البرهان ... أكرب قاشك ...

Quote: الحزب الشيوعي لعب بالعسكر و الانقلابيين سياسة بصورة غير متوقعة , لا يدرك خطورتها الا الانقلابيين و بعض الأحزاب حاليا , و الشيوعي استدرج العسكر و الانقلابيين للحتة اللي هو عاوزها , في ضربة واحدة ... ليه و كيف ؟... خليني اشرح ليك في مهل ... 1- لو كنت بتفكر بطريقة السياسيين السودانيين المستمرة من زمن بعيد , فبالتأكيد حيصعب عليك فهم الطريقة اللعبوا بيها الشيوعيين ديل لعبتهم على الجميع .. مافي زول بنكر و لا الشيوعيين انفسهم انه عددهم قليل , لكنهم مواقفهم واضحة ومُعلنة من القضية الراهنة , وهي اسقاط الحكم العسكري , و انتهاج خط الثورة الجذرية البتنادي بإسقاط الحكم العسكري و عدم التبعية الاقتصادية و السياسية , السيادية , و دا السبب الخلاهم ينفضوا يدهم من شركاءهم في قوى الحرية من بدري , وكانت حجتهم انه قوى الحرية متماهية مع الهبوط الناعم , و العسكر ما عنده أمان و ...الخ . و فعلا انقلب العسكر و اتحالف مع الحركات المسلحة الكانت صاحبة هبوط ناعم اكتر , وباعت قضية النضال و الهامش . و في مواجهة انقلاب عسكري بقمع في الثوار و الاحزاب و المكونات السياسية , كان في بال الحزب حاجة واحدة ( إنه ما يتوحد تاني داخل أي جبهة ممكن تنادي بالهبوط الناعم) ودا بعني انه حيكون مركز هجوم من قبل شركاؤه السابقين و من العسكر و الجنجويد و الأرادلة و الكيزان والجميع , يبقى لازم لحزب وحيد زي دا يفتش عن شركاء . و الحقيقة الشيوعي استغل تكاسل بقية احزاب الحرية و التغيير و الحركات والعسكر عن عقد سلام مع الحلو و عبد الواحد قبل الانقلاب , فأصبحت المعادلة الأن هي انقلابيين و غير انقلابيين , و أحزاب (من المحتمل ) توافق على تسوية سياسية (وفقا لإعتقادي ) .... الشيوعي البتشبه مطالباته مطالبات الشارع , عارف انه اتهام الجميع ليهو بالسيطرة على لجان المقاومة (ودا ما حاصل طبعا) هو شيء حيؤدي لإفشال الحراك و بتيح قمعه أكتر , فيبقى الخطوة الصحيحة الوحيدة هي اقامة تحالف قوي مع جهات قوية و لا غبار على مواقفها السياسية من الثورة الجذرية , و بناء السودان الجديد حسب تصوراتهم ... 2- غباء العسكر منبعه انه دائما تصرفاتهم مبنية على أساس انهم من يملكون السلاح , و عندهم الريموت البعيد تشغيل اللعبة كلما سارت الامور على عكس رغبتهم , ودا بخلي جانب التفكير السياسي عندهم ضعيف , و بطغى على الحركة السياسية لدرجة انه يجعل الاحزاب كلها منساقة خلف ما يقرره العسكر , رغما عن الاعتقال و التضييق و الاتهامات البواجهوها منه , ودا بعني انه مافي زول بفكر خارج الصندوق (عسكر على أحزاب ) عشان يطلع من الدائرة بتاعة الفشل السياسي دي .... الشيوعيين فكروا ليه نحن ما ندخل في تحالف قوي و نغير اللعبة ؟ فوجدوا غايتهم في مستر نو عبد الواحد محمد نور و عبد العزيز الحلو , كشخصين ظلا ثابتان على مواقفها طوال فترة الثورة , و يملكان السلاح و الدعم اللوجستي الكافي لإنهم يكونوا جبهة قوية لها مكتسباتها على الأرض , فالحلو المسيطر على كاودا , عجز النظام السابق بكل آلته العسكرية على دخولها جعلها اشبه بفاتيكان داخل السودان , و دليل على فشل الحلول العسكرية و الحوارات السياسية الجوفاء في الدخول اليها. ولا اظن ان الشيوعي كان ليتلقى هدية افضل من هذا الانقلاب الذي يمتاز بغباء يحسد عليه , و لا بعض القوى السياسية التي لا تفهم سوى ان الحلول في يد العسكر اصحاب السلاح ... هذه معادلة اعتقد ان من فهمها هم الشيوعيون انفسهم , فكونوا تحالفا جديد قويا متماسكا مع الحلو و عبد الواحد و حققوا الاهداف التالية قبل التوقيع على تحالفهم : أ- اصبح الحزب الشيوعي حزبا له قوة سياسية و عسكرية , وهذا ما تفتقده كل احزاب قوى الحرية و التغيير و الحركات المسلحة و العسكر انفسهم , مما يعني أنه سيكون له نصيب كبير من كل شيء , ويمكنه فرض شروطه على العسكر الذين ينطبق عليهم المثل "رفضوها ممحلة و كاسوها ناشفة" وخليك عارف انه العسكر ما بخضعوا الا لمن يملك سلاح. ب- التحالف سيؤدي لتعادل موازيين القوة و التي لا يفهم العسكر سواها بين الشيوعي و بقية المكونات , ما عدا لجان المقاومة التي لا يملك الشيوعي اي مشكلة معها ولا مع مطالباتها , بل يكاد ان تتطابق رؤيته معها, وهذا يعني اكتساب اللجان لقوة جديدة و مساحة اكبر للمناورة و فرض الشروط وطرح ميثاقها على الأرض و التفاف الناس حولها , كونها صاحبة الثورة و التضحيات والحق الاكبر . ج- عَزَلَ الشيوعي كل من ينادي بالهبوط الناعم و جعلوه منبوذا و وحيدا لأنه العسكر حيصرفوا النظر و لا على كيفهم من الدخول في اي مفاوضات ما حتهدئ ليهم الصداع الناتج عن التحالف الثلاثي دا . د- سحب التحالف كل الشرعية من يد مناوي و جبريل و الأرادلة و الحركات المسلحة التي تتاجر بإنسان دارفور بعد فشلها الذريع و مشاركتها في الانقلاب , و فرض عليها الحرمان من أي تعاطف محلي او اقليمي او دولي من الغرب . هـ- التحالف السياسي يعني ان يتمدد مشروعا حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد و الحركة الشعبية شمال جناح الحلو إلى كل بقاع السودان عبر انشطة الحزب الشيوعي و الاجسام التي ستنضم لاحقا لهذا التحالف , و لا اخفي عليكم بأنني اتوقع انضمام مكونات الشرق و الوسط و الشمال لهذا التحالف , فالعسكر و الجنجويد استغلوا الناظر ترك لتمرير مخططاتهم في اسقاط الحكومة الانتقالية و محاولة الاستيلاء على الموانئ , و في المقابل حصلوا على تهديدات بإعتقال 250000 منهم او اسالة دمائهم للبحر , و فُرض عليهم مسار الشرق الجائر , و المدفوع الثمن كما اعترف مناوي., و لبقية المكونات اسبابها المنطقية كذلك . و- التحالف ح يقتلع سيطرة النخب السياسية على القرار السياسي في المركز , و يحولها لأهل الاطراف و الهامش , و دا بعني انه كل من يشعر او شعر بالتهميش و الظلم من المركز , حيلقى ضالته في هذا التحالف. ز- كل الترتيبات الأمنية و تقاسم الثروة المزمع و التهديد بالانتخابات حيتوقف .. و حيتعرض العسكر للضغط من الكيزان و الاسلاميين من الحركات بصورة ستؤدي دون أدنى شك لصراع او قطيعة بين الجيش و الجنجويد , (لا اتحدث على مستوى البرهان و دقلو) . ح- الجنجويد الذين يعتمدون بشكل اساسي على الادارات الأهلية كانت مساهمتهم في مجازر كرينك و غرب دارفور هي القشة التي قصمت ظهر البعير , و أظهرت مدى خطورتهم على استقرار دارفور , مما يعني ان تحول القوى بعيدا عن الحركات الداجنة التي تمكن منها حميدتي , فالجنجويد أمامهم طريق مظلم يقف على رأسه الكيزان و العسكر و الحركات و الشعب و القانون , و كل من تضرر منهم , وهي مسألة لم يحتسب لها امراء الغفلة هؤلاء . ط- سيتشكل جسم جديد بهوية و مطالب واضحة و موقف موحد يبدأ بإسقاط الانقلاب , و ينتهي بإقامة مشروع دولة السودان الجديد التي تحرص على وحدة اراضي السودان و سيادته , و هذا كله موجود في ميثاق لجان المقاومة لمن اطلع عليه. - اعتقال العسكر المتكرر لقادة الشيوعي و التضييق عليهم , هو امر يسعى له الشيوعي منذ البداية , فهو يضعه على قمة الاحداث و تحت الضوء , ويلفت النظر لما يقوم و ينادي به , وهي دعاية مجانية يقدمها له العسكر البلهاء ... المؤكد ان الطوفان قادم , و لو التزم الحزب الشيوعي بمساره , و تحلى ببعض المرونة و لم ينكفئ على نفسه, وسار بموازة الشارع , فيمكنني القول بالفم المليان ان قواعد اللعبة قد تغيرت للابد ,وحان الوقت لبقية الأحزاب ان تفرد عضلاتها على العسكر و الجنجويد و من شايعهم من الانقلابيين ... وبرافو لكل من يلعب السياسة على أصولها... مجاهد بشري..