|
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ (Re: كمال عباس)
|
Quote: تحية طيبة
يرى الزميل مازن ان القراي (بحسب شهادة طرف ثالث) قد أهمل فكرة النفير السياسي.التي تحيط بالثورة المهدية احاطة السوار بالمعصم وتربط جوهرها الديني بجوهرها السياسي/الثورى .. وتلك فكرة مركزية لا يصح تناول المهدية بدون هضمها واستيعابها بصورة كاملة وحتى نفهم و (نجوز) استخدام الأسطورة في الأزمنة الثورية. ويقرر الزميل مازن ان عملية توظيف الأسطورة في الزمان الثوري وتمريرها على عقول البسطاء من اهل البلاد من اجل تخليق حالة من الوحدة الوطنية. أقول, يقرر الزميل مازن أن عملية توظيف الأسطورة ليست جائزة فحسب وانما هي دليل حصافة وبعد نظر.
الزميل مازن هنا يقع في مأزق غريب جدا. فهو يتفق -في اعتقادي- مع القراي أن (الموضوع لا فيهو مهدية ولا دين بي تعريفه - مجرد اسطورة) ولكنه وفي ذات الوقت يرى أن ذلك حسن (حقيقة لا اعلم لماذا تشيأت الآن ابتسامة حسن الترابي تقفز من قبره؟)
لو تصورنا مجلسا ضم المهدي والخليفة ومازن والقراي من اجل ترتيب اكذوبة حميدة لخداع الجماهير من اجل المصالح الوطنية العليا وطرد المستعمر من البلاد. ولو افترضنا أن عبقرية الخليفة قد تفتقت عن المتاجرة الدينية باكذوبة ادعاء المهدية استلهاما للتراث في خداع الجماهير, فلن يكون غريبا علينا تصور تهليل الزميل مازن لهذه الفكرة العبقرية وهتافه (ده النفير السياسي يا بلاش) وهو يشيع القراي وخروجه الغاضب من ذلك المجلس الخيالي :)
حقيقة اجدها شجاعة من الزميل مازن أن يجاهر بهذا الرأي ..
اما الحديث التبريري للقمع والتنكيل ومحاولة تأطيره كجزاء عادل للخيانة الوطنية فهو مستهلك وقديم قدم الشمولية والطغيان. الجديد بالفعل هو (حواز) و (استحسان) المتاجرة السياسية بالدين.
|
سلامات يا محمد, ولك أطيب منها, جزء من كلامك صاح, وجزءآخر أولته من عندك كيفما اتفق. ما اقترحته في قولي حرفا:
Quote: غياب أي تناول لفكرة المهدية "كنفير" سياسي من عمق البيئة السودانية يلتف حوله أهل البلاد بصرف النظر عن أصل الفكرة فيه أسطورة أو غير ذلك
|
طيب عشان أقعّد الكلام, "صرف النظر عن أصل الفكرة فيه أسطورة وغير ذلك" يعني دعوتي لصرف الباحث مثل القراي وقبله ونقت النظر عن الأسطورة في أصل الفكرة كركيزة لنقد المهدية - الشيئ الذي لم يحدث بالطبع مثبتا في ونقت, ومتروكا على احتمالاته بالنسبة للقراي! ما أود قوله هو اقتراحي بالتركيز على الفكرة كنفير سياسي متوائم مع البيئة من وجهة نظر بحثية منصفة. في الجانب الآخر, وهو ما يبدو نحو القراي فهو فصل الدعوة عن بيئتها والتركيز على الأسطورة كشر مستطير للتلاعب بالعقول. كدة كيف؟
هذا بالنسبة للباحث. أما بالنسبة للسيناريو الذي اقترحته, فجانبك فيه التوفيق, رغم أنه إبداع عديل يا زول! من ناحية الباحث واقتراحي للرؤية البحثية فقد وضحتها لك. أما من وجهة نظر مهدية, الذي هو الوجه الآخر من العملة, فمين قال إنو "الموضوع لا فيهو مهدية ولا دين"؟ مين قال ليك؟ هذا يمكن فقط حين يكون القراي أو محمد حسن حيدر الباحث والمهدي في آن واحد (الخصم والحكم), فينزعان عن المهدي مهديته "بجرة قلم" ومن ثم اتهامه بأعلى سقف للماكافيلية السياسية. ما أقترحه هو أن هذا الشطط والإندفاع لم يحدثا في مجلس المهدي والخليفة فعليا, ولا في اجتماع السيناريو البديع الإفتراضي منك!
التفصيل في إقتراحي أن "المهدية" بالنسبة لصاحبها متوائمة مع البيئة, مع التراث وليست مقحمة عليه. من وجهة نظر فقهية, ففكرة المهدي الذي يظهر من بعد خاتم الأنبياء في آخر الزمان ضعيفة على أقل تقدير. فهي لم ترد في القرءان! أما في الحديث فلها أربع أو خمس روايات جلها لا يؤخذ به إطلاقا, بسبب قدح فظيع في سيرة رواتها, باستثناء رواية عاصم بن أبي النجود, الذي لم يصفه الحافظ الذهبي (أكتب من الذاكرة) بمشكلة في حفظ القرءان ولله الحمد, ولكنه قال عنه في روايته للحديث إنه "صدوق له أوهام". رواية المهدي, فقهيا يمكن أن يقال بإنها ضعيفة بتحصيص الروايات أو باطلة. لكن تظل موجودة في التراث. ومن وجهة نظر دينية بمقاييس ذلك الزمان فهي معتقد بها رغم ما بها وجزء من التراث الذي فيه الحقيقي والأسطورة. رواية ضعيفة وظفت سياسيا, نعم, لكن ليس بسوء نية. هذا ما أقترحه بقول باحث يشكم تحيزه ونزعته لإدانة وتشويه المتهم - المتهم الذي هو المهدية والأصيل بشكل عام في تاريخ السودان.
الخلاصة, إذن أن قول القراي, إن صح عنه كما صغته بإن "الموضوع لا فيهو مهدية ولا دين بي تعريفه" فهو مردود عليك كما القراي :)
----------------- خاطرة: عندنا في علم الإجتماع (وقد ذكرت هذا من قبل في منبرنا هذا) مكرمة إسمها القيصرية Caesarism وبشيئ من الإختصار هي معنيّة بوضع المرء نفسه مكان "الآخر" (قيصر) حتى يمكنه كيف يفكر قيصر. You don't have to be Caesar, but you put yourself in Caesar's shows to understand how Caesar thinks. It can also be called empathy> البديع في الأمر أن الكثيرين مستعدون في الوعي واللاوعي عند تناول المستعمر من وجهة نظر قيصرية متعاطفة إلى حد الوقوع أحيانا في حبه, بينما "ود البلد" المهدي والخليفة التعايشي ينظر إليهما وإلى الدولة المهدية كلها كمتهم. التناول أصلا متحامل حتى أذنيه. وعين الرضا عن كل عيب كليلة, وعين السخط تبدي المساويا.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | مازن سخاروف | 06-03-21, 09:21 AM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | أبوذر بابكر | 06-03-21, 04:18 PM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | مازن سخاروف | 06-04-21, 01:14 PM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | اخلاص عبدالرحمن المشرف | 06-04-21, 03:30 PM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | محمد محمد قاضي | 06-04-21, 03:44 PM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | مازن سخاروف | 06-05-21, 08:57 PM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | محمد حيدر المشرف | 06-06-21, 11:57 AM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | كمال عباس | 06-06-21, 12:50 PM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | مازن سخاروف | 06-06-21, 02:01 PM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | محمد حيدر المشرف | 06-06-21, 03:42 PM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | مازن سخاروف | 06-06-21, 03:48 PM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | محمد حيدر المشرف | 06-06-21, 03:54 PM |
Re: في الساحة: القراي و(المهدية؟!): فزع أم وجع؟ | مازن سخاروف | 06-06-21, 03:55 PM |
|
|
|