أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلية فجر اليوم بمدينة عطبرة الأستاذة المربية فاطمة حسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 04:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-11-2023, 07:47 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Yasir Elsharif)

    منقول من بوست النذير حجازي " جمهوريون أحببتهم"
    Quote:
    رحلت أمي فاطمه حسن محمد إدريس و انهد ركن ركين ، و انفتحت ثغرة لا تسد ..*

    بقلم ابنها المكلوم: المهندس محمد عبد اللطيف هارون

    كنت في السنة الثانية بكلية الهندسة جامعة الخرطوم و من ضمن المنهج الدراسي ، كان لزاما علينا أداء دورة التدريب العملي الأساسي(zero training) بورش سكك حديد عطبرة ، كان ذلك في شهر رمضان من العام ١٩٨٦ م ،و كنت أعلم مسبقا أن لنا بمدينة عطبرة أهل كثر ، انتقل منهم من انتقل الى الرفيق الأعلى و بقي من بقي و كان من ضمن من انتقل ، عمي عبدالله هارون شيخ طويل رحمة الله عليه الذي عاش جل حياته بمدينة عطبرة إلى أن قبر فيها ..
    وانا احمل متاعي نحو محطة سكة حديد الخرطوم حيث تجمع الطلاب للسفر ، كررت على مسمعي مرارا ، والدتي رحمة الله عليها : " لازم تمشي لي خالاتك (حسنية و ستنا و فاطمة)" ، خالاتي اللائي سمعت عنهن مرارا في حكاياها لنا وهي تجتر حنين ذكريات طفولتها معهن ، سمعت كثيرا عنهن و من فرط محبة والدتي لهن بت اتلهف للقياهن ، و من أكثر ما شد انتباهي من تلك الروايات عنهن و التي رسخت في ذهني ، كانت عن خالتي الراحلة فاطمة حسن (ماما فطين) ، الوحيدة من بينهن من تقدمت في التعليم ، فهي خريجة معهد المعلمات بام درمان و عملت بعد تخرجها أستاذة بالمرحلة الاولية ثم الابتدائية بمدينة عطبرة و ضواحيها ، تنقلت "ماما فطين" ، كما يحلو لنا مناداتها ، في المدارس المختلفة و طافت مختلف المناطق بالمديرية الشمالية ، تتفانى في عملها ، أنيقة المظهر ، مثقفة ، خطاطة جدا ، و من أكثر ما كان يتردد عنها أنها اتبعت الفكر الجمهوري و المفكر محمود محمد طه في بواكير رحلتها مع التعليم ، و لم أكن اميز وقتها ماذا تعني الفكرة الجمهورية غير ما يثيره الناس عن غرابة الفكرة على المجتمع السوداني ، بالرغم من تلك الحلقات التي كان يعقدها الجمهوريون في الاسواق بمدينة بحري مساء ، و لكن كنا نمر عليها انا و صديقي ياسر مزمل و نحن طلاب في بحري الثانوية ،مرور الكرام ، مشاهد لرجال مهندمون و نساء يرتدين الثياب البيضاء ، يقفون معا ، تحمل النساء كتيبات تشرح الفكرة ، و يتحدث الرجال يشرحون الفكرة ، و اذكر انني لم اكن اركز كثيرا على ما يقال بينما يقوم صديقي ياسر بمناكفتهم دون بصيرة و فكر فقط من اجل المناكفة ، و مما لفت انتباهي جدا و ظل اثره في نفسي حتى الان ، ذلك الأدب الجم و القدرة المهولة على كظم الغيظ ، التي كان يتصف بها الجمهوريون وهم يديرون حلقات النقاش و الهدوء الذي كانوا يردون به على جهالات السابلة وهم يمرون على الحلقات و يلقون عليهم أسئلة استفزازية ، و يقيني انهم قد خضعوا لدورات تدريبية روحية عالية جعلت منهم "محبة تمشي على قدمين " ، و قد كان ديدنهم في سلوكهم المهيب هذا تمثل خلق النبوة و إيمان بقول المصطفى عليه الصلاة و السلام (طوبى للغرباء) ..
    وصلنا عطبرة بقطار يحمل على متنه قرابة الثلاثمائة طالبا و طالبة، كانوا يمثلون كل اقسام كلية الهندسة و صبيحة اليوم التالي انهمكنا في دورتنا التدريبية بمختلف أقسام السكة حديد ، تعلمنا فيها إضافة للمعرفة العلمية و العملية ، تعلمنا الانضباط و احترام الوقت و "بهرتنا صورة عطبرة " فعلا و ليس قولا ، ظل راسخا في ذهني صفارة بدء الدوام ، و أهل عطبرة موحدون على ظهور عجلاتهم يدخلون إلى مباني السكة حديد ، و صفارة يخرج فيها الجميع على ظهور دراجاتهم إلى منازلهم لتناول الإفطار و صفارة استئناف العمل بعد الإفطار، و استمرار العمل حتى نهاية الدوام و يخرج الجميع بعد سماع صفارة الخروج ، نظام. اشتراكي غير معلن ، لم اعهده في الخرطوم في اي مؤسسة من مؤسساتها ، اللهم إلا القوات النظامية ، في هذه البيئة ولدت و نشأت "ماما فطين" ، و من أوائل من ذهبن للمدارس من الأسرة ، هي و اختها ستنا و اخوانها محمد و إدريس و عوض ، كان والدهم حريص على دخولهم المدارس في وقت كان اقرانهم في المناطق الأخرى لا يكترثون للتعليم ..
    مضت الأيام الأولى للتدريب ، و انغمست مع زملائي في التحصيل العملي نهارا و أمسيات السمر مساء في داخلية مدرسة عطبرة الحكومية ذلك الصرح المطل على ملتقى نهر عطبرة و نهر النيل ، مضت الأيام و في غمرتها تذكرت وصية والدتي ..
    بعد انتهاء الفترة التدريبية ، بعد ايام من انطلاقتها خرجت مع ارتال الشغيلة و منظرهم المهيب وهم يخرجون من بوابات الهيئة المختلفة بعد سماع صافرة انتهاء الدوام و يممت وجهي شطر حي المربعات المتاخم لحي أم بكول الواقع أقصى جنوب وسط مدينة عطبرة ، قاصدا تنفيذ وصية والدتي و ما كنت اعرف حينها انني مساق على اجنحة المحبة إلى لقاء امي الروحية (ماما فطين) ، احتفى الجميع بقدومي .. فالقادم انا و لكن كان الاحتفاء بوالدتي في شخصي بائن ( انا في شخصك بحترم أشخاص ) ، كان مقدار محبتهم لها يقفز من القلوب مباشرة قبل الايادي و عبارات التحية ، لاجدني قبل أن يرتد الي طرفي ماثلا أمامي قصر "ماما فطين" الوريف و دوحتها التي منذ هذه الوهلة أصبحت مهوى فؤادي و مسراي ، وجدتني سيد المكان ، قضيت أيام التدريب المتبقية كلها معها ، في بيتها وسط أبناء اخوانها و أخواتها، محاطا بالمحبة و الكرم ، تركت داخلية الطلاب .. أصبحت ماما فطين منذ ذلك الوقت (امي الروحية) .. نموذجي الطيب للانسان ، تشاهدها فتذكرك بالله و ملائكته و كتبه و رسله ، كانت تتمثل في كل تفاصيل حياتها ، واقعا، سلوك العارفين ، حديثها ، صلاتها ، اناقتها وهي ترتدي الثوب الابيض ، و أشهد اني لم ارها طوال حياتي ترتدي غير هذا الثوب الابيض ، فكانت تبدو وهي تسعى بين الناس كالحمامة البيضاء تحمل غصن الزيتون فتنثر السلام و المحبة بين الناس ، لسانها لا ينطق إلا ذكرا و شكرا ، محبة للصالحين ، تسعى إليهم سعيا ، و قد سنحت لي الفرصة أن اتجول معها عليهم ، ظلت باذلة حبها و مالها في تربية أجيال من الأبناء و البنات ، تساعد اخوانها في تربية أبنائهم، فكانت اما روحية للجميع .. و لدى عتبات مقامها العالي بدأت فهم الفكر الجمهوري ، الذي اشكلته علينا افهام متحجرة ، تحنطت في التراثيات و اعتمدت النقل دون العقل ، و لا ادعي تمام استيعابي له ، و لكن بفضلها تحرر عقلي من غلالات الغبش و سلم قلبي من الغل و الحقد ، بسلوكها اليومي فهمت معاني" لوحة خلق الجمال" ، و التي وجدتها جدارية معلقة في صالونها ، متنها من أقوال الأستاذ محمود و شروحها متنزلة في أفعال و سلوك و أقوال "ماما فطين " .. في بيتها تعرفت على بعض اخوانها و أبنائها الروحيين من الجمهوريين .. و تيقنت أن ذلك الأدب الجم الذي شاهدته يوما ما في تلك الحلقات بالأسواق في بحري لم يكن محض تمثيل ، بل كان قول متنزل على الأرواح فأصبح فعلا .. و أصبحت "ماما فطين" عندي هي "لوحة الجمال" و وجدتني قد حفظت كلماتها عن ظهر قلب من القراءة الأولى، إذ يقول الاستاذ : " نَحْنُ نُبَشِّرُ بِعَالَمٍ جَدِيدٍ، ونَدْعُو إلى سَبِيلِ تَحْقيقِهِ، ونَزْعَُمُ أنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ السَّبِيلَ مَعْرِفَةً عَمَلِيَّةً.. أمَّا ذَلِكَ العَالَمُ الجَّدِيدُ، فَهوَ عَالَمٌ يَسْكُنُهُ رِجَالٌ ونِسَاءٌ أحْرَارٌ، قَدْ بَرِئَتْ صُدُورُهُم مِن الغِلِّ والحِقْدِ، وسَلِمَتْ عُقُولُهُم مِن السَّخَفِ والخُرَافَاتِ.. فَهُمْ فى جَمِيعِ أقْطَارِ هَذَا الكَوْكَبِ مُتَآخُونَ، مُتَسَالِمُونَ، مُتَحَابُّونَ.. قَدْ وَظَّفُوا أنْفُسَهُم لِخَلْقِ الجَّمَالِ فى أنْفُسِهِم، وفى مَا حَوْلِهِمْ مِن الأشْيَاء.. فَأصْبَحُوا بِذَلِكَ سَادَةَ هَذَا الكَوْكَبِ.. تَسْمُو بِهِمُ الَحيَاةُ فِيهِ سَمْتاً فَوْقَ سَمْتٍ، حَتَّى تُصْبِحَ وكَأنَّهَا الرَّوْضَةُ المُونِقَةُ.. تَتَفَتَّحُ كُلَّ يَوْمٍ عَنْ جَدِيدٍ مِن الزَّهرِ، وجَدِيدٍ مِن الثَّمَرِ." . كانت "ماما فطين" لوحدها حديقة مونقة ظلت طوال عمرها تنفح من يلج عالمها بالمحبة ، فقد كانت تدين بدين الحب ، أنى توجهت ركائبه ، قولا واحدا ..
    وكانت النقلة الكبرى التي زلزلت أركان المسلمات في رأسي تلك المخطوطات التي وجدتها في غرفتها الخاصة ، خلوتها التي تقيم فيها الليل صلاة و ذكرا و تأمل ، حين قرأت فيها تعريفا لسر الحياة حيث يقول الاستاذ : (قديماً هام الناس بسر الحياة الأعظم .. هاموا بسر القدرة ، و بسر الخلود .. فجد الفلاسفة وراء ما أسموه بحجر الفلاسفة ، و بحث الكيماويون عما أسموه إكسير الحياة .. و حلم القصاصون بخاتم المنى، و بالفانوس السحري.. و لم يظفر أي من هؤلاء بشئ مما كانوا يبتغون.
    قل لهؤلاء جميعاً ، و لغير هؤلاء ، من سائر الناس، إن سر الحياة الأعظم ـ إن إكسير الحياة ـ هو الفكر .. الفكر الحر .. الفكر القوي، الدقيق ، الذي يملك القدرة على أن يفلق الشعرة ، و يملك القدرة على أن يميز بين فلقتيها.. و هذا الفكر إنما هو ثمرة العقل المسدد ، المروض، المؤدب بأدب الحق ، و أدب الحقيقة ) .. و كنت قد بهرت بلوحة خلق الجمال مسبقا ، فامتزج العقل بالروح و الفكر بالمحبة و همت في عالم الأفكار حرا طليقا تحملني المحبة و لا يقيدني شئ ..

    انتقلت أمي للقاء وجه الكريم ، تحفها الرحمات ، متيقنة بلقاء حبيبها المصطفى و معيته ، تلك الغاية التي نذرت حياتها كلها لادراكها .. و نحن ابناء روحها ، نشهد لها بالصلاح و لا نزكيها ، فالله علام الغيوب ، أكرم و أرحم بها عن من سواه ، نسأله أن يجيزها الصراط و يسقيها في حوض المصطفى شربة لا تظمأ بعدها ابدا و ينزلها منازل الكرام البررة و يكرمها بصحبة المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه ..






                  

العنوان الكاتب Date
أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلية فجر اليوم بمدينة عطبرة الأستاذة المربية فاطمة حسن Yasir Elsharif08-06-23, 03:30 PM
  Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� Yasir Elsharif08-06-23, 04:36 PM
  Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� اْسامة اْباّرو08-06-23, 04:39 PM
    Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� نعمات عماد08-06-23, 04:45 PM
  Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� Amira Hussien08-06-23, 04:55 PM
    Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� Ahmed Yassin08-06-23, 05:01 PM
      Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� Omer Abdalla Omer08-06-23, 05:53 PM
        Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� السر عبدالله08-06-23, 06:07 PM
          Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� النذير حجازي08-07-23, 02:13 AM
  Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� adil amin08-07-23, 03:46 AM
    Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� Yasir Elsharif08-07-23, 06:09 PM
      Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� Yasir Elsharif08-11-23, 07:47 AM
        Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� Yasir Elsharif08-11-23, 07:50 AM
          Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� Yasir Elsharif08-13-23, 09:42 AM
            Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� Yasir Elsharif08-15-23, 07:24 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de