|
Re: مباراة الهلال القادمة مع الأهلي: الجوانب � (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
تأمُلات كمال الهِدَي . عزيزي الهلالي لا تقرأ مقالاتي (هذه الأيام) إن كنت من النوع الذي يرى أن الدعم يحتاج لعواطف جياشة نسكبها في أعمدتنا وتهليلاً وغضاً للطرف عن الأخطاء. . هذا ليس تكبراً مني (حاشا لله) لكنني حقيقة لا أود أن أكون سبباً في احباط أو تثبيط همة أي هلالي. . إلا أنني أيضاً لم ولن أغير منهجي في الإشارة لكل خطأ يظهر أو قصور ، أو حتى شكوك مبنية على حسابات منطقية ، لأن قناعتي هي أنك لا يمكن أن تتقدم للأمام حتى على المستوى الفردي بدون وقفة أمام ما أخطأت وقصرت فيه ، فما بالكم بعمل المؤسسات والكيانات. . أدرك تماماً أن الهلال تنتظره مباراة مصيرية ، بالرغم من أنها تقبل القسمة على اثنين هذه المرة ، أي أن التعادل أو حتى الهزيمة بفوارق محددة قد تتيح لنا فرصة نيل بطاقة التأهل ، إلا أنها تظل مباراة بالغة الصعوبة لإعتبارات عديدة تعرفونها جميعاً. . أدرك صعوبة المهمة ، لكنني أدعم على طريقتي التي أفهمها ولذلك على كل من لا يملك القدرة على احتمال النقد والتنبيه للأخطاء والقصور أن ينأى بنفسه عن مقالاتي مؤقتاً على الأقل. . أقول ذلك لأن البعض فسروا مقالين كتبتهما بعد تعادل ما زلت أصفه بأنه كان مخيباً للآمال ، البعض فسروا المقالين على أنهما تثبيط للهمم وعدم رغبة في تقديم الدعم للنادي الذي نحب. . وأدرك أيضاً أن بعض مرضى التفكير قد ظنوا أنه اصطياد في المياه العكرة وكأننا ننافس هؤلاء الإداريين على مقاعد في الهلال ، ويفوت على هذه الفئة أن صيادي المياه العكرة (يلبدون) حتى تقع الفأس في الرأس ليبدأوا صيدهم ، بينما نكتب نحن ليل نهار منبهين لتلافي الأخطاء حتى لا تتعكر المياه أصلاً. . ثمة أخطاء وجوانب قصور عديدة منعت الهلال من خطف بطاقة التأهل يوم لقاء صن داونز ، ولم يحدث ذلك صدفة. . وإن رغبنا في التأهل من مصر فلابد أن نواجه هذه الأخطاء بشجاعة ونقف عند الأخطاء التي وقعت لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتجنب الوقوع فيها مجدداً. . واهم جداً من يظن أن الصدفة أو سوء الحظ كان وراء عدم ظفرنا بالثلاث نقاط. . ولا أتفق مع الرأي القائل بأن الجمهور لو تواجد داخل الملعب لفزنا على صن داونز ، وللتأكيد على صحة وجهة نظري في هذه الجزئية عودوا للكثير مما نُشر صبيحة يوم المباراة من (جرسة) ورهبة ومشاعر خوف عبرتم عنها. . فبربكم جمهور بتلك المشاعر لو تواجد في الملعب كان سيدعم اللاعبين أم سيكون خصماً عليهم!! . . الشيء الأكيد أن معظمكم لو قُدر لهم دخول المباراة يومها كانوا سيبدون (كمن صبت فيهم المطرة) ، أما بعد إضاعة ركلة الجزاء فكنا سنسمع السباب والشتائم. . وهذا هو الفرق الذي يجب أن يكون بين المشجع العادي وبين مناصر يكتب رأياً. . فقبل المباراة كنا نحفز وننصح وحتى إن تملكتنا حالة رهبة فلابد من طردها وإلا لصارت زوايانا مجرد خواطر مشجعين لا تقدم بل تؤخر. . أما بعد المباراة فلابد من تحليل ما جرى والتنبيه للخلل الذي ظهر. . في أمسية مباراة صن داوتز نشرت بوست فيس بوك دعوت فيه الجهاز الفني لعرض فيديوهات لملاحم سابقة للهلال بأصوات الجماهير على اللاعبين نهار يوم اللقاء ، وقد كانت فكرتي أن تبث تلك المشاهد في لاعبينا روح الحماس والغيرة علي الشعار. . وقصدت بسماعهم لأصوات الجماهير مع كل هدف سجله رماة الهلال في أهلي مصر أو نسارواة النيجيري أو غيرهما تعويض هؤلاء اللاعبين عن غياب الجمهور عصراً أثناء المباراة. . وبالطبع لم ينتبه الجهاز الفني لهكذا أمور ، وإلا لما ظهر اللاعبون أثناء المباراة بذلك الفتور في الحماس. . هذا أحد أهم جوانب الضعف في أداء الجهاز الفني. ومباراة الأهلي المصري بكل تعقيداتها ، من ضجيج وشحن يسبقها ، ومن ضغط جماهيري متوقع ، ومن سلوكيات غير نزيهة للاعبي الأهلي متوقعة أيضاً، تتطلب عملاً نفسياً وذهنياً كبيراً جداً. . وما لم يبدأ الجهاز الفني في إعداد لاعبيه نفسياً وذهنياً من اليوم سأكون كاذباً إن كتبت (قادرون علي التأهل من القاهرة). . فهي مباراة تتطلب التحسب لكل صغيرة قبل الأشياء الكبيرة. . يعني كيف سيتصرف لاعبنا منذ لحظة نزوله من الطائرة بمطار القاهرة وإلى أن يطلق الحكم صافرة النهاية. . كيف سيتعاملون مع ضغط الجماهير ، ومع استفزازات اللاعبين ، وكيف يُبعَدون عن تأثير كل ما سيكتب وينشر في الإعلام المصري وغير ذلك. . وكان من الممكن أن أضيف لذلك أهم عامل مؤثر (التحكيم) لكن طالما أُسندت المباراة لحكم اثيوبي محترم وكفء فليس هناك ما يخيف. . الشيء الوحيد الذي يجب التنبيه له فيما يتعلق بالتحكيم هو أن يتحلى لاعبونا بالذكاء ولا يجبرون هذا الحكم على اتخاذ قرارات تضر بهم. . فما فعله إرنق مثلاً أثناء مباراة صن داونز كان مثيراً للعجب. . أخطاء بالكوم ارتكبها هذا اللاعب وانزلاقين عنيفين بعد حصوله علي البطاقة الصفراء. . ولكي نكون واضحين فقد استحق ارنق الطرد يومها لكن لحذر الحكم فقد تجاوز فكرة طرده حتى لا يزيد من الشحن. . إذاً هناك تهور وتقصير واضح من الجهاز الفني الذي كان يفترض أن يزجر ارنق ويمنعه عن ذلك التهور بعد حصوله على البطاقة الصفراء. . في مثل هذه المواقف لابد أن يقف أحد أعضاء الجهاز الفني علي الخط للتذكير المستمر بما يجب القيام به ، وهو ما لم يحدث. . قبل سنوات طويلة سمعت الكوتش شوقي عبد العزيز يقول لقناة السودان “نعمل شنو نحن بندي اللاعبين الخطة وما يجب عمله ، وبعد عشر دقائق من دخولهم للملعب يبدأ كل واحد فيهم في القيام باشياء لا علاقة لها بما قلناه لهم”. . الحديث أعلاه يؤكد على حوجة لاعبينا أكثر من غيرهم للتذكير المستمر أثناء المباريات. . وتعلمون جميعاً كيف سيكون حال لاعبي الأهلي وجمهورهم وهم يتشبثون بآخر فرصهم ، وهو ما لا يجدي معه الكلام العاطفي والوعود السراب ، بل يحتاج للعمل الجاد جداً. . والرأي عندي هو أن يعين المجلس أولاً في التو معالجاً نفسياً مؤهلاً ومخلصاً ولو بصفة مؤقتة فهو الأقدر على التعامل مع كل ما تقدم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|