|
Re: عودة خلافات الكيزان.. أسرار انقلاب اكتوبر (Re: محمود الدقم)
|
Quote: وفيما راهن غالبية الكيزان في البداية على خط كرتي بدأت الثقة تهتز فيه بعد إجراءات لجنة تفكيك التمكين واسترداد الأموال المنهوبة ، وبدأ الهمس يدور داخل السجن وخارجه ان كرتي وقوش يسوقان الحركة للذبح ، وكتب الطيب (سيخة) قصيدة عصماء هجا فيها صلاح قوش مدير المخابرات السابق ووصفه بالخيانة وظل يتلوها بعد صلاة كل مغرب على البشير. وفكرت مجموعة السجن في الانقلاب رغما عن كرتي ولكن تم التصدي له مبكرا ، واعتقل عدد من كوادر حزب المؤتمر الوطني والضباط .
و احتدم الصراع بين المجموعتين بصورة مكتومة، ونجح كرتي في البداية في تكسير مجاديف عناصر مجموعة السجن تارة باعتقالهم عن طريق الأجهزة الأمنية وتارة أخرى عن طريق إضعاف حزب المؤتمر الوطني المحلول لصالح الحركة الإسلامية وتيار المستقبل. كما اعتقل غندور وقصقص اجنحته وغيب ابراهيم محمود. وحاولت المجموعة الموجودة بتركيا بقيادة محمد عطا بايعاز وتنسيق مع نافع على نافع انتزاع مفاتيح المال والعمل العسكري من كرتي لكنها لم تحقق نجاحا يذكر.
و استطاع كرتي ان يحقق نفوذا ساحقا وسط الكيزان بعد الايام الأولى لانقلاب 25 أكتوبر، خصوصا بعد أبطال قرارات لجنة تفكيك التمكين، واعادة تعيين حوالي ثلاثة آلاف كادر في المواقع الرئيسية بالدولة بالتنسيق بينه والبرهان وكباشي وإبراهيم جابر.
وصفت الأجواء لكرتي لحد بعيد الذي صور نفسه بأنه ناجح في مهمته والا مطامع شخصية لديه مدعيا الرغبة بتوحيد المجموعات المختلفة ، وبالفعل تواثق (الكيزان) في لقاء للحركة حضره رؤساء الحركة الاسلامية بالولايات، تواثقوا فيه على الوحدة والعمل على وأد الخلافات وطي صفحة الماضي وبداية صفحة جديدة . ولكن سرعان ما تلاشت فرحة الكيزان بانقلاب ٢٥ أكتوبر بسبب الموقف الناشئ من قيادة الدعم السريع. رفضت قيادة الدعم السريع هيمنة الكيزان مرة أخرى. عرض كرتي والبرهان عروضا شتى لتقاسم السلطة الانقلابية الجديدة ولكن قيادة الدعم السريع وقد احست بتحسن مواقعها في توازن القوي رفضت محاولات تطويعها باعطائها الفتات .
وإضافة إلى عزلة الانقلاب شعبيا ودوليا عرقلت قيادة الدعم السريع إكمال الانقلاب لصالح الكيزان، فرفصت تعيين الكوز المتغطي رئيسا للوزراء ثم أصرت على إعادة حمدوك، واخيرا خرج حميدتي ليصرح على الملأ بخطأ الانقلاب وفشله.. ومن هنا تأكد الكيزان بأنه ما من سبيل لاكمال الانقلاب الا بهزيمة وتحطيم الدعم السريع اولا. وكان الاقسي على الكيزان الحراك السياسي الذي بدأ بوثيقة نقابة المحامين وانتهى بالاتفاق الاطاري الذي كان واضحا انه سيعيد الانتقال الديمقراطي ويلاحق المفسدين ويسترد الأموال المنهوبة ويحاكم مجموعة السجن بحق وحقيقة. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|