المحاولة الانقلابيّة فشلت، كما هو محتّم، والناس ديل أقدموا على الانتحار؛ فخلّونا نمشي لقدّام، ونناقش الخطوات العمليّة لترجمة الانقلاب الفاشل دا لواقع سياسي جديد، خالي من البرهان والكيزان والحثالة المعاهم؛ نبدا بقراءة استراتيجيّة للمشهد: خروج الناس للشوارع، وانتشارهم حول محيط القيادة، هو الضربة القاضية الحسمت الأمور؛ الحاجة العملتوها دي كانت عظيمة، ووجّهت رسايل لأطراف كتيرة شان تقيف في المكان الصحيح: ١- أرسلت رسالة لبقيّة الشعب السوداني الغايب عن المشهد إنّه الانقلاب مرفوض، والناس ح تقيف ضدّه؛ الحاجة دي اتفقدت مع قطع النت في ٣ يونيو، وفضل ناس كتار ما عارفين الحاصل؛ الآن، ما عليك إلّا إنّك تفتح باب بيتكم شان تعرف الحاصل؛ فعبد الوهاب إذن سيطر على الإذاعة والتلفزيون، وقطع النت، لكن الناس متواصلة بالدرب عديل! ٢- حيدت الجيش القومي! هنا أنا ما بتكلّم عن حفنة ضبّاط في رتب عليا، اختارهم البرهان بحسب ولاهم ليه، وإنّما بتكلّم عن الجنود الفعليّين الممكن ينتشروا في الشوارع. ديل وصلتهم رسالة مباشرة من الشعب إنّه رافض قيادتهم دي؛ وهم ذاتهم ما دايرين القيادة دي، المنحازة للدعم السريع على حسابهم؛ فحاليّا الجيش مهيّأ جدّا لانقلاب من الرتب الصغيرة على القيادة، زي ما كان حاصل في أبريل. كلّ المطلوب هو ثبات المواطنين في الشارع على موقفهم الرافض للانقلاب، وفي الوقت المناسب الجيش ح يجيب البرهان وحميدتي في فتيل: أوعدكم! ٣- رسالة لعبد الواحد والحلو إنّهم ياخدوا موقف رافض، ودي حاجة عندها وزن خارجي كبير؛ ٤- رسالة للعالم المتابع للثورة، تبيّن بوضوح خيار الشعب السوداني؛ أنا ما عارف عبد الوهاب دا كيف قِدِر يتخيّل إنّه ممكن يطلّس الناس ديل بي شعارات يردّدها في بيانه؟ الخواجات براغماتيّين، نعم، لكن ما أغبياء! انت كرت خسران، ماف زول ح يشتري كلامك دا! خلّونا بعد كدا نناقش الخطوات العمليّة التالية؛ قصدي الخطوات الإجرائيّة لتجسيد فشل الانقلاب، واستعادة مسار التحوّل المدني: ١- محتاجين، في غياب حمدوك القصير، لشخص يمثّل الشرعيّة الثوريّة؛ المطلوب من الأحزاب السياسيّة، عبر ممثّليها الرسميّين المتواجدين خارج البلد، تتوافق على تسمية شخص محدّد يكون رئيس بالمنفى، يمثّل سيادة الدولة السودانيّة؛ الحاجة دي مهمّة جدّا لمخاطبة العالم الخارجي؛ اتّفقوا وسمّوا لينا زول، والناس كلّها ح توافق عليه وتباركه؛ ح نمهلكم يوم واحد، لو ما قادرين تسمّوا زول، ح أسمّيه أنا دا! ٢- الجاليات السودانيّة بالعواصم الغربيّة تلتف حول سفاراتها وتتواصل معاها، وتتظاهر في رفض الانقلاب؛ ٣- السفارات السودانيّة ترفض الاعتراف بالسلطة الانقلابيّة، وتعترف بالرئيس المعلن في (١)، وتعمل مراسلاتها من أجل الحصول على اعتراف بيه؛ ٤- الرئيس، بصفته القائد الأعلى للقوّات المسلّحة، وبالتشاور مع الأحزاب السياسيّة، يختار واحد من الضباط أو قادة الأركان المعاشيّين، يعيده للخدمة، ويعيّنه قائد عام، ويوجّه كلّ القوّات المسلّحة للانصياع لتعليماته؛ الباقي أظنّه واضح! دا ما السيناريو الوحيد الممكن؛ لكن بس داير يكون عندنا خيار إجرائي واضح لو ما عارفين ممكن نعمل شنو؛ حرّيّة سلام وعدالة والثورة خيار الشعب عبد الله جعفر ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة