ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد طه؟ منقول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-01-2024, 04:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-27-2022, 03:17 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد ط� (Re: Yasir Elsharif)

    الإجابة على السؤال!

    الفرضية الرئيسة في اطروحة الاستاذ محمود لتطوير التشريع، هي أن شمس الشريعة الاسلامية كما عرفت وطبقت في القرن السابع، قد أفلت وذهب نورها. فخطابها أصبح الآن خارج سياق التاريخ، وقامتها أقصر من قامة العصر، ودون حاجة المجتمع الانساني الحاضر. وبالتالي فإن أي محاولة لفرضها على واقع المسلمين اليوم، إنما هي بمثابة فتنة؛ ستكون نتائجها خصماً على الاسلام وصورته في العالم، ووبالاً على المسلمين أنفسهم، في نهاية المطاف. حذر الأستاذ محمود كثيرا من خطورة السير في هذا الاتجاه. فكتب، أوائل الخمسينات من القرن الماضي قائلا:

    "الخوض في أصل الدين سير في الوادي المقدس، تخلع فيه النعلان، وتواصل فيه التلبية، ويستشعر عنده الخشوع .. فإذا دخله الذين لا يرجون له وقاراً، فانتظر بوائق الشرور، وجوائح الفتن".

    لكن الناس لم يسمعوا للأستاذ محمود، وانصرف معظهم عن دعوته، فكان أن وقع ما حذر منه، وأوتي الإسلام من قبل دعاته وأنبيائه الكذبة بأكثر من أعدائه، حين قدمت جماعات تنتسب للإسلام، أسوأ نماذج التدين، وأشدها تخلفا. فجَّرت الويلات على المسلمين، وأحالت نهارهم ليلا. لقد دفع العالم والمسلمين، والإسلام، ثمنا باهظا من الأرواح، والموارد جراء ممارسات هذه الجماعات، وفهمها القاصر والمشوه للدين. وهذا عين ما أشار إليه الاستاذ محمود قبل أكثر من ستين عاما، حين كتب:
    ".. ثم يجب أن نعرف جيدا أن الإسلام بقدر ما هو قوة خلاقة خيرة إذا ما انبعث من معينه الصافي، واتصل بالعقول الحرة وأشعل فيها ثورته وانطلاقه، بقدر ما هو قوة هدامة اذا ما انبعث من كدورة النفوس الغثة، وأثار فيها سخائم التعصب والهوس..". يكفي هنا ان استعرض بضع نماذج من هذه التجارب القاصرة لتوضيح ما ذهب إليه الاستاذ محمود في تحذيراته المتكررة، إن وصلت هذه الجماعات إلى السلطة.

    تجربة طالبان/القاعدة:
    لم يحتاج الأفغان لطويل وقت، ليدركوا بعد طردهم للجيش الأحمر السوفيتي من بلادهم، أواخر القرن الماضي، أنهم إنما استبدلوا رمضاء الشيوعيين بجحيم طالبان، في نسختها الأولى، عندما سيطرت على مقاليد الحكم في البلاد بالقوة، وأعلنت عن قيام دولة دينية لم ير منها الشعب الأفغاني سوى السيف، والسوط. أخذت طالبان الناس بالشبهات، وأعدمت خصومها في الساحات العامة، واذاقت حواء أفغانستان الأمرين، من قهر، وتشهير، وجلد، ورجم على الملأ. وفي نهاية المطاف، دفع أكثر من ١٥٧ ألف شخص ارواحهم ثمنا لهذه الفتنة العظيمة، بينهم ٤٣ ألفاً من المدنيين، غالبيتهم من الافغان، حسب ما ورد في آخر إحصاءات الأمم المتحدة. هذا وتجسد حادثة الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م، وهي عندي من الكبائر، المدى الذي يمكن أن تذهب إليه هذه الجماعات من شرور. حيث اختطفت مجموعة تتبع لتنظيم القاعدة بعض الطائرات المدنية، وهاجمت بها عدداً من الأهداف في الولايات المتحدة الامريكية، كان من بينها مبنى التجارة العالمي بمدينة نيويورك. دمرالمبنى بالكامل في الهجوم، وتحول إلى كومة أنقاض في ساعة زمن.. عملية ارهابية ليس لها نظير في التاريخ الانساني، لا في حجمها ولا بشاعتها. قتل فيها حوالي الثلاثة الف شخص، بينهم مسلمون.


    تجربة داعش:
    ثم أنبت الشرق الإسلامي شيطاناً آخر.. داعش.. دراكولا العصر (Dracula).. وحش يقتات على الدماء والشقاء والخراب، في نسخة تدين شديدة التشدد والتخلف. استغل التنظيم الفراغ السياسي الذي حدث في العراق عقب سقوط نظام صدام حسين، وفوضي الحرب الأهلية في سوريا، وقضم في سرعة مذهلة، أراضي واسعة من العراق، وسوريا، وأعلن عليها دولة الخلافة الإسلامية الراشدة، والتي في سبيلها، قتل وأسر الآلاف من أبناء الجيش العراقي، ممن شاء لهم حظهم العاثر، أن كانوا في خط الدفاع الأول ضد الزحف المقدس. كما هُجَّر مئات الآلاف من سكان المنطقة التي استولى عليها التنظيم. كل هذا لا يقارن بما حدث لليزيديين it pales in comparison. حيث خُيَّر أسرى الرجال من الطائفة بين الدخول في الإسلام أو القتل. فرفض معظمهم الخيار الأول. فقتلت داعش منهم ستة ألف نفس، واتخذت نساء وفتيات من قتلتهم، سبايا ورقيقاً، ليتمتع بهن مجاهدوها جسدياً، كيفما اتفق وبأي طريقة شاؤوا.

    لقد كانت تبعات نسخة الاسلام التي جاءت بها داعش، شديدة الوطء على العالم عامة، وعلى أهل العراق وسوريا بخاصة. وفي نهاية الامر، دفع معظم من شارك في هذه الفتنة العمياء حياتهم ثمناً لهذا المشروع الخاسر. فقتل ما يقارب السبعين ألف شخص من أعضاء التنظيم أنفسهم حسب تقديرات وزارة الدفاع الامريكية. وكان الاسلام، وصورته بين العالمين، أكبر الخاسرين فيها. وسيحتاج المسلمون، بلا ريب، لوقت طويل لتدارك ما فعلته داعش بدينهم، كما سيحتاج العالم لوقت أطول لنسيان فظائعها.

    تجارب الأخوان المسلمون:
    لا أعرف تنظيما رزء به الاسلام، وكان خصما عليه في كل ممارساته، مثل تنظيم الأخوان المسلمين. إنك قد تجد العذر لطالبان والقاعدة وداعش في صدق توجهها، وحماسها وحبها لدينها، رغم خطل دعوتها ومفارقتها لروح العصر والاسلام. لكن أمر جماعة الأخوان المسلمين عجب.. فهي تنظيم مخاتل، مخادع، زئبقي، يلبس لكل حالة لبوسها، يتدثر بثوب الدين، والدين منه براء .. مظهره دين، ومخبره غير ذلك تماما. أكبر همه استغلال الدين وتوظيفه لخدمة أغراضه الدنيوية. ولعل أوضح دليل على مفارقة هذه الجماعة للاسلام، هي تجربة وصولها للسلطة في السودان، وسيطرتها على مقاليد الحكم بالوسائل العسكرية والاستئثار به ثلاثون عاما حسوما، كانت بكل مقياس وبالا على البلاد والعباد. وأول مفارقاتها للدين كانت تلك الكذبة البلقاء التي افتتحت بها عهدها في الحكم في السودان. أراد التنظيم بذلك إخفاء هوية السلطة الجديدة، خوفا من أن ينكشف أمرهم أمام الشعب وأمام العالم. فرأى مرشد التنظيم وكبار قادته ان يذهبوا الى السجن طواعية إمعانا في التمويه على حقيقة الانقلاب.. لخص ذلك، عراب التنظيم، الراحل دكتور الترابي، في عبارته الشهيرة التي سارت بها الركبان، مخاطبا عمر البشير، رأس النظام وقتها، قائلا "أذهب أنت للقصر رئيسا، وسأذهب أنا للسجن حبيسا".

    ومهما يكن من أمر، فقد كانت كلفة فاتورة حكم الاخوان المسلمين للسودان باهظة الثمن، ووقعها شديدا، وثقيلا على البلاد . فمن أجل تمكين أعضاء التنظيم في مفاصل الدولة، فقد مئات الآلاف من السودانيين وظائفهم، وسبل كسب عيشهم. لم يصدق الأخوان المسلمون أنفسهم وقد آلت إليهم سلطة الأمر والنهي، فعاثوا في الأرض فسادا وضيقوا على العباد واسعا بالاعتقال والتعذيب والاغتيال. حولوا طبيعة الحرب في جنوب السودان من حرب مطلبية الى حرب دينية، أعلنوا فيها الجهاد على أبناء وطنهم فأشبعوهم ظلما وتقتيلا، لتنتهي فتنتهم بكارثة تقسيم البلاد.. وما كادت فتنة الجنوب تنتهي، حتى ايقظوا فتنة أخرى في دارفور، لا تزال نيرانها تتقد. راح فيها، حسب تقديرات الامم المتحدة، أكثر من ثلاثمائة ألف قتيل، وهُجِّر مليونا شخص من ديارهم. فهم إلى الآن إما لاجئين داخل وطنهم أو في الدول المجاورة. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فقد تراجعت على عهدهم، جميع صور الحياة في ارض السودان، أقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وعلميا، ودخلت البلاد في عهدٍ ظلام، ولحقت بها النذارة التي أطلقها الاستاذ محمود نهاية خمسينات القرن الماضي حين قال، ".. فإذا ما قدر لدعاة الإسلام الذين أعرفهم جيدا، أن يطبقوا الدستور الاسلامى الذى يعرفونه هم، ويظنونه إسلاميا، لرجعوا بهذه البلاد خطوات عديدات إلى الوراء، ولأفقدوها حتى هذا التقدم البسيط، الذي حصلت عليه في عهود الاستعمار، ولبدا الإسلام على يديهم، كأنه حدود، وعقوبات، على نحو ما هو مطبق فى بعض البلاد الاسلامية ، ولكانوا بذلك نكبة على هذه البلاد، وعلى الدعوة الاسلامية أيضا". هذا ما كان من تجربة حكمهم البائسة للسودان، وليس في تجاربهم خارجه، تحديدا في مصر وتونس والاردن والمغرب، ما يشفع لهم بأن يمنحوا فرصة أخرى في الحكم.

    وبعد

    المشروع الفكري الذي يطرحه الاستاذ محمود، ونافح في سبيله طوال حياته، هو مشروع قوامه أصول القرآن. وفي أصول القرآن فإن الجهاد ليس أصلا في الاسلام. فهو تشريع مرحلي أملته طبيعة المجتمع يومئذ، ومستوى تطوره. فالأصل في الدعوة للدين، الإسماح. ولأجل هذا يجب أن يخرج العنف بجميع صوره من معادلة التغيير. بشرنا بذلك الاستاذ محمود عندما قال، "الإسلام عايد عما قريب بعون الله وبتوفيقه.. هو عايد، لأن القرآن لا يزال بكرا، لم يفض الأوائل من أختامه غير ختم الغلاف.. وهو عايد، لأن البشرية قد تهيأت له، بالحاجة إليه وبالطاقة به.. وهو سيعود نورا بلا نار، لأن ناره، بفضل الله ثم بفضل الاستعداد البشري المعاصر، قد أصبحت كنار إبراهيم بردا وسلاما.. إن العصر الذي نعيش فيه اليوم عصر مائي، وقد خلفنا وراءنا العصر الناري.. هو عصر مائي، لأنه عصر العلم.. العلم المادي المسيطر اليوم والعلم الديني - العلم بالله - الذي سيتوج ويوجه العلم المادي الحاضر غدا.. وفي عصر العلم تصان الحرية وتحقن الدماء وتنصب موازين القيم الصحائح." وفي سبيل هذه الغاية الشريفة دعا الاستاذ محمود إلى تحرير الإنسان على هدى دستور رأس سنامه كلمة التوحيد، "لا إله إلا الله"، وتشريعات إجتماعية تستلهم أحسن التراث البشري في الاقتصاد والسياسة والاجتماع. هذه هي الرسالة الثانية من الاسلام، التي أخرج مكنونها لنا الاستاذ محمود، والتي من المنتظر أن تجئ على هداها دولة الاسلام الموعودة؛ دولة العز، وكنز الفرح.

    إن كعب أخيل الدعوات التي تسعى الى تطبيق الاسلام اليوم، هو ظنها أن الاسلام وكما انتشر بالسيف، فإنه سيعود بالسيف، فولغت في الدماء، وجلبت الويل والثبور وعظائم الامور على المسلمين وعلى غيرهم، وشوهت الاسلام في نظر الاذكياء في العالم ونفرت عنه. ولو قد سمع المسلمون للاستاذ محمود، لدعوته لمَّا دعاهم، لكان في ذلك السلامة .. كل السلامة لهم والآخرين، ولما ازهقت كل هذه الارواح، واريقت كل هذه الدماء. . أن التجارب المريعة، والدامية والمكلفة، التي صاحبت محاولات تطبيق الشريعة على المجتماعات الاسلامية الحاضرة، كان يمكن تجنبها لو وجدت رؤى وأطروحات الاستاذ محمود حظها في التطبيق. لقد أكدت هذه المحاولات القاصرة، أن الاسلام لن ينتصر في النفوس، ولا في الأرض على يد جماعات الاسلام السياسي، وطالبان، والقاعدة، وداعش، والوهابية في السعودية، والشيعة في إيران. ذلك، لأن العالم لم ير في تجارب هذه الجماعات سوى الدماء والدموع. وليس في ذلك ما يغري الآخرين بقبول الاسلام..






                  

العنوان الكاتب Date
ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد طه؟ منقول عبدالله عثمان05-27-22, 10:48 AM
  Re: ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد ط� عبدالله عثمان05-27-22, 11:50 AM
    Re: ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد ط� عبدالله عثمان05-27-22, 12:19 PM
      Re: ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد ط� Yasir Elsharif05-27-22, 02:02 PM
        Re: ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد ط� منتصر صلاح05-27-22, 02:32 PM
          Re: ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد ط� Yasir Elsharif05-27-22, 03:12 PM
            Re: ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد ط� Yasir Elsharif05-27-22, 03:17 PM
              Re: ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد ط� عبدالله عثمان05-28-22, 08:15 AM
                Re: ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد ط� عبدالله عثمان05-28-22, 08:16 AM
                  Re: ماذا لو سمع المسلمون الأستاذ محمود محمد ط� Abureesh05-28-22, 08:26 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de