إلى كل القادة السودانيين ولكل من يهمه أمر السودان من خيرة أبناء وبنات السودان العظماء:
باديء ذي بدء إسمحوا لي بالتوضيح التالي وهي ان الكلمات التالية تمثل رأيي الشخصي ويجب ان يؤخذ من هذه الزاوية أيضاً أقول بصفتي مواطنًا من جنوب السودان بأن رأيي هذا ليس تدخلًا مني في شؤون السودان الداخلية ولكن من منطلق حبي وعلو مكانة السودان في قلبي وفي قلوب الغالبية العظمى من أبناء وبنات الجنوب جميعًا ، كيف لا وهي الأم التي أنجبتْ دولة جنوب السودان ولنا جميعًا القاسم المشترك في تاريخها وإرثها عبر الدهور . نتألم ونئن ونقلق جميعًا عندما تمرض هذه الأم وكم نتمنى شفائها عاجلًا -بإذن الله. ولكن قبل أنقل إليكم نصيحتي في القصة التالية إسمحوا لي بأن أخط كلامًا بسيطًا عن خطورة التبعات وقتامة الأجواء وإكفهرارها والتي تنذر بحربٍ أهلية شاملة في السودان -لا سمح الله- دعوني أقول بأن هذه المرحلة لا تتحمل المزيد من ابراز العضلات والتشنجات وتصفية الحسابات ، فقد يفقد ( بضم الياء ) السودان في خضم هذا- العِراك من غير معترك -سوى السلطة بكل الأسف . عليكم جميعًا التمعن قليلًا وضبط النفس من الإنفعالات والصوم من كلِ كلمةٍ قد تزيد من "الطين بِلة " وتصب المزيد من الزيت في النار وبالتالي سيخسر الشعب حتمًا كل مكتسبات ثورته المجيدة وتذهب كل الألاف والمئات من أرواح من قضوا من شهداءِ الثورةِ -بشقيها المسلحة والسلمية -سُدىً وهدراً بكلِ أسفٍ في قضية بسيطة يمكن حلها بمجرد العدول من المنحنى الذي إتخذه القادة لبلوغ المجد الذاتي والنزول لبرنامج الحد الأدنى لإنقاذ السودان وهذه شهوة قلبي وشهوة قلوبنا جميعًا كشعب جنوب السودان. الإستمرار في في التعنت وعدم المصالحة السياسية نتيجته الحتمية هي ضياع السودان وتشرذمه وحتماً سوف لم ولن يرحمكم التاريخ جميعًا-حكومة وشعباً- وعليكم ان تتذكروا بأن "شرُ الزمانِ ما إشتركتْ فيه فساد الراعي والرعية"
ولذا وجب على العقلاء منكم الثريث وإنقاذ السودان من الإنزلاق نحو الهاوية ، ف ( ليس الشديد من يصرع غيره ، إنما الشديد من يتمالك نفسه عند الغضب ). ولهذا رأيتُ أنه من الضرورة الملحة ان ألفتْ إنتباهكم جميعاً- حكومة وشعبًا -لهذه القصة التالية البيسطة المأخوذة من الكتاب المقدس من سفر الملوك الأول (الأصحاح 4) وهي عن حكمة النبي سُليمان بن داوؤد في المواقف الحرجة وكم نحن جميعًا بحاجة لحكمته هذه الأيام !. وتحكي القصة ان إمرأتين أتتا : "ووَقَفَتا أمامَهُ. فقالَتْ إحداهُما: «آهِ يا سيِّدي. أُقيمُ معَ هذِهِ المَرأةِ في بَيتٍ واحدٍ، فوَلَدتُ أنا في البَيتِ ، وبعد يومَينِ ولَدَت هذِهِ المَرأةُ أيضا. وكُنا معا ولا أحدَ في البَيتِ غيرُنا. فمات ابنُ هذِهِ المَرأةِ في اللَّيلِ، لأنَّها نامَت علَيهِ. ، فلما قامَت عِندَ نِصفِ اللَّيلِ أخذَتِ ابني مِنْ جانبـي وأنا نائمةٌ، واستَبدَلَتهُ بِابنِها المَيْتِ. وقمتُ في الصَّباحِ لأُرضِعَ إبني فوَجَدتُهُ مَيْتا، وعِندَما تَفرَّستُ فيه رَأيتُ أنَّهُ لم يكُنِ إبني».
فقال المَلِكُ: «هذِهِ تقولُ: الحَيُّ ابني والمَيتُ ابنُكِ. وتِلكَ تقولُ: لا، بلِ المَيتُ ابنُكِ والحَيُّ ابني». ثم قالَ المَلِكُ: «هاتوا سَيفا». فأعطَوهُ، فقال : «أُشطُروا الصَّبـيَّ الحَيَّ شَطرَينِ وأَعطوا كُلَّ واحدةٍ شَطرا». فقالتْ والِدةُ الصَّبـيِّ الحَيِّ مُتلَهِّفةً على ابنِها: «آهِ يا سيِّدي. أعطوها الصَّبـيَّ حَيًّا ولا تَقتُلوهُ». فقالَتِ الثَّانيةُ: «بل لا يكونُ لي ولا لكِ. أُشطُروهُ». فقال المَلِكُ: «أعطوا الصَّبـيَّ الحَيَّ لِتلكَ المَرأةِ لأنَّها أُمُّهُ، ولا تَقتُلوهُ». فسمع جميعُ بَني إِسرائيلَ بِالحُكْمِ الّذي حكَمَ بهِ المَلِكُ، فهابوهُ لأنَّهُم عرَفوا أنَّ اللهَ منَحَهُ الحِكْمةَ لِـيَحكُمَ بِالعَدلِ" إنتهت القصة ولكن لم تنتهِ العِظة فهل من مُتعِظ ؟! الخيار لكم جميعًا! ولو كان الأمر بيدي لجعلتُ من شعبكم "أم الصبي الحي " ومن قادتكم "سليماناً" لإنقاذ هذا البلد الغالي من الهلاك ولتذهب ألاحلام الشخصية إلى الجحيم دامتْ السودان د/البينو بول ضيو وزير الشباب والرياضة جوبا 22/10/2021
العنوان
الكاتب
Date
إلى كل القادة السودانيين ولكل من يهمه أمر السودان من خيرة أبناء وبنات السودان العظماء:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة