|
Re: السودان أرض الكنانة: التركة المسروقة (2\2). (Re: مازن سخاروف)
|
(3) مآلات التركة المسروقة: سيرة المؤلف جورج جايمس في إخوانيات الأغاريق
من العمق نطلع القراء أن مؤلف كتاب التركة الماسونية كان ماسونيا هو نفسه, قبل أن ينقلب عليهم بالطبع. بيد أن إنقلابه لم يكن إنقلاب من بدّل محفلا بغيره, وماسونية بأخرى, مثل جمال الدين المتأفغن (3). أي لم يكن إنقلاب من ينتقد الماسونية وقلبه عامرٌ بها, مستخف بالليل سارب بالنهار.
بل كان تحوّل مؤلف كتاب التركة المسروقة عن الماسونية (4) نقطة رجوع وفضحا لحقيقة ما تكرّسه الإخوانيات في وجدان الرجال السود من تبعية للفكر والحضارة البيضاء. ليس هناك داع لذكر أدلة أكثر مما أورده صاحب الشأن نفسه في كتابه المذكور,وسنعود لتفصيل ذلك لاحقا.
ما أود أن أقوله إن إنقلاب جورج جايمس على الماسونية كان إثما كبيرا أدى إلى موته (مقتله في رأينا) الذي كما قلنا لم يُعمل أي تحقيق رسمي فيه. لكن الخطيئة الكبرى كانت كما قلنا موضوع الكتاب وزلزلته لمسلمات الرواية التاريخية المهيمنة التي قبل الكتاب أعطت الإرث التاريخي للحضارة المصرية الفرعونية بغير حق إلى ذوي البشرة الفاتحة (سكان مصر الحاليين من غير النوبة والأقباط), ونسبت جزء كبيرا من علوم وفكر الحضارة المصرية, بما فيها الفلسفة إلى الأغاريق الذين لم يكونوا كما أثبت جورج جايمس سوى مجموعة من الحرامية.
مآلات هذا التحليل نجده في سيرة الماسونية على يد أهلها. هناك العشرات من الكتب والبحوث التي تناولت إخوانيات الأغاريق (سودا كما بيضا), والإخوانيات الأكبر, أي إخوانيات محافل الماسونية
لكن هناك شيئا لافتا للنظر؛ إذ أن تلك السير والكتابات التاريخية والدراسات تُسقط تماما أي ذكر لجورج جايمس.
تم إخراجه خارج المقرر الماسوني (5) ولا عجب, فهو مارق من ملتها كما يمرق السهم من الرمية. هذا لا يعني أن أسفاره في كل المراجع الماسونية غير موجودة نهائيا, ولكن ما نقوله إن مهمة الباحث أصبحت من الصعوبة بمكان إن قصدنا موقع المبحوث عنه في أضابير الرواية الرسمية (المهيمنة) للتاريخ.
مثلا رجعت إلى أكثر من دائرة للمعارف الماسونية على الشبكة الإلكترونية فلم أجد نقير ذكر للمؤلف. هناك من الثوريين الحقيقيين من يتم تصفيتهم ثقافيا أو تشويه صورتهم إن تعذر ذلك.
الهوامش ------------------ (3) كما كتبنا في قبل, وتشهد عليه المراجع, مثنى وثلاث ورباعا أن جمال الدين المتأفغن كان عضوا بالمحافل التابعة للماسونية الفرنسية, فقام بفك تسجيلاته والتحول إلى المحافل الماسونية التابعة لإنجلترا بعد نصيحة من قنصل بريطانيا بمصر.
(4) جورج جايمس كان قبل انقلابه على الماسونية عضوا وأستاذا ماسونيا فيما يسمى بإخوانية برنس هول
Prince Hall
وهي الإخوانية الماسونية الأولى للسود في الولايات المتحدة وأنشأها البريطانيون قبل إستقلال الولايات المتحدة بسنة.
(5) هناك مقال في جريدة القارديان البريطانية قبل سنوات, "التاريخ السري لعظماء الجاز" يذكر فيه ماسونية جورج جايمس. مع ذكر مقتضب لكتابه الشهير,الذي هو الموضوع الأساسي لمبحثنا في جزئه الأوال, أي "التركة المسروقة: الفلسفة اليونانية هي فلسفة مصرية مسروقة". على الأقل مقال القارديان "مرق الكلام" لكن ذكره كمعلومة عارضة في موضوع آخر هو موسيقا الجاز.
|
|
|
|
|
|