السلام عليكم ورمضان كريم مقدما. أخبار غير سارة من سنة المألوف في السودان وهو الإختلاف. سقف الطموحات بتاعي منخفض. بحكم التجربة الناس بتحب الكلام العاوزة تسمعو. وكلامي سيكون صعب الهضم على البعض, أو الآغلبية. وأتمنى أن أكون مخطئا
بعد التحية مرة أخرى والإحترام, أرد ليك على كلامك دفعة واحدة:
Quote: Zakaria Fadel قضيت حوال ال 6 اعوام في أروقة جامعات ببريطانيا و أكثر من 4 سنوات بجامعتين في الولايات المتحدة الاميريكية...
يشهد الله في هذه السنوات العشر لم أر او أشهد حادثة غش واحدة بين طلاب البكالاريوس في كل الجامعات التي درست/عملت بها في هاتين الدولتين.. وقد راقبت (كمعيد) في كثير من الامتحانات
في السودان (وكثير من الدول العربية)....كانت حالات الغش في الامتحانات لا تحصى و لا تعد
هل هذا مؤشر للتخلف الذي اصابنا؟؟!!
الفقير إلى الله أقل منك بشوية: أربعة سنوات دراسية في أروقة جامعات بريطانيا. ومجموع تسع سنوات تدريب, إستشارة وتدريس بين المعاهد, الكليات والجامعات. علمت فترة محاضرا لطلبة البكالوريوس في مواد مختلفة ما بين اللاب, التيوتوريال كما محاضرا مسؤولا عن المادة. ومرت علي حالة غش من زميل كشف الإمتحان للطلاب في جامعة بغرب إنجلترا. وطبعا لمن الريحة (الفضيحة) فاتت, تم فصله. بالنسبة لي في تلك الجامعة, كنت متعاقد مع وكالة. والتدريس كان مرهق بسبب تعدد المجموعات والمواد, إضافة إلى السفر: كنت بدرّس في إتنين كامبص بدل كامبص واحد. لكن إكتشفت فساد بديع. في مادة كنت بدرسها كـ tutor أو مساعد تدريس ساعة في الأسبوع, زايد ساعتين قبلها لاب في نفس اليوم. لقيت المستوى بتاع القروب تعبان وفي أساسيات ما عارفنها. سألت الطلاب, إنتو مسؤولين من الخير, المحاضر بتاع المادة دي منو؟
الطلاب: ما عندنا محاضر؟
قلت ليهم إتو فارات ولا شنو؟ كيف يعني ما عندكم محاضر؟
الطلاب: زي ما قلنا ليك.
أنا: طيب, ولا حتى في جدول المحاضرات مافي؟
الطلاب: والله ما متأكدين.
قلت ليهم, طيب. خلوني أعمل تحقيق. شكيت إيميل لمنسق الكورس course coordinator, زميلي أليكس, ومعاو سي سي لرئيس القسم: ستان يا مانات, الطلبة ديل قاعد أديهم التيوتوريال ساعة في الأسبوع لكن قالوا ما عندهم محاضر للمادة دي.
قام المنسق قال, يا مازن,التيوتوريال ده ما جزء من المحاضرة يا عمك. ده الزيت ذاتو يا أصلي..
يا جماهير سودان نت الأبية في الدوسان ومشارق ومغارب الأرض, هل مر عليكم case قبل كدة بمادة علمية عندها تيوتوريال من غير محاضرات؟
أنا طبعا مرارتي اتفقعت., لكن إحتفظت بهدوئي وفكرت كويس. رجعت للـ Module Handbook بتاع المادة اللي عندي نسخة منو. لقيت ما يلي: 7 ساعات تيوتوريال (دي طبعا معاي أنا وعملت منها 4 أو 5 من أصل سبعة)
14 ساعة لاب (ودي برضو معاي وعملت منها مع الطلاب 8 أو عشرة ساعات في 4 أو 5 أسابيع بمعدل ساعتين في الأسبوع كما تقدم)
طبعا لحد هنا كلو تمام. لكن المفاجأة إنو مرشد التخطيط, التعيينات, الديلفري والإختبار بتاع المادة المشار إليه نص على: أربعة وأربعين ساعة تدريس!!
شكيت إيميل بارد إلى السيد "المنسق" وسي سي لرئيس القسم بما تنص عليه اللوائح.
الجماعة رسلوا للوكالة العملت عقد التدريس معاها إنو الزول ده قولوا ليهو تاني ما يجي. كان عندي معاهم خلاف تاني طفيف. لكن واقعة التيوتوريال دي كانت طبعا نقطة اللاعودة. طبعا هنا في شبهة فساد قوية إنو الشباب ديل مرتبين العقد الرسمي بأربعة وأربعين ساعة تدريس. وجايبيني مازن للتيوتوريال واللاب فعليا, وللمحاضرات إسميا (دون إطلاع مازن) ويبلعوا هم الفرق. شششششفتوا كيف.
بالمناسبة دي, حادثة الفساد دي تعتبر صغيرة قياسا إلى حادثة فساد شفتها في كلية تانية!! إنجلترا يا زكريا, سواء علمت أم لا تعلم هي بلد الفساد, ونموذج لبلد الرجل غير المناسب في المكان المناسب. فساد ولا محسوبية كمان؟ ولا أقول سيبك. خلينا في الفساد. نجي بقى على الغش وشغل التلاتة ورقات. عشان الليلة تكره عيشتك ذاتو .
في الجامعات زي ما ذكرت ليك لاقتني حالة غش واحدة. لكن في المعاهد والكليات, فيمكنني أن أخبرك أن الغش أو التغشيش هو القاعدة فوق الإستثناء. في دورة تدريبية مدتها ثلاثة أسابيع لمهندسين مباني Building Surveyors في الكلية بتاعتنا (الكورس كلو من بنات أفكاري), الكورس كان مادتين عن مبادئ الهندسة الميكانيكية والكهربية.
الفوضى والعشوائية هناك كانت لدرجة قف تأمل. من قولة تيت في أول يوم للتدريب المتدربين قالوا لي, يا أستاذ إحنا جايين الكورس ده أسبوعين. قلت ليهم كييييييف أسبوعين؟ أنا إتفاقي مع الكلية إنو تلاتة أسابيع
مازن: طيب أفتحوا إضنينكم كويس: أقسم ليك بكل الذهب الموجود في البلد المنغنغة دي إنو أسبوعين دي تلقوها عند زول تاني. معاي أنا, نهي زندقي. وتقدروا تتصلوا مع منسق البرنامج في المؤسسة بتاعتكم (واحدة من كبريات شركات التأمين في أوربا, ملتي ناشونال وكدة), إنو مازن قال كلا وألف كلا. وعشان كل الأطراف تكون بالصورة, حأتكلم مع المديرة بتاعتي خلال اليوم وأأكد ليها نفس الكلام. طبعا بدون صرف كلام كتير, الفوضى دي كلها من المديرة الكه .. كه .. كه
لاقيت مديرين كضابين بالكوم. لكن ما شفت في حياتي مديرة بتكضب زي المرة دي.
الإتفاق كان تلاتة أسابيع معاي, وأسبوعين مع الشركة والمتدربين. على فكرة المتدربين ديل كلهم رؤساء أقسام في شركاتهم. بالنسبة لي في المعهد المسؤول عن تدريب الشباب ديل المديرة برضو وعدتي كاذبة إنو بمجرد بدء التدريب حأتعين مدير قسم التدريب. كضبة تانية برضو. الفوضي زي ما قلت ليك ملكة متوجة. أدونا غرفة كبيرة للمحاضرات لكن أي زول يخش ويمرق زي سوق السمك. في مادة سيميوليشن دوائر كهربية ما أدونا ليها لابتوبات. في اختبار بتاع جهد المواد أو stress analysis المديرة تخش وتمرق لي لمن سألتها عن جهاز الإجهاد. في تالت يوم من التدريس قلت للطلاب
This is a Bull**** situation
حأتفاهم مع المديرة تشوف لينا حل مع العشوائية دي. وإلا أنا متخارج. الشركة (شركتين) في الحقيقة عملوا إجتماع كبير وأدوا مديرتي الكضابة على راسها ومازن أخد خمسة نجوم من الطلاب والمنسقة في الشركة الخاصة بالطلاب.
فلم تافه جدا. القروش زي الرز. لكن للأسف فوضى وعشوائية والآن الغش: الطلاب مفروض يعملوا اختبار بسيط يركبوا الدوائر الكهربية على السيميوليشن ويشغلوها وياخدوا البيانات كجزء من سؤال في الـ assignment
بتاعة المادة ديك في مبادي الهندسة الكهربية. المديرة قالت لي, إحنا نعمل ليهم السيميوليشن, وهم بس يشغلوه.
يا زولة! كيف الكلام ده. المديرة قالت لي بنبرة حاسمة, كدة أحسن لأنو لازم ننتهي من الجزء ده عشان ما يصرف لينا وقت (ده طبعا جزء من التدخلات بتاعة الولية دي في شغلي والتي بالطبع لم تنجح).
قلت ليها, طيب. ما عندي مانع بشرط إنك تمضي الورق بتاع التصحيح إنتي.. وأنا ما عندي أي دخل. طبعا دخلتها في ورطة. لكن تستاهل لأنو كانت عاوزة تجيب لي كفوة. أول ما تخت الإمضاء بتاعك في أوراق رسمية والإجراءات ما سليمة لو حصلت أي حاجة حتكون فقدت وظيفتك وسمعتك كمان. وهو الذي لن يحدث وأنا على قيد الحياة. إلا يمضّوني ميت غايتو :)
خليتين يومين تاااااااني فاجأتني هي ذاتا في غرفة المحاضرات بالصباح, وجابت اللابتوبات وبدت تعمل في السيميولويشن للطلاب. ناديتها برة بهدوء. قلت ليها عاين جاي: مع كل احترامي أنا المسؤول عن المادة دي. لو عاوزة تعملي السيميوليشن للطلاب وهم يشغلوه بس, تعملي الموضوع ده رسمي في الإيميل. وإلا يفتح الله.
المهم في النهاية, طبعا لم أحصل على الوظيفة الموعودة, بسبب الإستقلال, المهنية والنزاهة. شفت كيف يا زكريا. وفي النهاية خليتهم بعد أن فشلت محاولاتهم في إدخالي إلى شلة الفساد واللعب على الحبلين الذي يمكن أن يفتح أمام المرء سلم الفرص والترقيات. دي ما أول ولا تاني ولا تالت مرة بالمناسبة أشخت للقروش وأقول ليهم أركبوا هنا.
Quote: إمتثال عبدالله الجواب على السؤال في العنوان: نعم اما مؤشرات التخلف عندنا في السودان فكثيرة جدا لا تحصى ولا تعد،،،وانت قد اشرت الى جزء مهم جدا من هذه المؤشرات،،،وفي السودان تجد كل شخص يشغل منصبا في غير مكانه،،،ولا تجد الشخص المناسب في المكان المناسب،،، وكل الوظائف والمناصب الهامة يشغلها اناس غير اكفاء وغير مهنيين،،،وكل المسالة محسوبيات وترضيات.... ومثال اخر ...لاحظت لمن يجيبوا ضابط في الجيش الامريكي في التلفزيون وفي كتفه ثلاثة نجوم فقط نجده راجل عجوز عمره يقارب ٧٠ سنة،،،وفي السودان تلقى ضابط في كتفه الثلاثة نجوم دي وعمره اقل من ٢٥ سنة،
مساء الخير امتثال, وورمضان مبارك بمناسبة النجوم العسكرية,الإنجليز حين أسسوا قوة دفاع السودان, الضابط الإنجليزي الخريج كان بيجي نازل يوزباشي في قوة دفاع السودان, يعني نقيب تلاتة دبابير دون أن يكون مؤهلا بالطبع. والإدارة البريطانية أوصت ألا يخدم أي عسكري بريطاني في وحدة يكون ضابط سوداني أعلى رتبة منه. شفتي العقد دي كيف؟ ولو ده ما كفاية, ترقيات الإنجليز كانت بتمشي بصورة اعتيادية, بينما ترقيات السودانيين كان فيها "شيئ" التأويل للفرز في الترقيات إنو تبقى وليد فالح للإنجليز تترقى صاح. تعمل فيها ضكران أو مستقل ممكن ترقيتك تتعطل. شفتي كيف؟
بالنسبة للرجل غير المناسب في المكان المناسب, فزي ما قلنا فوق, الليلة العديل والزين وانجلترا الفساد بقى فيها زي الطين :) إنت بتباصو الدولة الكانت مستعمرانا ليه لمن نجي للكلام ده؟
كسرة: أرنوبة ما نسيتها. بس البتاع ده ما داير يخلص. يحلها ربك
Quote: طارق عبدالله من وجهة نظري العيوب القاتلة للشخصية السودانية والمجتمع السوداني عمومًا:
- أسلوب التربية والتعليم يعتمد على التلقين والضغط مما يضعف الشخصية ويولد التسلط - ثقافة العمل الجماعي غائبة تماما الا بعد وقوع الفأس في الرأس وبشكل غير مؤسس - العناد والعصبية الزائدة او نشاف الراس بالبلدي - الخوف من نظرة المجتمع في امور مصيرية وشخصية جدا مثل العمل والدراسة والزواج - التواكل والاهمال والفوضى والعشوائية المغلفة بصبغة دينية خاطئة - الكسل والرمتلة وعدم تقدير قيم أساسية مثل العمل وقيمة الوقت الا تحت ضغط الحاجة - حب المقارنة والنظر الى ما في يد الغير بدلا عن التركيز فيما يمكن عمله للتطور - تكوين الانطباعات المسبقة والحكم على الناس بناء على الانطباع الشخصي
ولسه كتيييير!
مساء الخير يا طارق عبدالله ورمضانك كريم نفس كلامك ينطبق على الشخصية الإنجليزية. على لسان الإنجليز: إحنا أكتر ناس منقادين للسلطة وبنقيف في الصفوف وما بنقول بغم. ظاهرة الرجل الإنجليزي المنقاد الذي يدري أنه مسير وتوجهه قوى أخرى ولكنه "يتجمل" متظاهرا بالعمى, فهناك من علماء الإجتماع من وقف عندها.
الإنجليز (ومعاهم بقية شعوب بريطانيا) تم قهرهم على مدى قرون. وفي ذلك مراجع
"التواكل والإهمال والفوضى والعشوائية", إنجلترا حالة نموذجية لكل هذا. الكلام ده بس للناس الشابكننا الإنجليز مشوا وخلوا لينا خدمة مدنية. بل هي خدمة أخرى فاشلة. كلام قد يصدم البعض
حاولت أرد على بقية كلامك. لقيت نفس الملامح والشبه. يبدو لي إنو الأمراض النفسية الإجتماعية دي معظمها إن لم تكن كلها جاية من ماما إنجلترا. ولو عاوز تعمل فوكسنغ ما عندي مانع.
بس وينو الوقت.
بالنسبة للتلقين, أديك الهندسة على الطريقة الإنجليزية كحالة دراسية من الجمود الفكري: الهندسة في بريطانيا تقتل الإبداع بسبب نظام الـ كورس ويرك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مازن سخاروف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست