+ إلْياذاتُ الحَقيقَة+

القصيدة : من الأسكلا وحلا
و الشاعر : محمد ود الرضى
والفنان : سرور
*******(04)*******
نور وزهور وعطور استلموا المجال وشموع سايلة دموع
تبلل هندام عمنا الشاعر جدن ود الرضي بعد رحيل مليم إلى
جنوب السودان وهى سمراءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضها من فاتنات
شعراء الحقيبة في ذلك الزمن البديع . فنحن إذن على موعد مع ساعة
الصفر لصافرة قيام بابور البحر ، ذاك الذي" من الإسكلا و حلَّ"

+ و قصة نزول القصيدة أنو عمنا سرور رأى مليم وهى متجهةٌ
مع أهلها و ناسها على متن باخرة انطلقت تمخُر عُباب بحر أبيض إلى
نصفنا الحلو المفقود و الذي انصفم عنَّاعنوةً و اقتداراً على حين دقسةٍ
وبفعل فاعلٍ من ساسة أغبيام لم مدى ؤيتهم يلتعدى أرانب أنفوهم .
+ من الاسكلة التي هي مرسى البواخر و مربطها الذي كان كائناً جنوب
منطقة فندق الهيلتون الحالي .....فتألم سرور كثيرا لفراق مليم فطلب منقبطان
السفينة أسماء المدن التي تمر بها الباخرة ثم أخذها مسرعا إلى ود الرضي الذي
كان جالسا يُنادم الشاعر احمد حسين العمرابى في دكانه بالخرطوم و كان سرور
حزينا وحكي لهمخبر سفر مليم وطلب من ودالرضى تأليف أغنية بهذه المناسبة بعد أن
أعطاه أسماء المدن ...وعلى الفورانقدحت قريحة ود الرضيلتتفتتق عن رائعة" من الاسكلة
و حلَّ : و كان الوقت في را بعة نهارٍ فحفظها سرور وتغنى بها في المساء..الاستاذ مبارك
المغربى سمى هذه القصيدة بالقصيدة الجغرافيا لذكرها حوالى العشرين محطة في مدينة
و بلدة سودانية من الشمال إلى الجنوب عكس مسار اندياح تواشيح النهر الخالد ....

+ تالله إن هنالك لصدقاً شعورياً عند إنسانٍ مرهفٍ و ملمٍّ تماماً بطباع مليم بكل
حركاتها وسكناتها وقد نظم فيها ما يُفتِ به مالكٌ في أم الكبائر و لا لم يتغزل به
أبو نواس في الخمر و الغِلمان ، منها : تلفان من الأجفان وم ية و ثمانيةوستة
و ستة حبيبي حليلو قام يوم ستة.. فمليم ملهمته وتألم لرحيلها وفراقها لذلك
أنشد من الأسكلة وحلة وسكب فيها الدموع التى سالت حتى بللت ثيابه
في مطلع القصيةة وفى ختامه،إذ يدعو دموعه للهطل مدرارةً.
------------------------------------
من الاسكلا وحلّ -- قام من البلد ولّى
دمعي للثياب بلّ
بى داهى العذاب حلّ -- وبى تذكاره بتسلى
قلبي الذاب واختلّ --- وين بدر التمام هلّ
صفر ودع الوابور -- حاجزين قمرة أتنين دور
الوابور مرّ بالمجرور -- شال ظبيا سكونو خدور
جبل أوليا حبيبي غشا -- وحصل في القطينة عشا
يا قلبي الطفش وفشا -- الما آليته --- ينكفشا
حل زى الصقر خوى --- بالبدر الدويم ضوّى
عاد لا حوله لا قوّه -- حبيبي الليله في الكوه
صباح الخير على أم نفلين -- أهني البيها محتفلين
سيد الحسن رب اللين -- شرف كوستى والجبلين
هنيئا حان وقت زهاك -- الرنك احتفل ببهاك
وين الليله يا النشهاك -- يا ليت كنت في جلهاك

يا كاكا الحبيب طلاك -- بعده الزاد نفوسنا هلاك

يا ملوط حليل نزلاك -- يازمن الفراق نسلاك
بقدومك كدوك أصبح -- سوقو من الكساد ارباح
أنا من نياحى صرت أبح -- كأنى فى مبرك المذباح
زاد من بعدك الانكال -- قلبى البلهموم -- إنكال
شاطري العاصمة يا ملكال -- توفيقيه صبرى أنا كال
شامبى أضحى بيك مسرور -- بعد المنقلا يا سرور
يا جوبا حي أنا المضرور --- بعده النوم بقى لي ضرور
من دا الهم ما بنجى -- حبيبي الليلة في تونجا
يا خالق الخلق تنجا ة-- تركاكا حلت العنجا
سلام متنامى ما غبّ -- ما مرّ النسيم صبّ
يرضى ال للعفاف ربى -- ويخدم كامل الرتبا
صب يا دمعي لا تكون جاف -- وياقلبى البقيت رجاف
البدر الخفا -- الإنجاف -- اليوم شرف -- الرجاف
----------------------------------------