“من الممكن أن نتفهّم حزن العالم على اختفاء جثث ركاب غوّاصة تيتان، لكن أن نحييهم ونمجّد ما قامو به، هذا غير مقبول”. هكذا عبّر واستهلّ فيليب غراتون الكاتب الفرنسي البلجيكي مقاله المنشور في صحيفة “لا ليبر” البلجيكية.
في أعقاب انفجار غوّاصة تيتان، واختفاء جثث الضحايا، تعاور تكريم الضحايا الخمسة الذين غاصوا تحت أعماق البحار -دون التفكير في إمكانيّة موتهم- عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية التي أكّدت النهاية المأساوية للغوّاصة وركّابها بالإجماع، مع إعرابهم بأسف عمّا حدث لهم وكأنها نهاية “مفاجئة”.
في هذا السياق قال فيليب غراتون: “يجب أن نواجه الأمر بشكل واقعي أكثر، هل يجب أن نعتبر أن هؤلاء السائحون مغامرون عظماء؟ في الحقيقة، أرى أنهم لم يقوموا بإنجاز يُضاف إلى التاريخ أو اكتشاف مهمّ يُمكن أن يُحصد في إطار هذه الرحلة التي يُزعم أنها استكشافيّة. وعلى العكس من ذلك، إنها مجرّد نزوة أثرياء لا فائدة منها ولا معنى لها ولم تساهم بأي شيء في أبحاثهم سوى إشباع الفضول الذي كان يُسيطر عل تفكيرهم”. كما لفت فيليب غراتون قائلاً: “هناك شيء ما يثير الإزعاج في رحلة غواصة تيتان؛ فالقيام برحلة لأعماق البحار لرؤية حطام سفينة تايتانيك التي تعتبر مقبرة فولاذية لأكثر من ألف ضحية، من بينهم رجالاً ونساءً وأطفالاً، فكرة غريبة. ففي هذا التابوت المُحطّم منذ مئات السنين، مأساة تبهرنا، إنها دراما بل تراجيديا محزنة. فأن تكون مهتمًا بها أمر منطقي، فضلاً عن أن إجراء أبحاثٍ عنها أمر مهمّ. وطالما أن الغطس في أعماق البحار لدراسة بقايا الحطام مفيدًا (التقاط صور تسمح بالتحليل، واستخراج الأشياء)، فهي تعتبر مغامرات حقيقية واكتشافات جديدة، فهكذا نستطيع أن نحاكي مشهد غرقها من خلال مشاهدة الأفلام والأفلام الوثائقية والمعارض، لفهم هذه المغامرة بشكل أفضل”.
العنوان
الكاتب
Date
كاتب عمود فرنسي: “لا أشعر بالأسف على ضحايا غواصة تيتان.. رحلة الفراغ والتبجّح”
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة