حطب ضُلمة بقلم خالد الساري

05:08 PM July, 13 2023

سودانيز اون لاين
muntasir-
مكتبتى
رابط مختصر

حطب ضُلْمَة أحد الشياب بغرب البلاد يمتلك مراحين من الابل ..أحدهما من كسب يده و المراح الآخر خرت و نهب و يحرص كل الحرص أن لا يختلط المراحان حتي لا يمحق مراح الحرام ..الحلال ( فتأمل). يسرح الرعاة بأحد المراحين شرق الوادي و المراح الثاني غرب الوادي . سأله إبن أخيه المتدين و ساكن الحضر الزائر..يا ابوي ليه انت ما بتلم المراحين سوا ؟ لغفلته كان يعتقد أن المراحين من كسب حلال. ذهل إبن الاخ عندما عرف أن أحد المراحين من الحرام الخالص. و لما حاول وعظ عمه رد عليه بالقول ( يا ولدي، مال ده حطب ضُلْمَة وقت الواطة تصبح نفرزي) و يقصد أنه أثناء جمعه للمال لا يهتم بالحلال والحرام فهو كمن يجمع حطب في الظلام ( كناية ايضا عن شبابه و سواد الشعر) حتي إذا أصبحت الواطة ( شاب شعره) قام بفرزه ما بين ( حلال و حرام) تمهيدا للتوبة وردا للحقوق. القصة أعلاه حقيقية، من أحداث النهب الفظيعة المصاحبة للحرب الجارية في السودان و المتهم الأبرز فيها حتي الآن هو عناصر من الدعم السربع ، يبدو أن هذا المثل يتم تطبيقه بحذافيره و فقد نتيجة لذلك العديد من المدنيين ثرواتهم و شقي عمرهم ...بينما يظن شاب غر أنه قد (غنم) من معركة مع الفرس أو الروم ... و الله إن حجم الغبن الناتج من هذه السرقات سيعيش في قلوب و ذاكرة الشعب لمئات السنين و لا زالت الذاكرة المجتمعية تنبض بحكايات الجهادية وتصرفاتهم عقب الكَسْرة ( هزيمة المهدية). و كما تم في السودان نسبة بعض التصرفات و الخصال مثل الكرم و الشجاعة و الحماقة و الخباثة الي قبائل بعينها، ستصبح بعض القبائل في غرب البلاد موصومة باللصوصية و النهب و سترسخ في الذاكرة الجمعية للشعب و سيعاني الأبرياء منهم و هم الغالبية من هذه الوصمة . ما لم يقم العقلاء في هذه القبائل بحملة جبارة للتبروء من هذه الأفعال و مكافحتها و مصادرة أي عربية او أموال او ذهب أو أجهزة تم الحصول عليها عبر النهب و الإكراه من أبناءهم و إعادتها لملاكها أو للسلطات فلن تنعم هذه المكونات القبلية بأي سلام مع بقية مجتمعات هذا البلد. أين دور الأسرة هنا ؟ أين دور الإدارة الأهلية من عمد و نظار ؟ أين دور رجالات الطرق الصوفية و أئمة المساجد ؟ أين دور الحكامات و الهدايين ؟ أيضا يجب علي المدنيين المتضررين تسجيل مفقوداتهم بدقة و نزاهة حتي يساعدوا في ملاحقة هذه المفقودات واستردادها أو علي الأقل يجعل من العسير علي السارق بيعها والتصرف فيها و كلي أمل أن يوم العدل والقصاص سيأتي مهما تأخر. اللهم إن ما حدث من نهب لممتلكات المدنيين العزل جريرة كبيرة نبرأ إليك ممن فعلها و نسألك اللهم أن تأخذه أخذ عزيز مقتدر و تعوض من فقدوا هذه المنقولات بالخير و البركة و ترزقهم الرضا بأمرك و الصبر علي قضاءك. الجانب الاخر هو هذه السرقات التي يقوم بها المواطنون للبيوت المفتوحة بعد أن هجرها اصحابها لانعدام الأمن و الخدمات و قام بفتحها ناهبي الذهب و السيارات و الأموال، ليأتي مواطنون عزل كانهم ضباع ليجهزوا علي الضحية و يتركوا تلك البيوت كالهيكل العظمي. و تلك الوقاحة في بيع هذه الاصول المسروقة من شاكلة (عفش و سيده طفش) فسيأتي يوم الحساب وتحقيق العدالة ...كما أن الدولة و علماء الاجتماع و الجريمة يقع عليهم عبء دراسة هذه الحالات و كيف يمكن ردم الهوة بين الفقراء والاغنياء في البلاد لتقليل مثل هذه النزعات الاجرامية و التي تبدو أنها نتاج احقاد طبقية متراكمة. كتب خالد الساري في صفحته الشخصية على الفيسبوك