|
Re: اجمل فى كتاب فى تربيه االاطفال هكذا ربانا (Re: مصطفى نور)
|
14 أما سيرته في طعامه فليست أقل غرابة من أيٍ من عاداته الأخرى. فالناس قد تواضعوا في كل بقاع الأرض أن طعام المرء في اليوم ثلاث وجبات، ووضعوا لكل واحدة منها اسماً ي ُشار إليها به وي ُستدل عليها منه. أما جدي فلا يعر ف هذا النظام، بل هو إذا قام من النوم أكل شيئاً، ثم هو يأكل كل أربع ساعات وجبة. ولا يلزم أن تكون الوجبة على مائدة حافلة منوعة، بل شيئاً محدوداً من الطعام قد لا يزيد عن كوب من الحليب وقطعة من الخبز ليس معها شيء. وإذا مضت أربع ساعات على الوجبة السابقة وحان مو عد الوجبة اللاحقة فإĔا لا تتأخر دقيقة كما لم تتقدم دقيقة، فما وجد من الطعام القابل للأكل - عند ذلك- أكله، ولو أن أطيب الطعام وأحبه إليه كان على النار ي ُطبخ فإنه لا ينتظره ولو بقي لنضجه خمس دقائق، ويأكل الطعام الحاضر ولو كان بارداً ولا ينتظره حتى يسخن. وهو لا يمكن أن يقدم الوجبة عن موعدها. ولو أحسّ بالجوع أو جيء بالطعام الشهي ساخناً ولم ّ ا تنقضِ الساعات الأربع الفاصلة بين الوجبتين لم يمدَّ إليه يداً ولم يأكل منه شيئاً . وإذا جلس إلى مائدة فيها أنواع كثيرة من الطعام - وقلّ أن يحصل ذلك- أو دُعي إلى وليمة فيها أصناف من الأكل الكثير - وإجابته دعوةً لوليمة من هذا النوع ضرب من المستحيل- فإنه لا ينوّع الطعام؛ فإذا بدأ بنوعٍ أتمّ أكله منه ولم ينتقل منه إلى سواه. وليس ثمة صفة لازمة للأكل، بل ربما أكل جالساً إلى الطاولة وربما أكل قاعداً على الأرض، غير أنه يغلب أن يأكل وحده، فلا يحب أن يأكل أمام الآخرين ولا يحب أن يأكل الآخرون أمامه.
|
|
|
|
|
|