Quote: حين انهارت خطة الأستاذ بابكر حنين، وذهب ريحها أمام ناظريه، لجأ إلى ما ظنه الطلقة الفضية الأخيرة في ذخيرته، وهي مسألة علمانية الدولة، ظاناً أن سيُدخل بها السيد مبارك الفاضل، في حجرٍ ضيق. غير أن السيد مبارك الفاضل، كان كأفضل ما يكون، حين واجه هذه النقطة بجرأةٍ، وبمضاءٍ، لا مواربة فيهن. وقال إن تلك المشكلة غير المنتحة أدخلنا فيها الساسة السودانيون منذ الستينات، وآن لنا أن نخرج منها. لقد وضع السيد مبارك الفاضل إصبعه مباشرة، على أصل تلك الأحبولة البيئسة، وهي أنه لا يوجد أصلاً شيء يسمى "دولة دينية"، لتقوم في مقابل ما يسمى "دولة علمانية"! ثم ذهب مباشرة ليبين "لادينية"، و"لاإسلامية"، و"لاأخلاقية" حكم الإنقاذ القائم، وهذا هو المهم في مواجهة كهذه. فالإنقاذ قد سقطت منذ زمان طويل من الكرسي الديني الذي حجزته لنفسها بنفسها، بقوة البطش والسلاح، والترويج الإعلامي للدعاوى والأكاذيب. الانقاذيون هم المتهمون اليوم، باللادينية، وباللاإنسانية، وباللاأخلاقية، وليس غيرهم من الناس. أشار السيد مبارك الفاضل بأن قضية الدولة الدينية، وما يسمى ب "تطبيق الشريعة" ليستا سوى لعبة قديمة، وقد تخطاها الزمن. والحق أن الإنقاذ هي التي لعبت الدور الحاسم في أن يتخطي الزمن تلك الأحبولة البيئسة. فما برهنت به الإنقاذ، عبر أفعالها الشنيعة، من فسادٍ، ومن شراءٍ للذمم، ومن عنفٍ، ومن فظائع، ومن فتونٍ غير مسبوق بالثراء وبالبريستديج، هو الذي جعل الناس لا يأخذون هذه الأحبولة، الساذجة، "البايخة"، مأخذ الجد. بل إن أهلها أنفسهم أصبحوا حين يذكرونها ويذكرون "رساليتهم"، لا يملكون إلا أن يبتسموا ساخرين من أنفسهم!! وهكذا تمت "كلفتة" شظايا الحلقة التي أصابت الإنقاذ من رأسها إلى أخمص قدميها، وذهبت كل الأحابيل، والألاعيب، أدراج الرياح، وخرج الأستاذ بابكر حنين من حلقته تلك ب "خفي حنين".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة