خبر حزين وفقد كبير.. وفاة عواطف عبد القادر فى حادث حركة فى امريكا

Quote: رباح الصادق 19 Std. · رحم الله الحبيبة عواطف عبد القادر، رحمة واسعة واحسن وفادتها. عواطف من الأخوات الجمهوريات، ومن مؤسسات لا لقهر النساء، تزاملنا في تأسيس المبادرة كمنبر يجمع النساء عبر الطيف الفكري خلف رفض الظلم القائم على النوع الاجتماعي، اشتركنا في عدد من الوقفات حينما كن النساء يقدن بجسارة مناهضة ظلمات العهد البائد، وضمتنا زنازينه في اعتقالات قصيرة. كانت سيدة صادقة ودغرية وواضحة وشجاعة وحبيبة، والخصلة الاخيرة تجمعها مع جمهوريين آخرين تعرفت عليهم منذ عهد المدرسة الثانوية، حيث كان معلمي في الفن التشكيلي استاذ محمود المطبعجي من الاخوان الجمهوريين، يدرس في قصر الشباب والأطفال، وقد زامل الحقاني عليه الرضوان في سجن كوبر، وخط له بيده (المقامة الجعفرية الأولى: رسالة الترويع بالتشريع) وهي عبارة عن نقد أدبي لقوانين سبتمبر الشائهة. وفي جامعة الخرطوم كان دكتور معتصم محمود بكلية الهندسة دليلا على ادب الجمهوريين وتواضعهم. ولدى عملي في الصحافة كان علاء الدين بشير مثلا ثالثاً ضمن زملائي بصحيفة الصحافة.. ثم كانت عواطف، تختلف معي ومع جهة انتمائي ولا تخفي اعجابها ببعض مكوناته، تقول لي: كانت امك سارا مثالا للتواضع والتلاحم مع الناس والشجاعة، وتضيف: انت ومريم اخذتما عنها الكثير! تعجبت لاحقا حينما لاقيت بعضا ممن يشاركونها الانتماء ويرفضون مجرد رد السلام عليّ لاسمي وانتمائي.. مثل عواطف وقدوتها هو القمين بالاتباع، فاختلاف الرأي ينبغي ألا يفسد للود قضية.. وبلادنا المتشرذمة، التي تقف على حافة التشظي بسبب الاقصاء والاقصاء المضاد، تحتاج إلى روح التآلف مع الاختلاف. اللهم ارحم عواطف واحسن عزاء اهلها والوطن. انا لله وانا اليه راجعون.