملة التالية التي تبدأ بالفعل (أشار) ليفعل ذلك.
تكاسل المحرّر عن ذكر مكان اللقاء باعتبار أنه مفهوم للمتلقّين، وهذا خلل تحريري. من عيوب التحرير الإخباري التسليم بأن كل المتلقّين على دراية بتفاصيل المادة الخبرية وأبعادها.
على المحرّر مراعاة اختلاف دلالات المعاني بين اللغات؛ فإذا أراد الاحتفاظ بكلمة (المخلوع) المقابلة لكلمة (overthrown) الواردة في البيان الإنجليزي، فالأوفق أن يردفها بشيء من قبيل (على حدّ قوله)، وخاصةً أنه في هذه الجملة (يحرّر) ولا (يقتبس). وإذا شاء إيثار السلامة، فيمكنه أن يقول النظام (السابق).
تخلَّصنا من عبارة (بين الطرفين)، لأن المعنى مفهوم من كلمة (تبادلاً).
وكما تلاحظون، فقد تخلَّصت في النصَّ البديل من الفعل الاستئنافي (resumptive verb)، إذْ تكرَّر الفعل (وصف) بسبب طول الجمل الاعتراضية في النصّ الأصلي.
على العموم، هذا نصٌّ معدَّل على عجل ليتسق مع أسلوب التحرير التلفزيوني، علمًا بأنني آثرت الالتزام بصياغة النصّ الأصلي قدر المستطاع.
Quote: اندلعت حرب بيانات بين الاتحاد الإفريقي ووزارة الخارجية السودانية شهدت تبادلاً للمصطلحات والتوصيفات الخشنة إثر انتقاد الوزارة لقاء رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي محمد بممثل قوات الدعم السريع السودانية يوسف عزَّت (في أديس أبابا).
فقد وصف الناطق الرسمي باسم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي للملف السوداني محمد الحسن ولد لبات بيان وزارة الخارجية السودانية بشأن اللقاء بالمنحط، وأشار إلى أن الاتحاد الإفريقي يلتقي بكافة الأطراف المدنية والعسكرية والاجتماعية في سبيل مقاربته للأزمة السودانية، ويشمل ذلك بعض دعائم النظام (السابق). وأوضح ولد لبات أن لقاءات الأطراف السودانية تهدف إلى إيقاف القتال المدمّر في السودان.
|
ملاحظة إضافية: ربما لاحظ بعضكم تغيُّر وضع الصورة الوحيدة المصاحبة للخبر عند الثانية 2:30. أعتقد أن هذا من باب الخداع البصري لكسر رتابة بقاء صورة واحدة على الشاشة مدّة طويلة (40 ثانية)، علمًا بأن الأولوية في الأخبار التلفزيونية تكون للمقاطع المتحركة، ولا يُلجأ إلى الصور الفوتوغرافية إلا عند تعذُّر الحصول على مقاطع فيديو.
| |

|
|
|
|
|
|
|