رسالة من إبن الجنوب للخرطوم (القديمة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 11:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2023, 06:18 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10947

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة من إبن الجنوب للخرطوم (القديمة)

    06:18 AM August, 13 2023

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    يدجوك آقويت

    "المدينة بِنْتَ الحاجة إليها" - ديمتري أفييرينوس
    (١)
    للخرطوم تاريخٍ رهيب، عظيم، ولها أيضاً، سمعة سيئة أوساط سكان أطرافها. في الحقيقة، هناك خراطيم، تتجاذب سكانها، على تنوعهم، علاقات (حب - كراهية) ممعنة في الغرابة. يظن بعض السودانيين أنها قامت على أكتاف المُدن الكبيرة؛ من ركام أتبرا المدينة بعد تفكيك سكة حديديها، و مشروع الجزيرة، و وحروب الموت المجاني في الأطراف، و الجوع و العطش في الشرق، وحياة الشظف في أقاصي الشمال. و يرى البعض أيضاً، أن اكتظاظها لحد أن صارت سودان آخر مترامي الأطراف و تمرْكُز الخدمات الشحيحة أساساً في مدنها الثلاث، سبب وجيه لكراهيتها. مهما يكن، تظل للخرطوم محبة خالصة ومكانة مميزة، و يقع في حبها الوافدين إليها. وفي حالتي(نا)، أبناء الجنوبيين من نازحي الحرب الأهلية السودانية الأولى ١٩٥٥ - ١٩٧٢م، جُبلنا على حبها بالإنتخاب الطبيعي.
    (٢)
    اكتشفت المدينة بشكل أعمق في فترة المراهقة، بفضل شقيقي اوبج/عباسية، و حكاوي أبي - ونادراً ما يحكي - عن خرطوم زمان. صاحبت شقيقي في معظم (رمتلاتهِ)، لملاعب كمبوني، نادي الكوكب بحري مع كوتش ابو حديد، و حوامة نهاية اليوم مع لاعبي كرة السلة. تبعته لكل محفل رياضي أو ثقافي، من دوري الجيش في ملعب طلعت فريد المتهالك، و فعاليات النادي اليوناني، السوري، القبطي و نادي الربيع امدرمان، و رحلات شمبات و الكدرو و اشياء وأماكن أخرى شيقة. مرت سنوات لاخوض أول تجربة عمل خارج الخرطوم في سد مروي. و عكس ما توقعت، وجدتني (ود بندر) كما اعتاد أن يخاطبني أهل المنطقة و ستات الشاي و (مشروبات أخرى)، إلا أن تعاظم هذا الإحساس مع ارتحالي جنوباً، و تصنيفي مرة أخرى ك(كارتومر). و طالما امتعضت من لفظة كارتومر لما تحمل من تنميطات وحمولات سياسية سلبية في سياق جنوب السودان.
    (٣)
    أما الآن، بعد بلغت (الخرْطَمة) منتهاها في ظل الخراب الذي يطال ذكريات طفولتنا ومراتع صبانا، فقد بلغ الحنين والحزن على ما تعانيها مبلغاً عظيماً. فالخرطوم، المدينة، تمثل الطمأنينة لعدد كبير من أبناء جيلي الكارتومس. فهي بالنسبة لي (بيتنا)، بيت أمي، نيادونق اوتور بشارع واحد الحاج يوسف، و مقابر البنداري، مرقدها الأخير. هي سوق ١٥ الفتيحاب، واخر محطة البنك العقاري، والرياض، و مقهى كافيين، و بابا كوستا، وحوامة شارع البلدية بحري بعد صلاة الأحد، و فتة حي الأقباط قبالة الكنيسة الإنجيلية الخرطوم، و مؤتمرات الأشبال في الكنيسة، جناين المطران في الجريف، و الكمبونيات، و كلية النزلاوي والقراصة الزابطة في سوق نمرة ٢ بعد يوم طويل ومرهق مع طُلاب (دين حجر)، و الأهم، ما يسميه الحبيب بوي جون برحلة الشتاء، وحوامة شارع الاربعين مع عبادة شرحبيل و عطلة المهندسين و الطقة الكاربة في الفردوس مع سامر، و لمات جنبة الشفيفة سمية، و الونسة في جغانين القهوة السمحة، و قص كتب من علي دارفور بالمجان.
    (٤)
    ما جرى و يجري الآن؛ اكبر من مجرد تحميل المدينة وزر تخاذل حكامها خرابًا ماحقًا في العمران والبنيان وأركان اليقين، و افدح من أن تكون انتقاماً من الكرتومس السودانيين، الجنوبيين، الاثيوبيين، الارتريين وغيرهم، او رداً على انتفاضتها من أجل حريتها؛ فما يحدث محو لوجودها ومعناها وكرامتها، لبيوت رافقت طفولة الحياة، وخصوصيات ارتبطت بقناعات سكانها، وعباداتهم، معتقداتهم، واشتراطات قيمهم، وعاداتهم، ونزعاتهم الاجتماعية المتباينة. هي إعمال اله الحرب التي خلعت بيوتًا من جذورها، راكمت الخراب وأغلقت شوارع كانت عامرة بالحياة و مشعة بالأحلام.
    (٥)
    عندما افكر عن الخرطوم، عن الخراب الذي طال و يطال العِمارة و جهد عقود من العمل لملايين الأسر، البناء والتفاني لتحقيق و لو قدر ضئيل من الأمان؛ و عندما أسمع أخبار إستباحة منازل المدنيين، أو عندما يدمّر قذيفة مصنوعة بغريزة القتل الهمجية بيتَ أسرةٍ مُمتدة توارثت مفردات هذا البيت من الجدّ إلى الأب إلى الحفيد، فإن هذا القصف لا يغتال أركان بيتٍ آمنٍ فقط، بل يجتثّ اليقين من أسوارها و ينزع سقف الطمأنينة، عن ساكنيها الآن، وفي نفوس الكارتومس خارجها في هذه اللحظات العصيبة. لكن. لكن، نعم، قد تدمر آلة الحرب اللعينة كل المدينة، لكنها بكل تأكيد، لن تهزم (الخرْطَمة). لن تهزم المدينة. فالمدينة بِنٍتَ الحاجة إليها.








                  

العنوان الكاتب Date
رسالة من إبن الجنوب للخرطوم (القديمة) محمد عبد الله الحسين08-13-23, 06:18 AM
  Re: رسالة من إبن الجنوب للخرطوم (القديمة) محمد عبد الله الحسين08-13-23, 06:41 AM
    Re: رسالة من إبن الجنوب للخرطوم (القديمة) محمد عبد الله الحسين08-13-23, 07:04 AM
  Re: رسالة من إبن الجنوب للخرطوم (القديمة) adil amin08-13-23, 01:15 PM
    Re: رسالة من إبن الجنوب للخرطوم (القديمة) محمد عبد الله الحسين08-14-23, 12:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de