|
Re: كتاب (المهدية والحبشة)- إعادة قراءة(1) (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
من خلال سرد الأحداث و التحليل نلاحظ كأن ولاءات القبائل الحدودية على الجانبين كانت متأرجحة بين الدولتين لأسباب مختلفة. وبالتالي كانت تلك القبائل (أو هكذا تُتهم (بأنها كانت مصدراً هاماً للتجسس ونقل المعلومات لكلا الجانبين. ويعود تأرجح الولاءات من جانب القبائل السودانية، مثل الشكرية والضباينة والتكارير، والحمران إلى تأزم علاقتها مع حكم الخليفة. وقد وقد لعب التكارير بصفة خاصة،كما ذكر الكتاب، دوراً تجارياً حيث كانوا يقومون بدور الوسيط في عملية التبادل التجاري ويتحصلون منها على أرباح طائلة من خلال فرضهم الضرائب على التجار باسم الحبشة أو السودان كما لعب التكارير سياسياً مهماً، من خلال ترجيح هذه الكفة أو تلك، من خلال تنقل ولائهم بين الجانبين. من ضمن الملاحظات الملفتة للنظر كذلك والتي تكشف بالإضافة لعمق العلاقات بين البلدين هو التداخلات بين القبائل وطبيعة العلاقات بينهم في مناطق التخوم الشيء. وقد انعكس ذلك خلال الحرب بين الأنصار و الحبشة في اختيار القبائل على كلا الجانبين مناصرة أحد الطرفين على الآخر حتى وإن كان ذلك الاختيار يبدو مثيراً للدهشة حيث تكشف الأعمال الحربية والأوضاع العسكري تأرجح الولاءت لدى القبائل الحدودية لكون اختيار قبائل سودانية الحرب مع الحبشة ضد السودان والعكس كذلك بالنسبة لبعض القبائل الحبشية. يرى المؤلف أن تأرجح الولاءات غاليبا ما يكون تبدل الولاءات بسبب المصالح الشخصية أو بسبب عدم الاقتناع بتوجه الدولة و فكرتها العقائدية أو توجهها الديني والذي يفسره وقوف ومحاربة الجبرتة الحبش مع المهدية كما وضح ذلك من خلال عدم ايمان قبائل الكبابابيش والتكارير والضباينة بفكرة المهدية و لربما كذلك بسبب التضييق في المصالح.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|