|
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال (Re: عاطف عبدالله)
|
رواندا وبعد تاريخ مروع من المذابح والتصفيات العرقية التي راح ضحيتها ما يناهز مليون شخص أغلبهم من طائفة التوتسي والساسة الروانديين المعتدلين من الهوتو، واغتصاب ما بين 150 ألفاً و200 ألف امرأة، نهضت كطائر الفينيق من بين ركام الرماد حتى أطلقوا عليها سنغافورة أفريقيا، فما هي الآليات والإستراتيجيات التي اتّبعتها من أجل إعادة هيكلة وبناء الدولة بعد سنوات طويلة وعنيفة من الحرب الأهلية والصراعات الداخلية، التي توجت بأكبر مجزرة إبادة جماعية تشهدها أفريقيا في تاريخها المعاصر. أشاد البنك الدولي برواندا، لكونها دولة حققت تطورًا مثيرًا للإعجاب، وقالت عنها منظمة (يونيسف) إن انخفاض معدل وفيات الرضع (وهو يُعدّ مقياسًا مهمًا في تنمية البلاد) إلى النصف، منذ عام 2000، يُعدّ في مقاييس تنمية الشعوب، واحدًا من أهم الأحداث في تاريخ البشرية على الإطلاق. عندما تولى بول كاغامي السلطة في رواندا بعد أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها كانت الدولة في حالة انهيار تام وشلل كامل في تقديم الخدمات بعد أن تمت تصفية 40% من موظفي الخدمة المدنية بالإضافة إلى التضخم المرتفع والأجور المنخفضة و80 % من الموظفين العموميين دون شهادة المرحلة الثانوية، و3.5 % فقط من موظفي وزارة الصحة كانوا أطباء أو ممرضين مؤهلين. والآن أصبحت رواندا، وفقًا لصندوق النقد الدولي، أحد الاقتصادات الأسرع نموًا في العالم، بمتوسط نمو يعادل 8 %سنويًا، وعلى مدى العقد الماضي كاملًا . ويعدّ البنك الدولي رواندا من أفضل الأماكن لبدء نشاط تجاري في أفريقيا، وبموجب ذلك، أصبحت رواندا عالميًا من بين الاقتصادات العشرة الأكثر نموًا في العالم. ومن خلال هذا التطور الكبير، تعمل رواندا على أن تكون واحدة من أفضل المحاور التكنولوجية في المنطقة، بدعم من نظام الحكومة الإلكترونية المثير للإعجاب الذي انتهجته البلاد، حيث تُنجز غالبية المعاملات المالية للحكومة وغيرها من المهام، إلكترونيًا بشكل كامل. وترتبط هذه الإنجازات بالنجاحات المذهلة التي تحققت في مجال التعليم، حيث تسعى الحكومة لبناء جيل حديث ومتعلم، وهكذا بعد 25 سنة من الإبادة الجماعية في رواندا، صارت رواندا دولة يحتذى بها في مجالات التنمية الاقتصادية والتخطيط. إن نجاح رواندا جعلها مثال يحتذى به للعديد من الدول الأفريقية التي تسير على خطاها مثل تنزانيا وأثيوبيا وأنغولا التي تشهد ازدهارا اقتصاديا في بيئة خالية من الفساد. إن التعامل مع النظام العالمي الجديد ومؤسسات التمويل وجذب الاستثمارات الخارجية يحتاج أولاً للخبرة الفنية والتقنية أكثر من المعرفة السياسية، وأهم ما فيه هو توفير البيئة المناسبة والسودان حباه الله بكل ما تشتهيه الدول لكن كذلك سلط عليه عقول ساسة مسوسة لا تعمل ولا تدع الآخرين يعملون.
عاطف عبدالله 20/08/2022
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب الشيوعي | عاطف عبدالله | 09-12-22, 08:55 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | عاطف عبدالله | 09-12-22, 08:57 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | عاطف عبدالله | 09-12-22, 08:58 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | عاطف عبدالله | 09-12-22, 09:01 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | عاطف عبدالله | 09-12-22, 09:02 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | عاطف عبدالله | 09-12-22, 09:03 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | Nasr | 09-12-22, 05:38 PM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | عاطف عبدالله | 09-12-22, 06:37 PM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | شمس الدين ساتى | 09-12-22, 08:46 PM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | Nasr | 09-13-22, 00:38 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | عاطف عبدالله | 09-13-22, 09:11 PM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | محمد حيدر المشرف | 09-13-22, 06:40 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | MOHAMMED ELSHEIKH | 09-13-22, 08:12 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | كمال عباس | 09-13-22, 01:43 PM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | كمال عباس | 09-13-22, 02:12 PM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | MOHAMMED ELSHEIKH | 09-14-22, 07:37 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | Nasr | 09-16-22, 05:14 PM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | عاطف عبدالله | 09-18-22, 11:19 AM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | كمال عباس | 09-18-22, 03:29 PM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | Nasr | 09-18-22, 07:55 PM |
Re: جلب المصالح ودرء المفاسد وخيارات الحزب ال | عاطف عبدالله | 09-24-22, 11:22 AM |
|
|
|