/حصارُ أوكرانيا وحصانُ طروادةَ/

سقوط النظام العالمي(5)
بين بوتين وهتلر ومصير العالم
هل تهديد بوتين بالسلاح النووي تهديد جدي أم مجرد تخويف؟
ماهي السيناريوهات المحتملة للحل او للكارثة؟
منذ أن توصلت القوتان الأعظم لامتلاك السلاح النووي نهاية الحرب
العالمية الثانية،خرجت وظيفة هذا السلاح من كونه سلاحا يستخدم فعلاً
في الحرب، إلى وظيفة هي منعوقوع الحرب بالردع المتبادل والخوف المتبادل
على النفس وعلى العالم. لقد كان آخر استخدام فعلي للسلاح النووي في الحرب
عام 1945 ضد اليابان حين كان مملوكا لأميركا وحدها، ثم صار فقط رادعا مانعا
لوقوع الحرب بمجرد امتلاك السوفييت له. ولم يتجرأ بعد ذلك، أي قائد يمتلك هذا
السلاح بالتهديد به ولو بالتلميح. حتى حين حدثت أزمة خليج الخنازير،حين نصب
الاتحاد السوفييتي صواريخا في كوبا على مرمى من اميركا في الستينيات، لم
يصرح اي من الرئيسين خروتشوف أو كندي أنه سيستخدم السلاح النووي،
ولكن الجميع فهم أن أي انفجار للحرب بين الدولتين يعني استخدام النووي
وتهديد الحياةعلى الكوكب، وقد تم تبريد الأزمة سلميا بسحب السوفييات
للصواريخ من كوباوسحب اميركا لأسلحة ثقيلة من تركيا على
حدود الاتحاد السوفييتي. ومنذ ذلك الوقت لم يتعرض
العالم لخطر دمار شامل الا هذه الأيام.
+تهديد بوتين بالسلاح النووي تهديد جدي بالفعل وقد
يستخدمه حقا،وأهم الشواهد على ذلك تصريحيه التاليين:
1. وجود أوكرانيا تحت هذه الحكومة سوف يجعلها تتآمر وتعمل
مع الخارج لتفكيك روسيا لدويلات (اسلامية طبعا) وسوف تتمكن
أوكرانيا في وقت وجيز من متلاك قدارات عسكرية قادرة
على تدمير روسيا (وهذا صحيح)
2. لا معنى لوجود العالم كله دون وجود روسيا كدولة كبرى.
هذا كلام في غاية الجدية، صحيح أن بوتين كذاب ويزور الواقع
ويتحدث عن إبادات حدثت للقوميات الروسية وهجمات ارهابية تدبرها
أوكرانيا ومن ورائها الغرب وكلها معلومات غير موثقة من أي جهة، ولكن
هو يستند على هذه الحيثيات بقوة ويصدقها. إضافة إلى صفاته الشخصية فهو
مهووس بالسيطرة على أوروبا، ومجنون يعاني البارانويا بأنه وشعبه مستهدفين،
لقد كانت إهانة كبيرة له حين طلب من الرئيس كلنتون عام 2000 ان تنضم روسيا
للناتو وأن يتم تغيير عقيدة و استراتيجية الناتو نحو تحديات جديدة، كالإرهاب وتوسع
الصين، ولكن كلنتون رفض مقترحه ما يعني ان روسيا في رأي كلنتون كانت
وستظل العدو الرئيسي للناتو. ولغرابة الصدف، في سبتمبر 2001، أصبح
العدو الأول لأميركا والناتو هو الإرهاب العالمي، ثم صارت الصين
هي المنافس التجاري الرئيسي لأميركا حتى اليوم.
+ الآن تتوالى العقوبات على بوتين وتتفاقم الضغوطات عليه ويسعى
الغرب لحصره في زاوية، فما هي النتيجة؟ فبحسب تصريحات بوتين
وقراءة شخصيته بعناده الشخصي وغضبه، وجنونه، فسوف يدفع العالم
لخيارات صفرية، ويضع الجميع على حافة الهاوية: إما هدفي أو أهداف
الغرب. هذا يعني أن استخدام النووي وارد جدا، ولكنه لن يكون مفاجئا،
بل ستتم توظيفه بطريقة متدرجة، فبوتين رغم أنه وضع خيار شمسون
على الطاولة، الا أنه سيراهن على خوف الآخرين وأخلاقهم. لكن، يجب
الانتباه إلى أن بوتين لن يبدأ بضرب العواصم والمدن الكبرى، ربما
يضرب رأس نووي في البحر المتوسط أو بحر الشمال أو المحيط
الأطلسي كإنذار، لتكون الخطوة التالية هي ضرب العواصم
والمدن.ماهي السيناريوهات المتوقعة؟ الحلقة(6)
………….