بيان جماهيري، حول المركز الموحد ومهامه العاجلة

Quote: 1 إنقلاب عسكري كامل تمخضت عصابة اللجنة الأمنية الإخوانية وتقيأت مجلساً عسكرياً لحماية الإنقلاب. هذا الإنقلاب الكامل ليس ببعيدا عن مطابخ العصابة الدولية. فهو على نفس نهج مخططاتها التي يظنونها متخفية وهي واضحة كما الشمس. إنتفاضة الشباب وصمودهم الأسطوري لم يدع مجالا للخديعة والمراوغة. وقد أغلقت أمامها جميع المخارج من تآمر إرتزاقي وأسلحة محرمة تفتك بالشباب وتفزع طبيعتها الإنشطارية القاتلة كل من ينتمي لجنس البشر إلا شباب الإنتفاضة السودانية الذين صمدوا أمامها فاتحين صدورهم. فإعلان البرهان لهذا الإنقلاب الواضح المعالم هو فقط تطوير لإستراتيجية القمع. فبهذا المجلس تعود اللجنة الأمنية إلى استراتيجيتها الأولى، وإعتماد شكل جديد للمجلس العسكري. ذلك بعد أن فشل مجلس التمويه السيادي في خداع الجماهير. عصابة اللجنة الأمنية تعلم تماما أن طريق البلد للديمقراطية هو طريقها إلى المشنقة. وواهم من ظن أن هؤلاء السفاحين يمكن أن يعييهم سفك الدماء فهو وسيلتهم الوحيدة للمحافظة على رقابهم. فالقتل والقتل الجماعي هو ما أوصلهم أولاً للموقع الذي قفزوا منه للسلطة، ثم شكل دافعا دمويا للتشبث بها للهروب من العقاب. ولا بأس عند هؤلاء القتلة من إضافة القليل من القتل. وقد تأكد من تسجيل أحد مرجعياتهم الإخوانية في حديثه عن صدمة القتل الجماعي أن أرواح البشر هي مجرد مقادير لمعادلة جبرية. أن تقتل مائة في ضربة واحدة أنجح من تقسيمها إلى عشر ضربات "قيمة" الواحدة منها سفك عشرة أرواح. هذا منهج أشد توحشاً من كل مناهج الفاشية والنازية التي عرفها تاريخ البشر. ما أزعج عصابة اللجنة الأمنية وعملاء اللصوصية الدولية المحليين والإقليميين هو أن الإنتفاضة وبعد أن رسخت قواعدها أفقياً، هي تتجه الآن إلى صعود عمودي لن تقوى على الصمود أمامه جميع المخططات. وقد بل تأكد للعصابة الدولية أن مشروعها آيل للسقوط. وما أعلن اليوم ليس الخطة )ب( إنما العودة إلى الخطة )أ( وإحياء سلطة اللجنة الأمنية كاملة ودون أي تمويه. كل أكاذيب العصابة الدولية وقراراتها التي لا تبارح مكاتب البيت الأبيض، وكم رددت أنها تولد "مجمدة". لم تجد في ترويض إنتفاضة الشباب، رغم لجؤئها للتدخل السافر لتوجيه مسار أي تغيير سياسي في طريق مصالحها، وعندما يلزم الأمر تتم فرملته وشل حركته. ولم تنجح حيل أراجوزالعصابة الدولية فولكر؛ النسخة الدولية من التوم هجو، في إختراق صمود المقاومة. كيف لا تنزعج العصابة الدولية وعملائها في البلد وأذيالها في المنطقة من هذا الصعود الثابت والذي لم يأت إرتجالاً بل بعد أن تأكد وقوفه على أصلب القواعد وهو وصول جماهير الشباب إلى درجة من الوعي الذي أنتجه صمود أكثر من ثلاثة سنوات، كانت كافية ليجرب الشباب كل وسائل النضال، وبالمقابل كل وسائل التصدي لأدوات القمع. بل ما هو أهم من كل ذلك وهو القدرة على كشف المؤامرات وإفشالها. كيف لا تنزعج العصابة الدولية والحزب الشيوعي يدعو لتشكيل جبهة القوى الثورية ومركزها الموحد. هذا ما كانت تخشاه العصابة الدولية. هي تعلم أن دعوة الحزب الشيوعي للخطوات العملية لتشكيل المركز الموحد قد أتت بناء على حسابات العلم وليس فورة حماس. وهي تعلم أن إعلان الحزب الشيوعي يعني بكل بساطة أن 2 الجماهير قد وصلت لكامل قدراتها الذاتية الممكنة لفرض مشروعها الحقيقي وهو التغيير الجذري الذي لا يمكن أن ينفذ إلا على أنقاض مشروعها للهبوط الناعم. قد فشلت كل محاولات الأرزقية، الذين أدمنوا رخص الإنبطاح، في جر الحزب الشيوعي إلى مستنقعهم الذي أزكم أنوف الجماهير فلفظتهم، ثم لفظتهم عصابة اللجنة الأمنية بعد أن استنفدوا الغرض من إصطحابهم في تشكيلة شراكة الدم، لكنهم ويا "لقوة العين" لازالت لديهم القدرة على البقاء والظهور دون حياء. وكان الأجدر بهم أن يختفوا إلى الأبد. فبعد لفظ العصابة الأمنية لهم وإلغائهم في الشارع فإن أي قدر ولو كان قليلاً قليلاً من الكرامة كان كافياً لإختفائهم إلى الأبد. لكن تأكد أن هنالك نوع من الإرتزاق لا يعرف حدود الكرامة ولو معرفة قليلة جداً. قد أرعبت دعوة الحزب الشيوعي العصابة الدولية وكأنها تمثل إرث تلك الدعوة الراسخة بأن شبح الشيوعية الذي إنتاب العالم يوماً قد أطل من جديد. هو نفس الرعب، فالإختلاف فقط في فرق الزمان والمكان والمرحلة. العصابة الدولية تعلم تماما أن جماهير بهذه الدرجة من الصمود الواعي لا ينقصها إلا تنظيم نضالها تحت مركز قيادة موحد. فالحزب الشيوعي لم يدع لتشكيل هذا المركز طيلة سنين الإنتفاضة التي تزيد عن الثلاثة سنوات. نعم دعى لوحدة القوى الثورية لكن الدعوة لتشكيل القيادة المركزية تعني للعصابة الدولية أنه توقيت يتزامن مع تطور قدرة الجماهبر لتنفيذ المهمة. وهذا المجلس العسكري الذي صنع خصيصا لقمع الجماهبر ووفق مخططات العصابة الدولية بعد أن فشلت كل ألاعيبها، من المؤكد أن للحزب الشيوعي نصيب مقدر من الإستهداف داخل خطة تكوينه. فلتعد الجماهير وحزبها الشيوعي العدة. وقراءة المخططات لإستنتاج الأدوات المتوقعة، هو المهمة المقدمة الآن لحماية الإنتفاضة، وحماية شبابها البواسل. أهم ما يجب أن يوضع في الحسبان هو أنها ستكون معركة كسر العظم. فقد استنفذت كل أدوات الحلول الوسط وقد تمددت طبيعة الحلول الوسط لتشمل القمع والقتل الجماعي المستمر. ولنا أن نقدر كيف ستكون المعركة الفاصلة. لذلك فالخطوة التي تفرض نفسها الآن هي الإسراع في تشكيل مركز القيادة الموحد، حتى وإن كان ذلك تحت وابل من رصاص. ليس هنالك أي شك في أن إعلان البرهان هو إنقلاب عسكري كامل. لن تنخدع الجماهير بهذه المسرحية سيئة الإخراج. ولا يعني حل مجلس السيادة سوى تمكين قبضة عصابة اللجنة الأمنية. المجلس الذي أعلن عنه البرهان هو مجلس للقمع الخالص. وبنظرة سريعة لمهام المجلس فهي مهام قمعية صرفة. فهو سيكون " مسئولاً عن مهام الأمن والدفاع" وذلك يعني أنه سيكون متفرغا لهذه المهام. وقد أتت هذه الخطوة بعد أن استرد الإخوان مواقع إتخاذ القرار القليلة التي فقدوها منذ نجاح الإنتفاضة. ذلك النجاح الذي انتكس ليس بمواجهة الجماهير الجسورة ولكن بتآمر مرتزقة المراحل جميعها، فقط تختلف الأشكال والتلاوين الذين انتكسوا بالإنتفاضة فوق نهر من دماء شبابها الجسور. وأرجو أن تكون العصابة الدولية وأذيالها المحلية قد تأكدوا أن حائطهم الذي إستندوا عليه في تآمرهم ضد جماهير شعب السودان قد كان آيلاً للسقوط وقد سقط. قد عاد الإخوان الآن إلى مواقع سلطتهم السياسية، تحت رعاية مجلس قمعي متفرغ. هذا هو التغيير الذي حدث. وهذا هو الواقع السياسي الجديد/القديم. 3 الإعلان لم يطبخ بليل، بل بعد دراسة أعدتها مراكز اللصوصية الدولية وفيه حسابات كل أشكال المقاومة المتوقعة. سيكون مجلسهم القمعي مستعداً لكل الإحتمالات. فمراكز اللصوصية الدولية ستكون في حالة إستعداد لرسم المخططات وتعديلها متى لزم الأمر. وستكون دول الذيلية في المنطقة جاهزة للتمويل، كما ستكون مصانع القتل الصهيوني جاهزة بكل ما هو محرم من الأسلحة. هذه هي حقيقة الواقع الآن والذي يجب أن يستصحب عند رسم تاكتيكات المقاومة. هذا هو الواقع الذي لا يحتاج لإعمال عميق الفكر فهو ماثل وواضح ومباشر. لا شك أن مرحلة المؤامرات والأدوار الخفية قد تجاوزتها الجماهير. وهي لم تكن خفية إذ لم يلبس عملاء الرخص السياسي طاقية الإخفاء وهم "يساسقون طالعين نازلين من إمارات الذيلية" يقبضون وينفذون دون مزعة من حياء. فهل ستكون لهم الجرأة للحديث عن توسيع جبهة المقاومة لتضمهم بخيرهم وشرهم؟ ليس ذلك بمستبعد. إنها الآن المعركة الفاصلة، والتحية للحزب الشيوعي الذي بادر بإعلانها، ولوعاد الأرزقية لترديد زعمهمم أن الحزب الشيوعي هو الذي يجلب المواجهة فإنهم يصدقون الآن. لكنهم فقط يحتاجون للتصحيح فإن المواجهة قد أزف وقتها، وما دعى له الحزب الشيوعي هو الإستعداد المنظم، بعد قراءة موفقة لقدرات الجماهير الذاتية. إن مبدأ الإرتكاز على الواقع لرسم التاكتيكات، وهو من أساسيات النضال المجربة، فوق الإثبات النظري، ولو لم يصدق قبلاً فإن صحته تتأكد الآن. فعلى وقع أصوات الرصاص، والأوامر العسكرية، والقمع الوحشي، لتتواصل خطوات تشكيل المركز الموحد. عاش نضال الشعب السوداني. وعاش نضال الشباب الذي أرعب العصابة الدولية وأعيى حيلها.