02:44 PM May, 21 2022 سودانيز اون لاين Osman Musa- مكتبتى رابط مختصر
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); لاحول ولاقوة الا بالله
بعد الأمسية الشعرية التى أحياها مظفر النواب فى جامعة جورجتاون فى 19 أيار1996 . كان مظفر النواب يقف خارج القاعة يتلقى التهانى من الجمهور. وقبل أن اقترب منه لأفاتحه بامكانية اجراء حوار معه طلب منى أحد اللاجئين العراقيين الذين قدموا من معسكر رفحة فى السعودية،من الذين يعيشون فى واشنطن، أن أسال اذا ما كان يمانع فى أن يلتقط صورة معه وسألته تلقائيآ لماذا لا يسأل النواب مباشرة، فارتسمت على وجهه ابتسامة وقال : لا أعرف ! أرجوك . وتذكرت كيف شعرت أنا نفسى بالرهبة أول مرة التقيت فيها بمظفر قبل عام فى بوسطن. بعد ن التقطت لهما الصورة ، شكرنى اللاجىء وقال : أنت تعرف كم نحبه ! عندما حدثت مظفر عن المجلة وعن رغبتى فى أن أجرى حوارآ معه ، قال بعراقية صميمة : أى ، ليش لا. واتفقنا على أن يكون الحوار يوم 22 ايار 1996 فى ضواحى واشنطن، حيث كان النواب يحل ضيفآ. __________ فى طريقى الى الحوار، قلبت الأسئلة التى سهرت أفكر بها وغمرنى الشعور الذى يكتسحنى حين أكون فى طريقى الى موعد عشق . هذا هو التفسير الوحيد . كلام كثير وأسئلة كثيرة وشعور بالرهبة. أحسست أنى أحمل معى حب الكثيرين ممن كان يجمعنى حب مظفر بهم . تذكرت كيف كنا نتبادل شرائط أشعاره بالسر فى كلية الأداب بجامعة بغداد . كيف كنا نجتمع فى بيت أحد الأصدقاء لنستمع سوية الى وتريات ليلية. كنا نتسكع فى شوارع بغداد ليلآ ونحن نردد مقاطع حفظناها عن دون قصد ، ولكن عن حب . تذكرت واحدة من الجلسات الشعرية لمهرجان المربد عام 1989 كانت الفنانةنضال الأشقر تلقى كولاجا شعريآ جمعت فيه عدة نصوص من شعراء كثيرين . وحين ألقت مقطعآ من احدى قصايد مظفر ، وشعره، طبعآ ، ممنوع فى العراق ، تهشم الصمت السائد وخذ الجميع يهمس ويهمهم : مظفر . تذكرت صديقى البصرى احسان ، الذى كان دائمآ يردد مع مظفر : أين البصرة؟ بوصلتى تزعم عدة بصرات. وكيف أننى عشقت البصرة من شعر النواب ولم أرها قط وكيف أردد كل يوم بصوت عال فى تلك الساعة حين تكون الأشياء بكاءا مطلق. تذكر كيف أن جريدة الثورة ، الناطقة بلسان حزب البعث ، قامت بنشر قصيدة الأساطيل قبل أسابيع من حرب الخليج مرفقة بصورة للنواب. وكانت هذه أول، وربما آخر مرة ، تنشر فيها جرائد النظام نصآ مظفر وصورة له وأول مرة نتعرف فيها على تقاطيع وجهه ونربطها بصوته.حين قابلت مظفر فى بوسطن قبل سنة فوجئت بأن الشاعر الذى يتفجر غضبآفى قصائده ، هادىء هدوء الطفل ويقطر رقة حين يتكلم.
ماأغرب هذا العصر ؟ المرة الوحيدة التى يتسنى لى فيها أن أستمع الى مظفر يلقى شعره ، أو أن أحظى بفرصه لكى أجرى حوارا معه ،ليست فى بغداد أو البصرة ، بل فى واشنطن ، على بعد نصف ساعة من البنتاغون!
وبالرغم من متاعبهة الصحية ، كان مظفر كريمآ معى بوقته ودار الحوار ونحن نتناول الباكلة ونشرب الشاى فى فطور عراقى ! استرسل مجيبآ على بعض الأسئلة ولم يعجبه واحد أو أكثر فاعتزر عن الاجابة . كان لقاء عشق، مر الوقت بسرعة تبادلنا الأحاديث والطرف قبل أن أودعه وبى عطش وأسئلة أخرى كثيرة
____________________ نواصل الحوار الطويل ....
_______________________
.Osman Musa04M
(عدل بواسطة Osman Musa on 05-21-2022, 03:50 PM) (عدل بواسطة Osman Musa on 05-21-2022, 03:54 PM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة