زيدان دا قصة حب طويلة تعود بنا إلى نعومة
الأظفار وأما نادر ، فأخيك ذئقة صبعن المراس.
سمعتُ صوتاً هاتفاً ينادي في السحر،
يستنهض نفيراً من غفاة البشر ،أن هبوا املأوا
كاسات الأماني بالضراعة و الذِكر..حبيبو ود يس
أيها الفاره العملاق، و الساحر الفنان ، دعني أعترف
لك بأنك لست فقط تقرأ حروفي ، و لاحتي تمخر العباب
عبر مغاصات ما بين أسطري، و إنما تقف قبالتي شاهداً
عياناً كمرآتَيْ رهانٍ ، لا بل كمراية واحدة مشتقة من
ضلعي الأعوج، لتفضحني تماماً فتعكس فسيفساء
لي تفاصيل أمري كأقرب مما يوهمني،
فيوحي إليَّ منظارُ به ظني!!
+ ربما لم يتخلق بعــد في رحم أمه! من يهدني سواء السبيل
عائداً إدراجي إلى كاري القديم حَيْثُ مدخلي إلى نفوس كل المتفائلين:
أنَّ(وداعاً)هذه ربماً تشكل لقاءاً موعوداً بيننا و لو بعد حينٍ!
+ لم تكن حكايتي ..ذات يومٍ مجرد ورقةٍ تُطوى في سِفْرِ النسيان
.. و لم تكن سيرةً ذاتي باهتةً.. أو مجرد مغامرةٍ مضت لتخلف ذكرى
فاقدة الملامح في لجة ضبابات الزمن الرتيب . و إنما هي دمعةٌ سُكبت
في أحلك الأوقات حزناً نبيلاً، كصوت طبقٍ طائرٍ من السماء على متن
بساط أحلامٍ كانت فارغةً ، فضفاضةً حين وضعتها نصب عيني. كرفاةٍ
و عظامٍ نخرةٍ من نعش مستقبلي الموعود بفردوسٍ أعلى مفقودٍ في قِبَلٍ
أربعٍ لم تزل و سوف لن تزول.. كانت كأسهل من كل الأبجديات،
لدرجة بخيط العنكبوت تنقاد. و لكن ممتنعةً بحيث تقطع سلاسل الحداد.
+ كلَّا ، بل كانت صادقةً كأقرب ما تكون إلى كذبةٍ أبريلٍ غبشاءَ و باردةٍ
كأعتى ما يشتعل فتيلُ بركانٍ! كانت رقراقاٌ في بوابة حصني،أنفذ منها لأبعثر
أجزائي في دوامة عزلتي المجيدة، كبغلةٍ في قعر إبريقٍ!بل كانت ك(غاغ غرابٍ)
تمردت على أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي و ارهقت سيبويه . بل كانت كصرخات
التائهين في قاعات انتظارٍ للعابرين على رصيف الأمنيات المتأخرة. بل كانت كاحتضار
شموعٍ في صحن من دموع ٍ، لا بل كانت كنسيمٍ صباحيٍّ حين يمر حاملاً ًعلى كتفيه روائح
أجسادٍ تتحرقُ شوقاً للقاءٍ فعناقٍ و بكاءٍ فنواحٍ و نحيبٍ. بل كانت أتعسَ من حزنٍ في يوم رحيلٍ
لعزيزٍ و هجر عشيرٍ و لعن زنديقٍ حقير و حفيفٍ نخيلٍ و هدير مياهٍ ، و ق ن وطٍ رجاءٍ من بقاء
على قيد حياةٍ ؛ كلاَّ ، بل كانت أوراق رواية ٍ انتظرت طويلاً كي لا تٌكتب ، حتى تُنحت
بإزميل فدياسَ مبدعٍ على صفحة قرطاسٍ ممزوقٍ؛ بل كانت أرجوزةأعيادٍ و دهشة
أطفالٍ ، و رجفة آمالٍ؛ و سيرة و زفة بي طبال ينادو السمحة ست الخال.. بل
كانت بل كانت بل كانتياما و ياما كانت عدة أشياءٍ و أمورٍ.. لوصف
الدهشة بالكلمات محال تتقال! آسف للإطلة المترية.
***************
أخوك دوماً و أبداً /ود البادية،،،