الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول ظاهرة بروفسيرات التكفير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 00:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2022, 03:27 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول (Re: عبدالله عثمان)

    الحلقة

    2 أغسطس 2022

    المركز الاسلامي بالسودان للدعوة والدراسات المقارنة والهجوم الجائر على الفكرة الجمهورية



    وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"

    خالد الحاج عبد المحمود

    منهاج الطريق ومصادر المعرفة

    الاستاذ محمود شديد التقدير للصوفية، خصوصا كبارهم.. وهو عنده أنهم هم من حفظ الدين الحق وأنهم اهل السنة الحقيقيين.. ولكن الاستاذ محمود لم يكن في أي يوم من الايام صوفياً، بمعنى انه ينتمي لطريقة صوفية ما، بل على العكس من ذلك هو يدعو مشايخ الصوفية للرجوع للاصل (طريق محمد)..
    منهاج الدعوة عند الاستاذ محمود هو (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم.. وكتاب الطريق يجري الآن في طبعته العاشرة.. وعنوانه كما يلي: (محمود محمد طه يدعو الى طريق محمد).. وشعار الكتاب (بتقليد محمد تتوحد الامة ويتجدد دينها).. واهداء الكتاب كما يلي: (الى الراغبين في الله وهم يعلمون، والراغبين عن الله وهم لا يعلمون.. فما من الله بد).. فالدعوة لجميع البشر بمن فيهم غير الراغبين في الله.. فما من الله بد.
    وعن تعريف الطريق، جاء في الكتاب: (الطريق هو النهج العملي الذي يوصل سلوكه إلى الله، تبارك وتعالى، وليس إلى الله، تبارك وتعالى، وصول بالمعنى الذي يؤديه حرف الكلمة، وإنّما المقصود بكلمة الوصول أن يكون حضور السالك مع الله أكثر من غفلته عنه.. والطريق شريعة، وزيادة.. الطريق شريعة موكدة.. فحين يكون المسلم العادي صاحب شريعة، يكون المسلم المجود صاحب طريقة).. فالطريق سنة النبي، وهي عمله في خاصة نفسه.. وعمله في خاصة نفسه يتضمن الشريعة ويزيد عليها.. فمثلاً: الصلاة في الشريعة خمسة اوقات، ولكنها في الطريقة ستة اوقات.. فالنبي صلى الله عليه وسلم يزيد على الامة بصلاة الليل، فهي فرض في حقه، وكذلك هي فرض في حق من يكون على طريقه.. وبالنسبة للزكاة، الامة في الشريعة تجمع المال وتخرج منه المقادير المحددة في الشريعة.. اما زكاة النبي فهي انه ينفق عنه كل ما زاد عن حاجته الحاضرة.. والذين يتّبعون الطريق، ينفقون اكثر من الزكاة ذات المقادير مستهدفين زكاة العفو.. واهم ما تتميز به السنة عن الشريعة هو ادخال الفكر في العمل.. المهم ان المنهاج هو طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. هذا ما عاشه الاستاذ محمود في خاصة نفسه، وعرف مسالكه.. ودعا اليه غيره.. وهذا ما عليه الجمهوريون.. فدين الجمهوريين هو تقليد المعصوم في عبادته، وفي ما يطاق من عادته جاء من كتاب طريق محمد: "طريق مُحمّد هـو الطريـق، لأنه طريق (المحبـة) الخصبـة، الخلاقـة.. قال العزيـز الحكيم عنـه (قل إن كنتم تحبـون الله فاتبعـوني يحببكـم الله).. بطريـق مُحمّد أصبح الديـن منهاج سلـوك بـه تساس الحيـاة لتـرقى الدرجات نحو الحيـاة الكاملة.. حياة الفكر، وحياة الشّعور).. وجاء من الكتاب ايضاً قوله عن المعصوم: ( هذه نفس اكتملت لها عناصر الصحة الداخلية، واتَّسقت قواها الباطنية، وتحرّرت من الأوهام، والأباطيل، وسلمت من القلق، والخوف العنصري، البدائي، الساذج..
    ما أحوج بشرية اليوم، كلها، إلى تقلّيد هذه النفس التي اكتملت لها أسباب الصحة الداخلية، تقلّيداً متقناً يفضي بكل رجل، وكل امرأة، إلى إحراز وحدة ذاته، ونضج فرديته، وتحرّير شخصيته، من الاضطراب، والقلق الذي استشرى في عصرنا الحاضر بصورة كان من نتائجها فساد حياة الرجال والنساء والشبان.. في جميع أنحاء العالم"..
    والتقليد المطلوب للمعصوم لابد ان يقوم على التقديس والتوقير له.. جاء من الكتاب: "فإن التقلّيـد بغيـر وعي، وتمـام إدراك، قليل الجـدوى، وقـد يكـون عملا آلياً لا روح فيـه قصاراه التعـب.. ولكي يكـون التقلّيـد موصلا للثمـرة المرجـوة منه وجب أن ينبعـث عن ثقـة بالمقلّـد، وطمأنينة إليه، وتوقّيـر، وتقدّيس، ومحبـة له"..
    "وأيسر ما يقوم عليه التقليد النافع أن يكون صدر المقلّد منطوياً على قدر كبير من التقدّيس، والتوقير للنبي، وهذا ما من أجله أخذ الله الأصحاب بالأدب معه، وأمرهم بالصلاة عليه، فقال، عز من قائل: (إن الله وملائكته يصلّون على النبّي، يأيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه، وسلّموا تسلّيما).. ومعلوم أن عدم الأدب مع النبي بمجرد رفع الصوت فوق صوته قد يحبط العمل دون ان يشعر صاحبه!!
    كما انه لابد من معرفة المقلد، فحسن التقليد لايستقيم على خير وجوهه إلا إذا تم تقديم تعريف بالمعصوم (يجعل اتباعه وتقليده يحترم اقوى العقول المعاصرة ويقنعها بجدوى ممارسته واتقانه).. وقد قدم الكتاب تعريفا بالمعصوم، وتناول مقاماته: النبوة والرسالة والولاية.. وتناول الحديث عن الاحمدية والمحمدية.. كما تناول الحديث عن الاصحاب والاخوان، والاشارة الى الرسالة الاولى والرسالة الثانية.. فالرسالة الثانية هي سنة النبي، وهي تقوم على اصول القرآن.. وجاء ما نصه: "ويؤخـذ من دقائـق حقائق الدين أن نبينا رسول الأمتين: الأمة المؤمنة ـــ الأصحاب.. والأمة المسلمة ـــ الاخوان.. وإنه بذلك صاحب رسالتين: الرسالة الأولى مُحمّدية، والرسالة الثانية أحمدية.. أو قل الرسالة الأولى الشريعة التي فصلها للأمة، والرسالة الثانية السنة التي أجملها، ولم يفصّلها إلا في معنى ما مارسها، وعاشها دما ولحما".. وتم التعرض للجاهلية الاولى والجاهلية الثانية.. وفي اطار التعريف بالمعصوم تم الحديث عن (الذات المحمدية)، جاء ما نصه: "الذات المُحمّدية أول قابل لتجليات الذات الإلهية.. وهي المشار إليها في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، قال قلت: (يا رسول الله بأبي أنت، وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله.. قال: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر).. وذهب يعرف بالذات المحمدية.. وجاء عن موضوع الرسالتين: "ومُحمّد، وهو رسول للأمة المسلمة، صاحب رسالة أكبر منه وهو رسول للأمة المؤمنة.. فهو في رسالته للمسلمين أحمدي، وفي رسالته للأمـة المؤمنـة مُحمـّدي، وسبب الفـرق بين الرسالتين حكم الوقت.. الفرق بين وقت الرّسالة الأولى ــــ القرن السابع.. ووقت الرّسالة الثانية ـــ القرن العشرين".. وجاءت البشارة بدولة القرآن هكذا: "إن دولة القرآن قد أقبلت، وقد تهيأت البشرية لها بالمقدرة عليها وبالحاجة إليها، فليس عنها مندوحة.. وهذا يلقي على عاتق المسلمين المعاصرين واجبا ثقيلا، وهو واجب لن يحسنوا الاضطلاع به إلا إذا جعلوا مُحمّدا، وحده إمامهم ووسيلتهم إلى الله" .. اما عن الطرق الصوفية فقد جاء: " لقد خدمت الطـرق الصوفية غرضا جليلا، في نشر الدين الحق، ولقد ربّت رجالا أفذاذا، كانوا منارات هدى، ومثابات رشد للأمة، عبر تاريخها الطويل، في ارتفاعه وانخفاضه، عندهم التمست دينـها وخلقهـا وتربيتها.. ولكن اليـوم!! فإن تحديات العصر أكبـر من الطرق وأكبـر من المشائـخ، وليس لها غير مُحمّد..
    ونحن ندعو جميع أصحاب الطرق إلى العودة إلى طريقة الطرق ـــ طريقة مُحمّد ـــ إذ بتقلّيد مُحمّد تتوحد الأمة ويتجدّد الدين، ونحـن، إذ نخـرج هذا النمـوذج من طريقة مُحمّد، إنما نفعـل ذلك على سبيل المثال، لا على سبيـل الاستقصاء، وهـو نموذج قـد يغني كثيرا من السالكيـن، ريثما تتفتح لهم آفاق الحقيقة المُحمّدية... إننا نوصي بإدمان الاطلاع، على كتب الأحاديث، وكتب السيرة، ونخص بالذّكر صحيح البخاري، لمن أراد أن يتوسع عما جاء في هذا النموذج.. والله ولي التوفيق"
    وجاء من بيان 27/4/1965، الذي ضمن في الكتاب، مانصه: "أما بعد، فإن الزمان قد استدار كهيئته يوم بعث الله مُحمّدا داعيا إليه ومرشدا ومسلّكا في طريقه.. وقد انغلقت اليوم بتلك الاستدارة الزمانية جميع الطرق التي كانت فيما مضى واسلة إلى الله، وموصلة إليه، إلاّ طريق مُحمّد.. فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم.
    ونحن نسوق الحديث هنا إلى الناس بوجه عام، وإلى المسلمين بوجه خاص، وإلى أصحاب الطرق والمتطرقين من المسلمين بوجه أخص..
    "إن أفضل العبادة على الإطلاق قراءة القرآن، وأفضله ما كان منه في الصلاة، وطريق مُحمّد الصلاة بالقرآن في المكتوبة وفي الثلث الأخير من الليل.. كان يصلي ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو تسعا أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة لا يزيد عليها.. وكان يطيل القيام بقراءة طوال السور، أو بتكرار قصارها، أو بتكرار الآية الواحدة حتى تورمت قدماه"..الى ان يقول: " إن مُحمّدا هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم.. فمن كان يبتغي الي الله الوسيلة التي توسله وتوصله إليه، ولا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم وليقلّد مُحمّدا، في أسلوب عبادته وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقلّيدا واعيا، وليطمئن حين يفعل ذلك، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية ومهتدية..
    إن على مشايخ الطرق منذ اليـوم، أن يخرجوا أنفسهم من بين الناس ومُحمّد، وأن يكون عملهم إرشاد الناس إلى حياة مُحمّد بالعمل وبالقول فإن حياة مُحمّد هي مفتاح الدين.. هي مفتاح القرآن، وهي مفتاح (لا إله إلا الله) التي هي غاية القرآن، وهـذا هو السـر في القـرن في الشهادة بين الله ومُحمّد (لا إله إلا الله مُحمّد رسول الله)".. ثم ذهب الكتاب يقدم صورة عملية لعبادة النبي الكريم.. كما قام ببعض التعريف بشمائل المعصوم، وذكر على انه من يريد الاستزادة عليه ان يرجع الى كتب السيرة، وكتب الأحاديث خصوصا صحيح البخاري.. وجاء في خاتمة الكتاب: " أما بعد فهذه طريقة مُحمّد، وهي طريقة الطرق - هي النهر الذي فيه تصب جميع الخيران - وهي البحر الذي فيه تلتقي الأنهار..
    لقد كانت طريقة مُحمّد عبادة بالليل، وخدمة بالنهار.. خدمة لله بالليل، وخلوة به ومناجاة له بحديثه، على تقلب وسجود.. وخدمة لخلـق الله بالنهـار، وبراً بهـم، وكلفاً بتوصيل الخيـر إليهـم، في محبة وفي إخلاص وفي إيثـار..
    وبهذا وذاك تصبح حياة الحي كلها عبادة.. وهذا هو مراد الله من العبادة حين قال (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).. وطريقة مُحمّد جماعها هذه الآيات:
    (قل إنني هداني ربّي إلى سـراط مستقيم، ديناً قيماً، ملّة إبراهيم، حنيفاً، وما كان من المشركين * قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين * لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين) كل شيء فيها لله.. معاملة للحق في الحق، ومعاملة للحق في الخلق.. وهذا ما عناه المعصوم حين قال (الدين المعاملة)"
    الدعوة لمنهاج (الطريق)، هي دعوة للرجوع الى الأصل، وعلى ذلك فهي دعوة داعيها محمد صلى الله عليه وسلم، منذ القرن السابع الميلادي، ويتم الآن تجديد الدعوة لها، بعد ان استعدت الارض لتلقيها والعمل بها.. فقد جاء في الخاتمة: "أما بعد، فإن هذه دعوة إلى الله، داعيها مُحمّد، وهاديها مُحمّد.. وهي دعوة وجبت الاستجابة لها أمس وتجب الاستجابة لها اليوم، كما وجبت أمس، وبقدر أكبر، إذ الحجة بها اليوم ألزم منها بالأمس (قل إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله) وإلا فلا..
    يا أهل القرآن، لستم على شيء، حتى تقيموا القرآن.. وإقامة القرآن كإقامة الصلاة، علم، وعمل بمقتضى العلم.. وأول الأمر في الإقامتين، اتّباع بإحسان، وبتجويد لعمل المعصوم.. أقام الله القرآن، وأقام الصلاة، وهدى إلى ذلك البصائر والأبصار، إنّه سميع مجيب..."
    هذا بعض ما ورد في كتاب (الطريق) وهو لا يغني عن الاطلاع على الكتاب.
    فالاستاذ محمود محمد طه لم يدع لنفسه وهو لا يتحدث عن نفسه.. هو يدعو بوضوح، وبإذن، ومعرفة الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. هذه كل دعوته، وكل شيء خلافها هو شرح وتفصيل لها، وربط لها بالعصر.. فالطريق هو الدعوة والمنهاج، وفيه مصادر المعرفة محددة بوضوح قاطع.. فهو يقوم على العلم والعمل معا.. والعلم المقصود، هو علم ما لا تصح العبادة الا به- وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ – (مرة اخرى) واقامة القرآن كاقامة الصلاة، علم، وعمل بمقتضى العلم.. واول الامر في الاقامتين اتباع باحسان، وبتجويد لعمل المعصوم.
    فالبروف ترك مصدر الدعوة ، ومصدر المعرفة فيها، ثم ذهب يتحدث عنها من خارجها، وهذا امر مناقض لقيم الدين، وقيم الفكر الحر.. هذا ما عهدناه من اصحابه دائما، فهم، جميعهم، ليسوا طلاب حق، وإنما هم على العكس من ذلك، يعملون على تشويه الحق لأغراض في انفسهم، اقل ما يقال عنها انها اغراض دنيا.. هم قطاع طريق، وعندما يسيئون للحق يسيئون لأنفسهم "إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا" من المستحيل ان يهزم الباطل الحق .. وهم لو كانوا يعتقدون ان دعوتنا باطلة ، لما اخفوها، وذهبوا يشوهونها بصرف القول الى غير مراميه والبتر والاخفاء.
    نحن على يقين ان الدعوة الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم هي الحق الذي لا حق غيره.. ومن يرى خلاف ذلك، فعليه ان يبين لنا باطلها بدل الانصراف عنها.. وهنالك كتب عديدة، من كتب الفكرة تتحدث عن منهاج الطريق او تشير اليه.. فمثلا هنالك كتاب (تعلموا كيف تصلون) وهو يتحدث بتفصيل عن تطبيق منهاج الطريق، وثمرة العمل به.. وهو من المقدمة يتحدث عن(التقوى) كمصدر للمعرفة.. يقول: "التقوى إذن مستويات، وللفرقان مستويات تقابلها، فإنه، كما قررنا، التقوى شجرة، والفرقان ثمرة".. "وأغلظ مستويات التقوى ما يكون للمؤمن العادي، وهو مستوى الحلال البين، والحرام البين..".. ثم يتم التدرج في المراقي في درجات القرب من الكمال، وهي ست درجات "ينزلها النازل وهو يسير في طريق العودة، هذه ست درجات أولاها درجة المؤمن العادي الذي يكون في مستوى الحلال البين والحرام البين، وثانيتها درجة الورع، وثالثتها درجة صاحب اليمين، ورابعتها درجة البر، وخامستها درجة المقرب، وسادستها درجة صاحب الاستقامة، وهو، هو الكامل.. وهذه الدرجات الست هي في مقابلة النفوس السبع، غير أن )النفس الأمارة( لا ذكر لها هنا، لأنها دون مرتبة المؤمن العادي.. فكأن المؤمن العادي في مقابلة النفس (اللوامة).. وكما أنه ليس للكمال نهاية، فليست للاستقامة نهاية،.. وكل مستقيم يعرف تقصيره عن بلوغ المدى المطلوب من هذا الأمر الخطير.. وهذا ما جعل المعصوم يقول: (شيبتني هود وأخواتها) وكل هذه المراتب التي ورد ذكرها إنما يبلغنا إياها العلم، والعمل بمقتضى العلم.. وأعلى العلم التوحيد، وأعلى العمل الصلاة .." .. ومن الأفضل ان نورد هنا ما جاء عن صفات المقرب، وما يحققه من قيم، وندخل عليها بالحديث عن البر، فقد جاء: "والبر أكثر إدراكا من صاحب اليمين، وأكثر تسامحاً، فهو رفيق بنفسه، وبالناس، وذلك بفضل سعة علمه.. فإن صاحب اليمين، حين قبضته بقية الورع الذي ورثه من منزلة الورع، التي خرج عنها، ولما يتخلص من عقابيلها، بسط العلم صاحب منزلة الأبرار.. فترى البر سمحاً، متسامحاً، واسع الأفق، يرى الوجوه المختلفة لكل قضية فكرية، أو سلوكية، تعرض عليه، بطريقة فيها سعة، وفيها دقة.. ثم تلي منزلة البر منزلة المقرب.. والمقربون هم الذين يكونون عند ربهم، غالب أحوالهم، وهم علماء، قد وسّع العلم عليهم ما ضّيق الجهل على سواهم.. فأصبحوا، بفضل الله، ثم بفضل سعة علمهم، رحماء، طيبين، متسامحين، محبين للأشياء، والأحياء، في سلام مع ربهم، ومع أنفسهم، ومع الناس.. يدعون إلى الرضا بالله، والمصالحة مع الناس، وينشرون الحب، كما تنشر الشمس النور، والحرارة، والدفء.. هؤلاء هم ملح الأرض، عرفوا، أو لم يعرفوا.. وتقوى هؤلاء هي عمل، أو ترك للعمل، ابتغاء وجه الله.. وزمنهم فكر متصل.. فجميع أوقاتهم معمورة بالفكر، والعمل.. وفكرهم ليس تعملاً، وإنما أصبح طبيعة، تنبع فيهم المعاني، والمعارف، كما ينبع الماء النمير من العين الثرة، وقد تطهرت من أوساخها، وأوضارها.. وعبادة المقربين الاستقامة.. والاستقامة أن تكون على السراط المستقيم، في الفكر، والقول، والعمل، فلا تميل يسرة، ولا يمنة".. هذه صورة لما يؤدي اليه العمل بطريق محمد صلى الله عليه وسلم من ثمرة.. ودرجة المقربين هي الدرجة الخامسة من درجات الصعود في مراقي العقول والنفوس.. وهذا الصعود ليس له نهاية، وانما هو سير متصل، يرقى المراقي، وهو ليست له نهاية لأنه سير الى الله في اطلاقه.. وهذا السير في جميع مراقيه يقوم على الفكر، المروض والمؤدب، بأدب القرآن، ادب حقيقته وادب شريعته.
    نحن قصدنا ان نشير مجرد اشارة الى كتاب (تعلموا كيف تصلون)، وما يقوم عليه من تفصيل في تطبيق منهاج (طريق محمد)، وما يؤدي اليه من ثمرة.. ومن يريد الاستزادة عليه الرجوع الى الكتاب..
    جميع كتب الاستاذ محمود، تتحدث بصورة من الصور عن منهاج الطريق، وما يؤدي اليه من ثمرة.. فمثلا كتاب (الرسالة الثانية)، كله يدور حول موضوع المنهاج، فالرسالة الثانية، هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، هي آيات الاصول، وقد جاء هذا في المقدمة.. والكتاب يتحدث عن: علاقة الفرد بالكون، وعلاقة الفرد بالمجتمع .. وهي قضايا ترتبط بالمنهاج بصورة لا فكاك لها.. ثم هو يتحدث عن امة المؤمنين وامة المسلمين.. ويتحدث عن تطبيق السنة – اصول القرآن على تنظيم المجتمع، في السياسة والاقتصاد والاجتماع.. باختصار، كتاب الرسالة الثانية كله يدور حول منهاج الطريق، وما يقوم عليه من سنة، ومن آيات اصول.. وهذا هو الحال بالنسبة لكل كتاب اصدره الاستاذ محمود.. ومع كل هذا عميت أعيُن الفقهاء الذين نتحدث عنهم، عن منهاج الطريق، وحاولوا ان يخفوه ليصلوا الى النتيجة الركيكة والمغرضة: أن الاستاذ محمود ليس له منهاج، وليس له شيخ، وهو لم يتلق تعليما دينياً متخصصاً مثلهم هم!!
    اما بالنسبة لكتابات الاخوان الجمهوريين، تلاميذ الاستاذ محمود، يمكن الرجوع، الى كتاب (المعرفة وطبيعة الوجود)، وهو كتاب يفصل في منهاج التقوى الذي يقوم عليه الطريق، كمنهاج للمعرفة والحياة.. ويربط المعرفة بطبيعة الوجود، والطبيعة الانسانية.. ثم يذهب الى المقارنة بين المعرفة الدينية ومنهاجها، ومعرفة العلم المادي التجريبي، ومنهاجها.. وهنالك كتاب (أدب السالك في طريق محمد) ، وهو كتاب كله يدور حول الأدب في مستوياته المختلفة، ويركز بخاصة على ادب العبودية لله ، على اعتبار أن العبودية هي الغاية.. والعبودية كالربوبية سرمدية، لا نهاية للسير في مجالها.. وكذلك هنالك كتاب (الفكر: بين الاسلام والحضارة الغربية).. وقد جعل الحقد الاعمى، هؤلاء النفر، ينصرفون بصورة كلية عن مراجع القضية التي زعموا انهم يتناولونها، فجاءت اقوالهم ضعيفة، ركيكة وكلها خارج الموضوع..

    مدينة رفاعة *






                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول ظاهرة بروفسيرات التكفير عبدالله عثمان08-02-22, 06:34 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول عبدالله عثمان08-02-22, 06:35 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول عبدالله عثمان08-02-22, 06:37 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول عبدالله عثمان08-08-22, 03:27 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول عبدالله عثمان08-08-22, 03:42 PM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول عبدالله عثمان08-11-22, 06:35 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول Yasir Elsharif08-11-22, 09:37 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول Yasir Elsharif08-12-22, 08:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de