. يفيض كيل الشجون ، و تتدفق أنهار اللوعة ،، و تمتليء سنابل الإلتياع بحبات الشوق. و هذا هو القلب يرزح تحت وطأة التنقل من حال إلى حال ، حتى فاق الليل في تحمل الأسرار و الأوزار.
هل من يدلني بأن ذاك يا رجل هو إتجاهك ، و تلك هي وجهتك ، فاغتسل من ذنوبك و تطهر ،، و هناك هي قِبْلتك ، فولٍ وجهك شطرها ،، و قف خاشعا ذليلا ،، و تبتل راميا خلف ظهرك كل الدنس الآدمي ، و كل حصيلتك من الوسواس الخناس ، و تحلل من كل خطاياك ،، و أرم نواياك البشرية في بئر توبتك الأبدية ؟؟
نقف كأصحاب الأعراف ،، فقد تساوت حسنات المهج و سيئاتها ،، و تساوت أرتال أحزان القلوب و قناديل الفرح التي منحتنا إياها ،، فوقفنا في حضرة الحياة ( بين بين ) لا هنا و لا هناك ،، لا بالسعداء و لا بالحزانى لا هذا و لا ذاك ..
نقطف زهرة فرح و قبل أن ننعم بعبق شذاها ،، نفاجأ بشوكة أكبر و أقوى من الزهرة تنغرس في الأصابع فتدميها ، فيسيل الدم الأحمر القاني فيضيع بهاء الزهرة في خضم لون الدم الطاغي و تنكسر براعمها تحت طعنات نصل الشوكة.
نهيم مستمعين إلى لحن ،، يتدفق شجيا عذبا ،، ينساب عبر أوردتنا و شراييننا ،، فيهدهد أرواحنا المتعبة المثقلة ، ينقلنا إلى حالة من إنعدام الوزن فنغدو كريشة تتقاذفها الرياح ،، فيأتي النشاز كإعصار مدمر لا يُبقي و لا يَذَر ، يملأ ضجيجه المكان فتضيع في زحمته هدوء الأرواح و تهرب سكينة الأفئدة .
نشْخص بأبصارنا نحو السماء ،، تتلألأ نجمة بنور وضاح ،، نقف مأخوذين بسحرها و ببهاءها ،، و لكن سرعان ما يحتويها كوكب في مداره فتختفي ،، فنرجع البصر كسيفا و لسان الحال يردد : نحن لا نحب الآفلين.
نقف في مفترق طرق .. بلا لوحات إرشادية و بلا دليل ،، حتى بوصلة المشاعر تخذلنا كثيرا عندما نلجأ إليها ، فنتجه شرقا و وُجْهَتنا الغرب ، و نرنو شمالا و نحن نطلب الجنوب ، فيختلط حابل الحب الصادق بنابل الرغبة الجامحة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة