|
Re: فيصل:ميليشيا عشائرية وتتسم عملياتها بالط� (Re: مدثر صديق)
|
توسعت طموحات حميدتي وبدا واضحا أن موقع الرجل الثاني لا يكفيه، في الوقت الذي كان البرهان يتلاعب أيضا بالاتفاقات التي يوقعها مع القوى السياسية المدنية ثم يتنكر لها، وبدا الصراع بين الرجلين صامتا، وكاد أن يتحول لصدام عسكري أكثر من مرة، خاصة بعد اتهام حميدتي للبرهان بأنه عاد ليتحالف مع رموز النظام القديم الذين يعتبرون حميدتي عدوهم الأول، فقد صنعوه ودعموه لكنه تنكر لهم وساهم في الإطاحة بنظامهم. تطورت الأمور خلال ثلاثة أشهر من العداء الصامت، للتلاسن العلني في أجهزة الإعلام ولقاءات التنوير العسكرية، ووصلت لاحتكاكات متعددة هنا وهناك، وساهمت جهات من رموز النظام القديم، ذات مصلحة في دفع الأطراف للحرب، بزعم جاهزيتهم لدعم البرهان للقضاء على قوات حميدتي في ثلاثة أيام. مضت الآن خمسون يوما دفعت فيها البلاد ثمنا باهظا من الخسائر البشرية والمادية وتدمير البنيات الأساسية وتخريب الاقتصاد الوطني، دون أن يعرف أحد متى ستنتهي هذه الحرب، بل دون وجود تفسير معقول لبدايتها في هذا التوقيت بالضبطـ ، خاصة بعد أن وقع البرهان وحميدتي مع القوى المدنية الاتفاق الإطاري ا*لذي نص على دمج الدعم السريع في القوات المسلحة، وهذا أول اتفاق من نوغه خلال السنوات الأخيرة. استخدم السياسي السوداني الراحل عبد الخالق محجوب، السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، هذا التعبير “عنف البادية”، ليصف به أعمال العنف التي قامت بها جماهير الأنصار – حزب الأمة والتي تم استجلابها من الأرياف للمطالبة بحل الحزب الشيوعي، وراح عبد الخالق نفسه ضحية عنف مماثل عقب محاولة انقلاب فاشلة عام 1971م، واستخدم الكاتب السوداني الدكتور حسن الجزولي العنوان نفسه لكتاب روى فيه الأيام الأخيرة لعبد الخالق محجوب.
|
|
|
|
|
|