∆باب: ذمُّ السخرية والاستهزاء و النهي عنهما في السنة النبوية المطهرة ∆ عن عائشة، قالت: «حكيت للنبي ﷺ رجلًا فقال: ما يسرني أني حكيت رجلًا و أن لي كذا و كذا، قالت : فقلت: يا رسول الله، حسبك من صفية أنها امرأة، وقالت بيدها هكذا، كأنها تعني قصيرة ، فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته «بنتنها» ، و حكيت له إنسانًا. فقال: ما أحب أني حكيت إنسانًا و أنَّ لي كذا و كذا» ∆وقوله (ما أحب أني حكيت إنسانًا): (أي فعلت مثل فعله أو قلت مثل قوله منقصًا له يقال حكاه وحاكاه، قال الطِّيبي: وأكثر ما تستعمل المحاكاة في القبيح الميتهجن و قال الإمام النووي: من الغيبة المحرمة المحاكاة بأن يمشي متعارجًا أو مطاطيًا رأسه، أو غير ذلك، مما يثير الضحك. ∆وعن أم هانئ رضي الله عنها أنها سألت رسول اللهﷺ قالت: «قلت: يا رسول الله، أرأيت قول الله تبارك وتعالى: وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ [العنكبوت: 29] ما كان ذلك المنكر الذي كانوا يأتونه؟ قال: كانوا يسخرون بأهل الطريق، ويخذفونهم» قال المباركفوري صاحب الرحيل المختوم: (اختلف في المنكر الذي كانوا يأتونه فيه، فقيل: كانوا يخذفون الناس بالحصباء ويستخفون بالغريب، وقيل: كانوا يتضارطون في مجالسهم قالته عائشة، وقيل:كانوا يأتون الرجال في مجالسهم وبعضهم يرى بعضًا، وقيل: كانوا يلعبون بالحمام، وقيل: كانوا يناقرون بين الديكة، ويناطحون بين الكباش؛ وقيل: يبزق بعضهم على بعض، ويلعبون بالنرد والشطرنج، ويلبسون المصبغات) ∆ و كان ابن مسعود رضي الله عنه يجتني سواكًا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فسألهم ﷺ : مم تضحكون؟! قالوا: يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال معاتبا و زاجرا إياهم : و الذيةنفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أحد»
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة