+ في ذلك اليوم ونصره الله نصرًا مؤزرا وبين زحامِ الناس هذا يبايع وهذا يعاهد و يبارك هذا. رأى النبي ﷺ عجوزًا طاعنةً في السن تمشي من بعيد وتقترب إليه حتى أصبحت عنده ثم بدأت تلك العجوز تنظر إلى النبي ﷺ لم تعد ترى جيداً تتأمل في وجهه والنبيﷺلايعرفها فقال : من هذه قالوا : هذه حليمة السعيدة يارسول الله .. فبكى رسول الله عليه الصلاة والسلام وحضنها ومسح على رأسها وقبل يدها فاستغرب الصحابة رضوان الله عليهم فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ما بكم ؟ هذه أمي..أميحليمة.. فخلع رداءهُ وفرشه لها وجلس معها والنَّاس حوله فقال : دعوني دعوني أنا وأمي ولو لساعة وكأنه يقول دعوني أحدِّثُها ماذا حصل بي في تلك السنين وأشكو لها دعوني أبكي أمامها دون خجل مثلما كنت أبكي عندما كنت رضيعاً في حكرها ..عليه اطيب الصلاة وازكى السلام طويلا ثم ارتفع نحيب رسول الله ﷺ فبدأ يبكي بكاءاً شديداً .. فلما سمع الصحابة رضوان الله عليهم بكوا لبكاء رسول الله ﷺ ثم عاد رسول الله ﷺ وهو حزين يبكي فتلقاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال : يارسول الله .. ما الذي أبكاك لقد أبكانا وأفزعنا ؟ فجاء حزينًا فجلس عند الصحابة وقال :أأفزعكم بكائي؟ قال الصحابة .. نعم يارسول الله .. قال : إن القبر الذي رأيتموني أناجي كان قبر آمنة بنت وهب أمي وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي واستأذنت ربي في الاستغفار لها فلم يأذن لي فيه فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكاني .. فبكى النبي ﷺ وبكا الصحابة جميعًا حتى لم يُرَ يومًا بكوا فيه أكثرَ من ذلك اليوم .. فتح النبي ﷺ مكة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة