انتا تبرا من الالم.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 03:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2022, 00:05 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انتا تبرا من الالم.

    11:05 PM September, 12 2022

    سودانيز اون لاين
    shaheen shaheen-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    منذ فترة بعيدة وانا اعلم ان المؤمن يتقدمنى بخطوات واسعة.
    يتأكد هذا عندى وانا انظر فى حسد للخاشعين _ بصدق _ فى صلواتهم.
    كنت اتمنى ان اقترب فيما تبقى من عمرى ، ان انشغل ببناء قصرى الذهبى فى الجنة ، بعدد ارقام التسبيح على مسبحة الكترونية مصنوعة فى جمهورية الصين.
    يقين ان الله هناك ، يحميك _ انت بالذات _ ، يقين مدهش ، يمنحك الثبات ، يمنحك ما سلبتك منه الحياة ، مرحلة الطفولة ، ان تترك امرك لولى امر قادر وعارف عند الازمات الاكبر منك.
    عندما شعرت بطعنات سكين ، قمت من مقعدى وتحركت نحو سريرى ، تذكرت نظرية اعادة التشغيل ، اطفاء الجهاز لفترة واعادة تشغيله من جديد.
    لكن الطعنات لم تتوقف ، فوق المثانة مباشرة من الناحية اليسرى.
    تناولت هاتفى ، وتفلهمت ، بحثت عن اعراض الزائدة الدودية ، عن التهابات المسالك البولية ، عن اعراض تخضم البروستاتا.
    مواضيع سهلة وشرح سلسل ، لو كنت اعلم هذه السهولة لتغيرت حياتى من ادبى لعلمى.
    الرغبة فى القىء جعلت المشوار من سرير غرفتى للحمام كأنها رحلة طويلة ، امر بوالدتى جالسة هناك تتابع اخبار بناتها عن طريق الواتساب.
    فقط ان لا اسقط ، ان امشى بشكل مستقيم ، ان لا انزلق فى ارضية الحمام فاخسر مخروقتى.
    يا لتواضع الامال ، كم هو هش هذا الانسان.
    عندما كنت اتعاطى المكروه عمدا ، كنت احرص على هذه الوضعية ، ان امر امام اهل البيت بشكل مستقيم ، حريص على عدم الترنح او السقوط.
    فضحنى التقياء ، لا اتذكر متى تقيأت ، قبل عشرين سنة ؟ ، بروتوكولات التقيأ الناعم نسيتها ، فى واحدة من المطاعم الخرطومية ، دفعت مقدما حساب سندوتشات وعصير مانجو ، بقيت فى جيبى ماركات تشبه ازرار معطف شتوى نسائى ، انهمك زبون فى فاصل طراش مرعب ، ابعد كرسيه عن المنضدة الرخامية ، فرشخ قدميه وهو جالس على الكرسى البلاستيكى ، وانطلق فى نوبة افراغ كل مافى جوفه على الارضية مباشرة ، شكل بحيرة صناعية صغيرة يعلوها قشر طماطم احمر.
    ثلاث ماركات بقيت فى جيبى ، واحدة ذهبية واخرى فضية والثالثة حمراء ، شاورما لحمة وبابا غنوج وعصير مانجو ، هربت بهم ، وسط توقف الاكل فى افواه بقية الرواد.
    اتذكر بطل هذه الواقعة ، واحد من جماهير شعبنا الكادحة ، اصلع فى منتصف الراس تماما يرتدى بدلة اشتراكية رمادية ، اين هو الان ؟ ، حتى وقت قريب كنت اجد هذه الماركات عندما اعيد ترتيب ملابسى فى دولابى الخشبى ، لماذا احتفظت بها ؟ ، لا ادرى.
    لم اتقيأ فى مكان عام حتى الان ، هذه واحدة من انجازاتى الفريدة ، واعتبرها بطولة فى حياة تخلو من الانجازات الحقيقية والبطولات الخارقة.
    لم اتبرز فى مكان عام حتى الان ، وهذا انجازى الثانى فى ال CV الخاص بحياتى الخاصة.
    لن انسى مشهد امرأة متوسطة السن جلست فجأة فى الشارع ، وشكل لها رفيقاتها ما شيبه الخيمة من ثيابهن السودانية ، قضت حاجتها فى هذا الوضع المربك.
    لكنى تبولت كثيرا ، على حوائط واركان شوارع عامة شبه مهجورة ، ولا اعرف لماذا التبول اقل اذلالا من التبرز.
    فى المرة الاولى ، كنت ابن ناس ، بهدوء وضعت راسى على الحوض وتقيأت فى ادب برجوازى رفيع ، وفى الثانية صرخت
    - يا الله.
    نظرت لوجهى فى مرآة الحوض ، عيون دامعة وانف مخاطى سائل.
    امعائى اوشكت على الخروج.
    - يا الله.
    فى " الجنوبى " ، تحدثت " عبلة الروينى" عن زوجها " امل دنقل " ، قلت له وهو يصرخ باسم الرب فى مرضه السرطانى :
    - ضبطتك متلبسا بالايمان يا امل.
    ساعة ، ساعتين ، ربما ثلاث ، الم غير محتمل عملاق يعصر حرفيا بكل قوة المنطقة اليسرى فوق المثانة.
    امى تحمل همى ، قالتها "فيروز" :
    - هيدى امى ، بتعتل همى.
    تحدثنى عن الزواج ، تخاف ان ادخل غابات الشيخوخة الملعونة وحيدا ، حدثتنى عن الونس وحمل الهم وعكاز المرض وسند ضياع الصحة ، وانا المتابع الدقيق لتغيرات المجتمع ، وصراعات الاحوال الشخصية فى قاعات المحاكم ، اعرف ان عصر الزوجة " السستر" قد انتهى حرفيا ، وعليك ان تتعلم تنظيف فضلاتك بنفسك.
    لن يشيل شيلة تدهورك وتقدمك فى السن الا انت.
    امى الحنون صنعت لى مشروبات بلدية ، خلطات من الكمون المغلى.
    نمت بعدها ، واستيقظت ، ادركت كم انا قابل للكسر فى اى لحظة ، قابل للمغادرة دون مقدمات واسباب منطقية.
    علاقتى بالله معقدة ، وقرارى فى عدم الزواج مرة اخرى محسوم.
    مد الله فى عمرك يا ست الكل يا حبيبة ، وكلنا نسافر فى نهاية المطاف وحدنا فلا تقلقى.
    واتمنى ان اغادر عندما تحين المغادرة فى زمرة (من القوة للهوة) ، دون الم وطقوس استفراغ مقرفة ، وان اجد الماركات الثلاث المفقودة.
    انا لا اخاف من الموت ، انا اخاف من الالم والبهدلة والعجز والزهايمر.
    شاهين.
    الاثنين ١٢ سبتمبر ٢٠٢٢







                  

العنوان الكاتب Date
انتا تبرا من الالم. shaheen shaheen09-12-22, 00:05 AM
  Re: انتا تبرا من الالم. هدى ميرغنى09-12-22, 01:46 AM
  Re: انتا تبرا من الالم. يحي قباني09-12-22, 01:48 AM
    Re: انتا تبرا من الالم. Abdelrahim Mohmed Salih09-12-22, 02:05 AM
  Re: انتا تبرا من الالم. Kamal Alalla09-12-22, 02:05 PM
  Re: انتا تبرا من الالم. Amira Hussien09-12-22, 03:20 PM
    Re: انتا تبرا من الالم. ABUHUSSEIN09-12-22, 03:31 PM
      Re: انتا تبرا من الالم. هشام هباني09-12-22, 04:06 PM
        Re: انتا تبرا من الالم. shaheen shaheen09-16-22, 08:30 AM
          Re: انتا تبرا من الالم. osama elkhawad09-16-22, 04:00 PM
            Re: انتا تبرا من الالم. shaheen shaheen09-18-22, 07:31 PM
  Re: انتا تبرا من الالم. امير الامين حسن09-18-22, 08:08 PM
    Re: انتا تبرا من الالم. shaheen shaheen09-19-22, 04:56 AM
      Re: انتا تبرا من الالم. mohmmed said ahmed09-19-22, 07:35 AM
        Re: انتا تبرا من الالم. MOHAMMED ELSHEIKH09-19-22, 07:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de