/دوامة الدنيا و جدار الزمان/

📨
نحن مدينون للصِّعاب لأنها تُعيدُ تدويرنا،بل تصنعنا من عدمٍ !
فكل ضربةٍ لا تقتلكَ، تُقوِّيكَ وتُكسبكَ مناعةً!اللقاحات التي يعطونها
للأطفال هي عبارةٌ عن مرضٍ مُخفف،إنهم يجعلون أجسادهم تتعرف
على هذه الأمراض، فإذا أُصيبوا بها فعلاً فيما بعد،كانت أجسادهم
قوية في محاربتها،وهكذا هي الحياة كل لكمةٍ تُسددها لكَ،
تجعلُكَ أصلب عوداً و أشد بِنيةً، و أقوى شكيمةً!
رُبَّ لكمةٍ آذتكَ،ولكنها كشفتْ لكَ مكامن القوة فيك،وقد كنتَ
تحسبُ نفسك قبلها هشّاً،ورُبَّ غدرٍ أيقظكَ من غفوتكَ، فقررتَ
أن تتوقفَ في منتصف الطريق،ولولاها لكانت النهاية موحشة
حيث لا يمكنك العودة بعدها،ورُبَّ مصيبةٍ نزلتْ بكَ، فأرتكَ الناس
المحيطين بكَ على حقيقتهم!فترى الذين كنتَ تحسبهم كتفاً وسنداًأول
من أفلتوكَ،وترى الذين لم تكن تُعوِّلْ عليهم كثيراً،أول من تشبثوا بكَ،
وهمسوا لكَ:لا تخفْ نحن هنا لأجلكَ!رُبَّ موقفٍ مؤلمٍ أكسبكَ حكمةً،
لم تكن لتتعلمها في أيام الرخاء،للأسف يا صاحبي، الغدر أفضل
مدرسةٍ نتعلم منها!رُبَّ خُذلانٍ أوجعكَ،ولكنه في المقابل أزاح
أشخاصاً من قلبكَ،ليأتيَ إليكَ الذين يستحقونك فعلاً!
+ رُبَّ معركةٍ هُزمتَ فيها،ولكنها في المقابل أخبرتكَ
أن الجنود الذين كنت تُراهن عليهم من ورقٍ،
+ صدِّقني أن تعرف الأشياء على حقيقتها،أقل وجعاً من
أن تبقى مخدوعاً على الدوام! إن البحار الهادئة لا تصنع
بحارين ماهرين،والجنود الحقيقيون لا يظهرون في معسكرات
التدريب،وإنما يولدون من رحم المعارك!
فكُنْ مديناً لعاصفةٍ هوجاء أنضجتكَ،
ولمعركةٍ طاحنةٍ أيقظتكَ!
والسّلام لقلبكَ