|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: د. الماحي: العقل الب (Re: عبدالله عثمان)
|
5
العقل الباطن عند الاستاذ محمود
يتفق الاستاذ محمود مع فرويد في وجود ما اصطلح عليه بالعقل الباطن عند الانسان، وفي اهميته ومدى تأثيره على شخصية وسلوك الفرد. غير أن ثمة فروقات جوهرية تظل تفصل بين الطرحين. يشمل ذلك، الكيفية التي تكون بها هذا العقل، والعوامل التي تسببت في تطوره وتكوينه، ومدى تأثيره على حياة الفرد، ومآلاته مستقبلاً.
قدم الاستاذ محمود تصوراً وافياً لتطور العقل الباطن في الانسان في مجموعة من مؤلفاته. اكثرها تفصيلاً ما جاء في مقدمة كتابيه "رسالة الصلاة" و "تعلموا كيف تصلون". اورد هنا ملخصاً لأهم ما ذهب اليه الاستاذ محمود من نقاط في الموضوع.
يقول الاستاذ محمود ان الانسان منقسم بين عقل باطن وآخر واعي، بحكم النشأة. فهو انقسام قديم قدم الحياة ذاتها. ولنفهم عنه ما يقول، استعرض لنا الاستاذ محمود تاريخ تطور الانسان. وهو تاريخ بدايته في الازل عندما تأذن الله، سبحانه وتعالى، أن يجعل على الوجود خليفة، يكون له كالمرآة، فيه يرى نفسه، وفيه تتجلى كمالات أسمائه، وصفاته؛ خلق الانسان الخليفة -آدم الكامل-في الجنة/ في الملكوت، وهو مقام "احسن تقويم" الوارد ذكره في القرآن. ولما ادركت آدم الخطيئة بإغواء الشيطان له طرد من الجنة وأبعد. وابعاده هذا تم بأن رد في سلم التطور الى أسفل سافلين .. الى ذرة من غاز الهايدروجين. وهو في مقامه هذا كان يمثل نقطة بدء الخليقة والتجسيد الاول الذي جاءت منه مادة الكون. وقبيل الابعاد، كان آدم قد ادرك خطأه وطلب المغفرة. فاستنقذه الله بالتوبه عليه، وهداه الى طريق الرجعى ليسترد الخلافة التي فقدها بالمعصية. بدأت أوبة آدم حين انفتقت ذرة غاز الهادروجين تلك لينتج عنها ما يعرف في علم الفلك بالانفجار الكبير the big bang والذي كان بمثابة الاذن من عند الله بافتتاح دورة الوجود الحالي، وبداية رحلة العودة الملحمية لآدم من اسفل سافلين الى وطنه القديم في احسن تقويم. قطع آدم في رحلته من اغترابه، مراحل عدة. كان في اولها مادة غير عضوية (ميتة)، وفي ثانيها مادة عضوية (حية)، بدايتها في حيوان الخلية الواحدة ونهايتها عند أعلى الثديات. اطلق الاستاذ محمود على هاتين المرحلتين، مرحلة التطور الجسدي الصرف. وأخيراً انساناً بظهور العقل في المسرح .
|
|
|
|
|
|
|
|
|