|
Re: فيصل:ميليشيا عشائرية وتتسم عملياتها بالط� (Re: مدثر صديق)
|
توسعت قوات الدعم السريع في التجنيد حتى تم تقدير عددها في الفترة الأخيرة بمائة ألف مقاتل، وتنوعت مصادر تسليحها، ومنحها البرهان كثير من معسكرات الجيش وجهاز الأمن والمخابرات لتتبع لها، وتم انتداب عدد كبير من ضباط الجيش للعمل بالدعم السريع. وتميزت القوات بالوضع المالي المميز لجنودها وضباطها بشكل لا يمكن مقارنته بمرتبات وامتيازات الجيش. ورغم هذا التوسع إلا أن قيادة القوات استمرت ذات طابع عشائري وأسري محدود، فعبد الرحيم دقلو شقيق حميدتي هو نائب القائد، وشقيقهم الثالث القوني مسؤول الاستثمارات، وأبناء عمومتهم وخؤولتهم يتولون الإشراف على كل مفاصل القوات. وبتنسيق كامل مع قيادة القوات المسلحة أقام المكون العسكري علاقات وثيقة مع روسيا واسرائيل، متخطيا الحكومة المدنية. لم يمر هذا الأمر دون غضب وسخط القواعد الوسيطة والدنيا من القوات المسلحة، فقد كانت المقارنة ظالمة، ظلت عملية توزيع الرتب لقوات الدعم السريع مستفزة للضباط الذين يتدربون بالكلية الحربية ويتلقون عشرات الدورات والكورسات وسنوات الخبرة لينالوا ترقية لرتبة أعلى، ثم يجدون شاب حديث السن لم ينهي دراسته الثانوية بنجاح يحمل نفس رتبتهم بقوات الدعم السريع. بالمقابل أيضا ظلت القوى السياسية المدنية التي ساهمت في الثورة تطالب بحل قوات الدعم السريع ودمجها في القوات المسلحة لتكون هناك قوات مسلحة وطنية واحدة، وظل شعار التظاهرات الشعبية المنادية بمدنية الدولة “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل”. ولم تنس الجماهير أن قوات الدعم السريع كانت القوة الضاربة في مذبحة فض الاعتصام السلمي في يوينو 2019 . المدهش إن البرهان وقيادة الدولة العسكرية هم من ظلوا يدافعون عن الدعم السريع ويرفضون المطالبات بحله، وكانت ردودهم الدائمة أن الدعم السريع خرجت من رحم القوات المسلحة وأنها جزء منها. وكافأ البرهان الجنرال حميدتي بعد مشاركته في الانقلاب العسكري على الفترة الانتقالية في 25 أكتوبر 2021م، فمنح قوات الدعم السريع 30% من أسهم منظومة الصناعات الدفاعية، وهي واحدة من أكبر المؤسسات الاقتصادية والصناعية في البلاد.
|
|
|
|
|
|