Quote: ترميزجميل. ورسالتك قد وصلت أيها الرائع المبدع يا ود الاصيل عابر سبيل ..سلمت من كل سوء . عبدالغني خلف الله
|
القومة لهذا القلم الرشيق الرفيع بنقش سنانه ، الصادح بفُصح بيانه ،
الناضح بخير نطف حنانه، كاتبنا المتميز المرموق/ عبد الغني خلف الله .
لا أخفي عليك حفاوتي و لا أذيع سراً إن قلت إني كنت مدعياً فتحي لهذا البوست
ثم تحريك مضابطه بكل حنكة و اقتدار ، و لكن مداخلتك هذه على اقتضابها كانت
بمثابة فتح جديد في جدار الفكرة لرفع خسيسة البوست، بل لكأننها بمثابة عجلة دفع
رباعي لدولاب الثقافي و المنتدى بأسره بعد أن كاد النعاس يطبق رموشه و الترهل يدب
في أوصاله. فحضوركم بحد ذاته أنيق رائع و محفزني لا محالة على المضي قدماً بتوصيل
الرسالة إلى مشارف مرأى ومسمع من لم تصله بعد . لا تندهش أخي و تحثو في وجهي التراب
و أنا أكيل لك من غبار زعفران ثنائي العاطر، أولاً لكوني مادح بامتياز و هي عادتي و من
طرائفها معي أن جارة لعمنا المرحوم جيدر عبد الحميد كانت لمان تدبرس طططب خالس،
تقول لجماعتا: أرحكن ناس حيدر ود نعمات ديلك ، يفرحنا شوية ، يشكرنا بالفينا و الما فينا.
وثانياً و هي الحقيقة ،أنني لم أوفك بعد معشار ما تستحق من أوسمة تفرد و أنواط جدارة .
ولا أذيعك سراً أنني قرأتُ لك بنهمٍ "المقشاشة" جلبها إليَّ صاحبك عبد الحميد الشبلي.
أما بعد و بالعودة إلى موضوع حلقتنا ، و إليك بهذه القُصاصة القديمة:
+ اتفق زوجان في صباحية دخلتهما المباركة أن يظلا سجيني المحبسين: قلبيهما البكرين،
ثم فراش عش زوجيتها العذراء و البادئة لتوها؛ فقررا ألا يفتحا بابهما الموصد لكائن من يكون،
بعد أن غلّقاها بشمع أحمر فلا يدنوه الزوار من بين يديه و لا من خلفه، و مهما كلف الأمر من حرج.
و بالفعل جاءت لحظة المحك و حضر أهل العريس يطرقون الباب ليطمئنوا على أحوال شبلهم وما ذا
فعل مسلن، في "ليلة القبض على كديسة فاطنة" . فنظر كل من الزوجين لصاحبه نظرة فيها تحدٍ و تصميم
لتنفيذ الإتفاق ولم يفتحا الباب حتى كف الطارقون وأقفلوا راجعين بخفي حنين. ولم يمض إلا قليل حتى جاء
دور أهل العروسة يطرقون؛ فنظر الزوج الى زوجته بنظرة ملؤها الرفق و اللين فإذا بها تنكب على ذراعه
و هي تسكب دمع التماسح سخيناً وقالت والله إني لاأتحمل أن يقف والداي على بابي كسائلين فلا ءأذن
لهما بالدخول! سكت الرجل هنيهةً و صعبت عليه دموع العذارى، تتلاصف على وجنتيها كأسيافٍ
مهندةٍ في أتون المعارك. ثم قام مترجلاً بنفسه و فتح لحمويه يستقبلهما بالأحضان.
ثم مضت السنون خفافاً لِطافاً و قد عاش الزوجان في سبات ونبات و خلفا أربعة صبيان ،
و لكن بدون بنات ، ثم بقيا عاقرين لحين من الدهر حتي رزقا بطفلة حلوة ابتهج الأب بمقدمها
كما لم يفعل من ذي قبل و نحر من النوق الأصائل و راح يدلل صغيرته حتى تساءل الناس
وثار فضولهم جراء حفاوته بأنثى طغت على الذكور فجاوبهم ببساطهٍ أنيقةً :
- هذه التي قرع كعبيها أمامي عاليين ، حتى تفتح لي باب
جنتها إذا صرت إلى ما صار إليه السابقون الأولون..
ياااارب ترزقنا باللواتي سيفتحن لنا أبوب فردوسك الأعلى اللهم آمين .
أعحبني في هذه القصة حكمةذاك البطل في ترفقه بقارورته في موقفن
رائعين: حين لم يضع كرامته في كفة أمامها منذ أول صباحية و جعلها
في حل عن التزام لا يسوى، نزولاً عند غلاوة دمعها؛ ثم حين
يحتفي بقدوم ابنته التي ثمنها عالياً فوق خمسة أبناء ذكور.