بعد ظهور 190 جثة جديدة...تسقط بس

Quote: ها نحن نبدا مسيرة نضالنا الشعبي من جديد، وندفع بهمة الثوار إلى الأمام كسالف العهد، موقعين أول بيان لحركة الطريق المتزن، علنا نبين للشعب هُدى الطريق وهذا هو بياننا الأول بحمد الله. حركة الطريق المتزن البيان الأول الحمد لله نحمده ونستعينه، ونحن في بادرات الشهر الكريم، داعين الله أن يُيسِّر أمورنا، بعد كل ما عاصرناه من آلام كمواطنين أحرار، لم نتمسح في أكمام السلاطين، ولم تستعبدنا آيدولوجيات، ولم تستغرقنا الأهواء، ولم تفتِنَّا الطموحات الشخصية الرخيصة، بل ظللنا نراقب ونواجه ونناضل من أجل نشر الإستنارة في وعي الشعب، وهو الشعب الذي يحاول الجميع اللعب على أوتاره العاطفية، وبيعه الأوهام والأكاذيب والشعارات الزائفة، بدءاً من يمين لا يمين له، وانتهاء بيسار لا يسار معه، وبينهما سطحية انتهازية، متكالبة، تشابهت قلوبهم. نحن حركة المسار المتزن، وهي حركة فكرية علمية، مشكلة من فطاحلة العلماء، في شتى ضروب المعرفة، ومن المثقفين، ومن الأدباء والفنانين. تناسجوا همهم المشترك، في تبعيض ملابسات الواقع الراهن المؤسف. وهو مؤسف بسبب الخضم الهائل من الأكاذيب، تلك التي يروج لها أصحاب الطموحات الشخصية تحت مسميات عقدية ينعقون بها دون علم ولا بينة ولا كتاب منير. لقد تبصرنا الأمر من جميع جوانبه، وتأملناه تامل الحفي بالباطن والظاهر منه، فألفيناه قبيح الهيئة وضيع القيمة، لا يخرج عما سنورده تباعاً: اولاً: تسنم السلطة اليوم نفر كثير قليل، فهم كثرة في العدد قلة في التأهيل والمضمون؛ أعينهم في الداخل وأعطافهم في الخارج، لا يرقبون في المواطنين إلا ولا ذمة. ثانياً: إن من يحكموننا اليوم أشد فساداً ممن كان قبلهم، وأشد نفاقاً، وأعتى جرماً، وهم من بعد ذلك أتباعٌ لمن يدفع، ومن يدفع ينال ثمن ما دفعه، والثمن جزءٌ من حقوقنا. ثالثاً: لا تمر ساعة من يوم إلا وشنف هؤلاء المنافقون أسماع المواطنين بترحمهم على أرواح الشهداء، وهم من قتلوهم ومثلوا بهم، وشعارات كاذبة بالعبور والانتصار، وتهويم وتخييل، يكذبون كما يتنفسون، ويخدرون المواطنين كما فعل من كان قبلهم، وهم يحسبون أنهم خادعين الشعب، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. رابعاً: ثبت جلياً لمن له مسكة من عقل سليم، أن هؤلاء جميعهم يتكالبون على الجثة التي هي السودان، لينهشوا منها ما استطاعوا بالأنياب والمخالب، ظناً منهم أنهم قد أمِنوا من الحساب والعقاب؛ فوضعوا أيديهم فوق أيدي بعض ويد الشيطان فوق أيديهم، وتعاهدوا فيما بينهم متآمرين على حقوق من قتلوا في الاعتصام وخارجه، ومن قتلوا في دارفور وغيرها، قامعين لكل صوت مقاوم يرفع العقيرة رفضاً وفضحاً لأكاذيبهم. فيتهمونه ما شاء لهم من الإتهامات، ويسلطون عليهم النبّاحة، فلا يلام من نبح، أو كما قال الشاعر: وَمَن يَجْعَلِ الكَلبَ العَقُورَ بِبَابِهِ فبَلاءُ كُلِّ النَّاسِ مِن صَاحِبِ الكَلبِ فهؤلاء النابحون مغيبون ومنهم من يصطادَ فُتات الولائم وساقط الفضلات، لذلك لا تثريب عليهم بل على أسيادهم، لا ريب ولا شك ولا جدال. خامساً: لا توجد اليوم حكومة مدنية حقيقية، بل قلة من المنتفعين سفهاء الأحلام، سواء وضعوا على أكتافهم دبابير أم لم يضعوا فهم في السوء سواء. وسواء ءأنذرناهم أم لم ننذرهم فهم لا يسمعون، سرقت ضمائرَهم شراهةُ للفساد، ودناءة في الروح ونقص في العقل والوطنية بل والعدالة والنزاهة، فلا يتناهون عن منكراتهم وأباطيلهم التي يسوِّقونها للشعب أوهاماً بالشائعات تارة وبالقرارات الزائفة والعدالة الصورية التي هي للظلم أقرب. سادساً: ليس في هؤلاء خير يُرتجى ولا أمل يرتقب، بل أدناهم منزلة كأعلاهم في خسة النفس، حتى تراهم أشداء قساة على المواطنين أذلاء أمام دول العالم ومنظماته الدولية. فإن أمروهم أن يدخلوا جحر ضب دخلوه، وإن أمروهم بذبح المواطنين ما ترددوا ما داموا محتفظين بالسلطة والمال. سابعاً: إن الطريق المتزن، لا يبدأ من الاكاذيب، التي ساقوا بها الشعب بعد أسبوعين من بداية الثورة، بل يبدأ الطريق المتزن بالكشف والتكاشف، وبالحديث الصريح، وبالميزان المقسط، لكي يكون الشعب عليهم وعلينا شهيدا. ثامناً: منذ أن احتالت الدول الأخرى على الثوار والشعب، فأرسلت عملاءَها ليتحالفوا مع العسكر، وحالنا كمواطنين وحال البلد يمضي من سيئ إلى أسوأ. وهم يضعون أصابعهم في آذانهم ويحسبون ظلمهم لنا هيناً وهو عند الله كبير. وهل ثار الشعب ليتقاسم اللصوص المسروق جهاراً نهاراً؟ وأمام أعين الشعب، بلا خجل ولا ضمير؟ تاسعاً: إن الطريق المتزن، يبدأ من الآتي: ١- أن يرفض الشعب حكم العسكر. ٢- أن يرفض الشعب حكم مجموعة العملاء واللصوص المتحالفة مع العسكر، والذين أصبحوا واجهة مدنية مزيفة. ٣- أن نشرع كمواطنين، في انتخاب برلماناتنا المحلية. والتي ستتصعَّد لبرلمانات ولائية ثم برلمان قومي خلال تسعة أشهر من الآن. ٤- على كل الثوار ولجان الأحياء، والشرفاء، أن يشرعوا في تشكيل برلماناتهم الأولية خلال ثلاثة أشهر من الآن؛ في العاصمة وفي سائر الولايات عبر انتخابهم لنخبة تمثلهم كلاً في دائرته. وسوف نفيدكم بخرائط مصورة عن الدوائر، خلال أسبوع من الآن ومرفق معها البرنامج التطبيقي لتسهيل فهم الإجراءات عبر تطبيق إلكتروني يتم تحميله من الانترنت برابط مباشر وبحجم صغير. ٥- وفي كل الأحوال لا بد من تشكيل البرلمان القومي خلال تسعة أشهر من الآن، تمهيداً لانتخاب حكومة مدنية كاملة الدسم، وستعمل هذه الحكومة على الآتي: - تقديم مقترحات القوانين للبرلمان الشعبي القومي المنتخب، ومن أهم القوانين: - قانون المحكمة الدستورية. - قانون المؤتمر القومي الدستوري الجامع. - قانون الانتخابات الدموقراطية. وهو الذي من خلاله سيتم دعم تطوير العمل الانتخابي والحزبي وبيان آليات التداول السلمي للسلطة. - قانون الأمن والمخابرات. - قانون الصحة العامة. - قانون الحقوق والحريات المدنية والسياسية. - قانون العمل الشُرَطي. - قانون البرلمان الشعبي القومي (السلطة التشريعية). - قانون السلطة التنفيذية، والذي سيحدد كل هياكل السلطة التنفيذية، والضوابط الفنية والمالية التي يجب أن تتبعها. - قانون التعاقدات الحكومية والذي سيلغي كافة القوانين الأخرى ذات الصلة لضبط تعاقدات الحكومة ومنع الفساد عبرها. - قانون إبراء الذمة. - قانون التحقيق الجنائي والذي سيعلوا على قانون الإجراءات الجنائية الحالي دون أن يلغيه، وسيشمل باباً في العدالة الجنائية الدولية. - قانون الحريات الصحفية. وقوانين أخرى تمهد الطريق للاستقرار السياسي والعدلي. هذا وسيبدأ طريقنا المتزن، بنزع أي شرعية من النظام الزائف الحالي، ورد السلطة إلى الشعب، ليكون الحاكم والمحكوم في آن واحد. هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد. د.أمل الكردفاني المنسق العام لحركة الطريق المتزن ١٨ أبريل ٢٠٢١