الصنديدة و "البيان "الواضح الواعى - إسم على مسمى - مع الترجمة

Quote: قبل الحرب ، ما جثوت أبدًا على ركبتي و توسلت إلا من أجل الصلاة. تغير هذا عندما وجدت نفسي أتوسل للهروب من نيران الحرب والفناء الذي يبتلع بلدي بكامله. كان هذا عندما أصبح (للحظة وجيزة)سفير المملكة العربية السعودية في السودان (الى جانب الجيش السعودى ) هو من يحمل مفاتيح النجاة والخروج الى بر الأمان . كان السفير يعالج الوثائق لعدد محدد من الركاب الذين سيسمح لهم بركوب عبارة الإجلاء إلى جدة. بدا أن الوصول إليه هو التذكرة الوحيدة للخروج من السودان. كانت نظرات الجميع مسمرة على السفير ، ويطبقون جوازاتهم بشدة على صدورهم. لسبب وبطريقة ما ، أختارنى جندي وأستدعانى من بين كل ذاك الحشد بمدينة بورتسودان، ليخبرني قبل أن يسمح لى بالمرور - بأنه لا يمكننى الجلوس على الكرسي المجاور للسفير . ما كان على الى أن أجثو على ركبتي *حبيبيات العرق تتوج جبينى ، ضغطت على أسناني وجثوت على ركبتي وتوسلت. على الرغم من هرطقتى (بدعتي) الخاطفة ، أخبرني السفير السعودي أنني لست مؤهلة للإجلاء. حيث أولوية المغادرة فى ذاك اليوم للأجانب فقط (ليسوا من أصل سودانى) . لقد استنتجت الحكومة السعودية أن الأمريكان /السودانيين لديهم عائلات ومنازل في السودان ، وسيتمكنون من البقاء على قيد الحياة. بغض النظر عن حقيقة أن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية - الخصمان المسلحان اللذان يتصارعان حاليًا على السلطة - قد دمرا وما زالا تلك العائلات والمنازل. ناهيك عن حقيقة أن الحكومة السعودية كانت على مر عقد من الزمان تشرعن وتمول قوات الدعم السريع. فهى أيضا تتحمل المسؤولة جزئيا. لكن السعوديين لم يكونوا الوحيدين المخطئين. ففى أكتوبر 2021 ، قاد الجيش وقوات الدعم السريع- التي كانت يوما جزءً من الجيش - انقلابًا مشتركًا أدى إلى حل الحكومة الانتقالية في السودان. وبعد شهر ، وقّع رئيس الوزراء السابق والجيش اتفاقية تقاسم السلطة (شراكة) فى محاولة لتقنين الانقلاب ، وإضفاء الشرعية على الجيش كقوة حاكمة ، لقد عطلوا عملية الانتقال إلى حكومة مدنية. رحبت السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا بهذا الاتفاق باعتباره خطوة في الاتجاه الصحيح. لقد تجاهلوا آلاف المتظاهرين الذين رأوا إن أى شكل من أشكال الحكم العسكري غير مقبول (شراكة أو غيره)