وداللصيل-الخواض-الحاج حمد-محمد المرتضى..وين إنتو؟

☆ ♧ من روائعِ (قِلَّة) أدبِ عمِّنا الطيب صالح (دفع الله ود الأصيل)


▪ و لعله لا يتجادل اثنان و لا تتناطح عنزان حول مدي عبقرية كون عمنا أديباً أريباً
و كاتباً نحريراً بحيثُ لا تُشَق له ذرة غبارٍ في مضاميره ؛ و فوق كل دا، زول مرهفٌ و شفافٌ
و لمَّاح شديد . و باعتبانا لسة في مناظر الفلم و قبل أن نحشر أنفنا في الغريق الجايي، دعونا
ننوه هنا ، إلى جزئيةٍ ذات علاقةٍ وثيقةٍ وخاصة ب( صلب) قضية النص الذي نحن بصدده و هي
مما لم يكن ليفوت على مراقبٍ مثله أن يرصده لنا عن ظاهرة اختفاء وليان العروسة من ديارهم
أثناء المعمة في ليلة الدخلة ، ما كان مُتعارفاً عليها ب(القَيْلة) أي :في ليلة القبض على فاطنة السمحة)
و (ضبح الكديسة) و تسييح (دمها) و ما قد يليها من ليالٍ ورديةٍ مِلاحٍ و لا مليلةٍ و ليلةٍ و يا ليتها لا تنجلي
إلا بصباحاتٍ رابحاتٍ و بكل سعادةٍ و خيرٍ نافحاتٍ. ففور فراغهم من تجهيز مهرتهم بجهازها و تركها كبضاعةٍ مزجاةٍ في (ساحة الفداء) و تهيئة الأجواء تمامن لافتراس البيضةةعلى يد الحجر ، فبالتالي تراهم يولون أدبارهم من حيث شطر مسرح العمليات ؛ متعللين بالذهاب في إحدى خرجاتهم لقضاء بعض شأنهم و
لينتبذوا من أهاليهم قصياً، خشية أن يشنف أسماعهم شيئاً مما لا تشتهي نفوسهم ؛ ثم لا يعدون
أدراجهم إلا بعد انقضاء مهلةٍ تكون كافية لذاك العنترة ابن (شدَّاد) العبسي كي يفرغ بدوره
هو الآخر من فض سامر بكارة الاعتصام عند أعتاب بوابة حصن ابنة عمه (عبلة).