*معاييرك تمييزية سالبة أيها المثقف وأنت تحدثنا عن آل دقلو*
لا تحدثني عن آلِ دقلو... حدثني عن آلِ المهدي وآل الميرغني وآل الشريف الهندي وآل البشير وآل عبداللطيف داؤد وآل النفيدي و آل الخندقاوي وآل حسين بركة وآل البلال الطيب وآل سيداحمد خليفة وآل مأمون حميدة وآل ابوحراز و آل دوسه وآل الجعلي وآل العكدابي و آل العُمرابي وآل الترابي وآل الشايقي و آل الشيخ مصطفى الأمين و آل حامد ود الجبل وآل البرجوب وآل جبريل إبراهيم وآل جارالنبي و آل المغربي وآل بابكر بدري وآل حيدوب وآل وآل وآل من عشرات بل مئات الأُسر السودانية التي عملت بالسياسةِ والإقتصادِ والتجارة والإعلام والعسكرية والتعليم و التعدين والتصنيع والزراعة والرعي والرياضة و الثقافة والفن منذ عشرات السنين بل أن البعض منهم ظل متواجدٌ في هذه الحقول من قبل الإستقلال و ليومنا هذا. هذه الأسر بعضها توارثَ السياسةَ حيث أنّ إحتكار قيادة الأحزاب الكبيرة في السودان كحزبي الأمة و الإتحادي الديمقراطي ظل سِمة سائدة لأبناء أسرتي المهدي و الميرغني على التوالي. ففي التاريخ المعاصر ورّث عبدالرحمن المهدي إبنه الصديق وورّث الصديق إبنه الصادق وورّث الصادق إبنه عبدالرحمن ومعه كريمته مريم ويشاركهما في الورِثة السياسية أشقاؤهم الصديق والبشرى ورباح بل وزوجة الإمام الصادق المهدي السيدة لبابة وأعمامهم مثل الهادي المهدي وإبنه الوارِث الصادق الهادي المهدي وأبناء عمومتهم مبارك الفاضل المهدي، يتوارثون الحزبَ والسياسةَ إبنٌ عن ابٍ عن جدٍ دون إستحقاق ديمقراطي منظَّم بلوائح، ولم نسمعْ حديثاً عن آلِ المهدي رغم وجود العشرات منهم لعشرات السنوات في قيادة الحزب والسياسة،ومع ذلك يطلُ علينا مستغبي منهم مثل مبارك الفاضل ويتحدث عن آل دقلو الذين فقط ظهروا في السياسة إبان مؤآزرتهم ثورة ديسمبر 2019م حينما إنحاز الأخَوين للثوار ونفذوا رغبةَ الشعب في الإطاحة بحكم عمر البشير وحزبه المؤتمر الوطني ومن خلفهم الحركة الإسلامية وجهادييها. ولا يقلُ الإتحادي الديمقراطي سؤءً في التوريث عن سابقه حيث ورَّث مولانا علي الميرغني إبنه محمد عثمان وورَّث محمد عثمان أبناءه الحسن وجعفر وإبراهيم وغيرهم قيادة الحزب وسوف يورِّث هؤلاء أبناءهم السياسةَ وقيادة الحزب، وهكذا تمضي الأشياء ويأتي منهم المسترخي إبراهيم الميرغني ويتحدث عن آلِ دقلو وأنّ الشقيقين يمارسان السياسة. جبريل إبراهيم وَرَثَ حركةَ العدل والمساواة المسلحة عن شقيقه المرحوم خليل إبراهيم والآن يساعده في قيادة الحركه أخوه الآخر دكتور عُشر، و يتحدثون عن أنّ آلَ دقلو يقودون قوات الدعم السريع. كلُ الأسر التي جاءت في صدر هذا المقال هي تمارس السياسةَ والعسكريةَ والإقتصاد والإعلام و تتوارث هذه الأنشطة جيلاً بعد جيل ولم نسمعْ حديثاً عن عمر البشير وأشقائه الخمسة وسيطرتهم على الجيش كفُرقاء وألوية، بل أنّ زوجاتِهم وَصَلْنَ رتبةَ اللواء. يمكن صياغة أمثلة بالأسماء لكل أسرة للتدليل على أنّ هذه الأنشطة مكفولة لكل شخص حسب قدراته وكفاءته. غير المقبول هو التمييز السالب والإنتقاء المقصود بحيث يتناسى المثقفون كل هذه الأسر وحظها في الكسب ويتم التركيز على آل دقلو فقط. هنا يستبين للقارئ الحصيف والمتابع للشأن السوداني أنّ الأمر يُشْتَمُ فيه رائحةَ العنصرية البغيضة و الجهوية الصارخة والغيرة السياسية والعسكرية والإقصاء الممنهج وعدم قبول الغير وتبخيس حق الآخرين والكيل بأكثر من مكيال. إن الشعب السوداني يعلم أن قوات الدعم السريع بقيادة آل دقلو كمؤسِسين قامت بأدوار حاسمة وقدمت تضحيات عظيمة تحت راية القوات المسلحة ولأجل الدولة السودانية ومواطنيها في مواجهة التمرد في دارفور وجنوب كردفان (قبل سلام جوبا) وفي الحدود الشمالية والغربية ومحاربة التهريب وتجارة البشر والمخدرات و الفصل في النزاعات القبلية والتفلتات الداخلية ودعم الثوار وتقديم الخدمات والإغاثات في أوقات الكوارث والفيضانات والمشاركة في عاصفة الحزم بإسم السودان. السؤال، مَن مِن هذه الأسر المذكورة أعلاه قدم تضحيات من أجل السودان بهذا القدر الذي قدمته أسر أبناء الدعم السريع بمن فيهم أسرة دقلو؟ كل تلك اللوبيات والإمبراطوريات كانت ولا تزال تبحث عن مصالحها و مجدها الشخصي والخاص. لا تحدثونا بخبث عن آل دقلو، فنحن نعلم غرضكم و مرضكم ولن تنجحون. إن النفس العنصري الذي تخرجونه من صدوركم لهو واضحٌ جداً لأصحاب البصيرة. آن الأوان أنْ تقوم المؤسسات والكيانات و الأحزاب بمراجعة نفسها وهيكلها ولوائحها و أوامر تأسيسها بغرض تطويرها لتواكب سودان ما بعد ١٥ أبريل 2023م الذي أنفلقَ على دولةٍ جديدةٍ تقوم على أنقاض دولة 56 التي قامت على أسس خاطئة حَكَرت الجيشَ والثروةَ والسلطةَ والوظائف لفئات محددة وقاومت لتظل هذه الحكرية والحصرية مستمرة. آن الأوان أنْ ينهض المجتمع بعد الدمار الذي أحدثته هذه النخب والأسر والجيش الإنتقائي ليكون السودان الجديد جديدٌ في كل شيء. *وهنا نطالب بصوت عالٍ أن يتغير إسم السودان نفسه وعَلَمه وسلامه الجمهوري ورؤيته وهويته ودستوره وقوانينه وتحالفاته الخارجية وإنتماؤه القاري و الإقليمي*.. هذه دعوة لفرمتة الدولة القديمة دون الرجوع لوضع المصنع.
ابو محمد 12 أغسطس 2023 الخرطوم
العنوان
الكاتب
Date
معاييرك تمييزية سالبة أيها المثقف وأنت تحدثنا عن آل دقلو..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة