/ للأسف، هي الحقيقة المرة /

/ للأسف، هي الحقيقة المرة /


05-15-2023, 07:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1684131934&rn=0


Post: #1
Title: / للأسف، هي الحقيقة المرة /
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-15-2023, 07:25 AM

07:25 AM May, 15 2023

سودانيز اون لاين
دفع الله ود الأصيل-
مكتبتى
رابط مختصر



لماذا لا نجد ريحاً للحب الحقيقي و لا نتذوق له
طعماً في وُجداننا ولا نزرف له دمعاً فوق ذراعنا إلا
لحظات وداعنا حينما يرسلنا مرفأ غربة إلى مرفأ و يدفعنا
مطارٌ دفعاً إلى مطارٍ مع طرود مواد الإغاثة المعفاة من
رسوم الجمرك والقبانة .. و في محطات الترانزيت
على أرصفةٍ للقطار ، أليست هذه حقيقة؟! بلى!

Post: #2
Title: Re: / للأسف، هي الحقيقة المرة /
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-15-2023, 07:34 AM
Parent: #1

لماذا لا نقرع سنَّ الندامة ولا نتجرع غصة
الاحرتاق الداخلي كلما شيعنا عزيزاً إلى مثواه الأخير،
تخسراً ق كما ال رسول الله ﷺ: على عمرٍ فيم أفنيناه؟
وعلى علمٍ فيم فعلنا فيه؟ وعن مالٍ من أين اكتسبناه؟
وفيم أنفقهنا؟ و بدنٍ فيم أبليناه؟ أليست حقيقةٌ؟!

Post: #3
Title: Re: / للأسف، هي الحقيقة المرة /
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-15-2023, 07:48 AM
Parent: #2

ثم لماذا الدعاء وهو مخُّ العبادة لا يكاد
يخرج صادقاً من سويداء أفئدتنا مرفوعاً إلى عنان
السماء بأكفِّ ضراعتنا ، إلا عندما نقفُ خاشعينَ عند
رأس أحدنا و هو مسجًّى على فراشه الأبيض يصارع
سكرات هدام الملذات و مفرتق اللمات و على وشك
لفظ أنفاسه الأخيرة ، و نحن لا نفعل ذلك إلا لأننا
نرى محكوما علينا بما هو فيه مع تأحيل تنفيذ
الحكم علينا و إطلاق سراحنا بكفالة إلى
حين عودةٍ؟! أليس هذه حقيقة؟!

Post: #4
Title: Re: / للأسف، هي الحقيقة المرة /
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-15-2023, 12:37 PM
Parent: #3

ذلك دليلٌ على أن الأنسان منَّا ، و للأسف
الشديد لا يُدرك القيمة المضافة لأخيه الإنسان ،
في لحظات النهايات و عادةً ما يكون ذلك بعد
فوات الأوان ، وفراق اللا- عودة !!!!
قف تأمل مغرب
العمر وإخفاء الشعاع
وأبكي جبار الليالي
هده طول الصراع
ما يهم الناس من
نجم على وشك الزماع
غاب من بعد
طلوعه وخبا بعد إلتماع
آهِ تقضي الليالي لشتيت باجتماع
*****
كم تمنيت وكم
من أمل مر الخداع
وقفة أقرأ فيها
لك أشعار الوداع
ساعة أغفــــر فيها
لك أجيال امتناع
يا مناجاتي وسري
وخيالي وابتداعي
تبعث السلوى وتُنسي
الموت مهتـــوك القناع
دمعة الحزن التي
تسكبها فوق ذراعي
داوي ناري وإلتياعي
وتمهل في وداعي
يا حبيب الروح هب لي
بضع لحظات سراع

Post: #5
Title: Re: / للأسف، هي الحقيقة المرة /
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-16-2023, 07:34 AM
Parent: #4

تساءلت زوجة و هي حيدثة عهدٍ بعُشِّ زوجيتها:
تُرى لو أننا أنجبنا فتًّى و سيماً ماذا نسمه و ماذا نلقنه
لكي يشق دربه و يتدبَّر أ مره عبر الحياة القاسية هذه ؟ّ
أطره زوجها الشَّابُّ لبرهةٍ و قال : سوف أسميه صخراً
ليكون اسما على مُسمًَّى وسوف أعمل حريصاً على
تلقينه "أولادكم الرماية و السباحة وركوب الخيل"
و سوف أعلمه كذلك التكنولوجيا الحديثه كعلوم
الحاسوب و الطيران و حروب النجوم.

Post: #6
Title: Re: / للأسف، هي الحقيقة المرة /
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-16-2023, 08:03 AM
Parent: #5

أطرقتْ الزوجة ، ثُمَّ عادت تتساءل ثانيةً:
- إذاً ، لو أنجبناها طفلةً عربية تنعم بالديباج الحُلي و الحُلَل
تُرى ماذا سنُميها و ماذا نعلمها لكي تنشأ كريمةً مسلَّمة لا شية فيها؟!
- قال الزوج: أما هذه فسوف لن تكون بحاجة لأعلمها شيئاً إطلاقــاً
- ماذا تقول ، و كيف لا تعلمها شيئاً، ما هذه التفرقة العنصرية ؟!
- على رسلك يا امرأة ، ذلك لأنه سوف تأتينا وهي مُلقنةً بالفطرة،
بل إنني سوف أصير الاحوج لأن تُعلمني حرفاً و لتصنع
مني في كُلِّ يومٍ طفلاً معجزة و كهلاً مراهقاً مُدللاً،
فماذا تَرَينَ أأنتِ ؟!
- لا أفهمك ، فهلا أفصحت لي أكثرَ فاكيرَ ؟!
- دعينا نُنجبها أولاً و سوف ترين

Post: #7
Title: Re: / للأسف، هي الحقيقة المرة /
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-16-2023, 09:22 AM
Parent: #6

- أجل ، إنني أعني ما أقول , من وحي تجاربي مع
أخَواتي صويحبات الشمو العاطفي و ما يفعله مع أبي، و لا بُدَّ
أنكِ تفعلين الشيء ذاته كذلك مع والدك، وأنا أشهدهنَّ يتحلقن
حوله كالعقد المنضود ويُحلقن كملكات النحل ولله المُثُل العليا استمعي
لقوله تعالى" وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِاتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَ مِنَ
الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ
ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي
ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ففُنَّ كم يتَّخذنَ من كنفه ملاذاً ومن بيته
حصناً حصيناُ و من ظهره مطيةً و قد خُلِقنَ مجبولاتٍ على
رُؤيته تاجاً عظيماً لا سواهُنَّ أبداً ويقمن على خدمتي
ترتيب هندامي و ربطة عنقي و تقليب نعومة أظفاري
و حف شواربي و حتى علبة دوائي!!

Post: #8
Title: Re: / للأسف، هي الحقيقة المرة /
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-16-2023, 12:34 PM
Parent: #7

Quote: ترميزجميل. ورسالتك قد وصلت أيها الرائع
المبدع يا ود الاصيل عابر سبيل ..سلمت من كل سوء .
عبدالغني خلف الله

القومة لهذا القلم الرشيق الرفيع بنقش سنانه ، الصادح بفُصح بيانه ،
الناضح بخير نطف حنانه، كاتبنا المتميز المرموق/ عبد الغني خلف الله .
لا أخفي عليك حفاوتي و لا أذيع سراً إن قلت إني كنت مدعياً فتحي لهذا البوست
ثم تحريك مضابطه بكل حنكة و اقتدار ، و لكن مداخلتك هذه على اقتضابها كانت
بمثابة فتح جديد في جدار الفكرة لرفع خسيسة البوست، بل لكأننها بمثابة عجلة دفع
رباعي لدولاب الثقافي و المنتدى بأسره بعد أن كاد النعاس يطبق رموشه و الترهل يدب
في أوصاله. فحضوركم بحد ذاته أنيق رائع و محفزني لا محالة على المضي قدماً بتوصيل
الرسالة إلى مشارف مرأى ومسمع من لم تصله بعد . لا تندهش أخي و تحثو في وجهي التراب
و أنا أكيل لك من غبار زعفران ثنائي العاطر، أولاً لكوني مادح بامتياز و هي عادتي و من
طرائفها معي أن جارة لعمنا المرحوم جيدر عبد الحميد كانت لمان تدبرس طططب خالس،
تقول لجماعتا: أرحكن ناس حيدر ود نعمات ديلك ، يفرحنا شوية ، يشكرنا بالفينا و الما فينا.
وثانياً و هي الحقيقة ،أنني لم أوفك بعد معشار ما تستحق من أوسمة تفرد و أنواط جدارة .
ولا أذيعك سراً أنني قرأتُ لك بنهمٍ "المقشاشة" جلبها إليَّ صاحبك عبد الحميد الشبلي.
أما بعد و بالعودة إلى موضوع حلقتنا ، و إليك بهذه القُصاصة القديمة:
+ اتفق زوجان في صباحية دخلتهما المباركة أن يظلا سجيني المحبسين: قلبيهما البكرين،
ثم فراش عش زوجيتها العذراء و البادئة لتوها؛ فقررا ألا يفتحا بابهما الموصد لكائن من يكون،
بعد أن غلّقاها بشمع أحمر فلا يدنوه الزوار من بين يديه و لا من خلفه، و مهما كلف الأمر من حرج.
و بالفعل جاءت لحظة المحك و حضر أهل العريس يطرقون الباب ليطمئنوا على أحوال شبلهم وما ذا
فعل مسلن، في "ليلة القبض على كديسة فاطنة" . فنظر كل من الزوجين لصاحبه نظرة فيها تحدٍ و تصميم
لتنفيذ الإتفاق ولم يفتحا الباب حتى كف الطارقون وأقفلوا راجعين بخفي حنين. ولم يمض إلا قليل حتى جاء
دور أهل العروسة يطرقون؛ فنظر الزوج الى زوجته بنظرة ملؤها الرفق و اللين فإذا بها تنكب على ذراعه
و هي تسكب دمع التماسح سخيناً وقالت والله إني لاأتحمل أن يقف والداي على بابي كسائلين فلا ءأذن
لهما بالدخول! سكت الرجل هنيهةً و صعبت عليه دموع العذارى، تتلاصف على وجنتيها كأسيافٍ
مهندةٍ في أتون المعارك. ثم قام مترجلاً بنفسه و فتح لحمويه يستقبلهما بالأحضان.
ثم مضت السنون خفافاً لِطافاً و قد عاش الزوجان في سبات ونبات و خلفا أربعة صبيان ،
و لكن بدون بنات ، ثم بقيا عاقرين لحين من الدهر حتي رزقا بطفلة حلوة ابتهج الأب بمقدمها
كما لم يفعل من ذي قبل و نحر من النوق الأصائل و راح يدلل صغيرته حتى تساءل الناس
وثار فضولهم جراء حفاوته بأنثى طغت على الذكور فجاوبهم ببساطهٍ أنيقةً :
- هذه التي قرع كعبيها أمامي عاليين ، حتى تفتح لي باب
جنتها إذا صرت إلى ما صار إليه السابقون الأولون..
ياااارب ترزقنا باللواتي سيفتحن لنا أبوب فردوسك الأعلى اللهم آمين .
أعحبني في هذه القصة حكمةذاك البطل في ترفقه بقارورته في موقفن
رائعين: حين لم يضع كرامته في كفة أمامها منذ أول صباحية و جعلها
في حل عن التزام لا يسوى، نزولاً عند غلاوة دمعها؛ ثم حين
يحتفي بقدوم ابنته التي ثمنها عالياً فوق خمسة أبناء ذكور.