مصابيح السماء التامن طشيش "محمد الحسن سالم حميد" ti2t0 tSponSsofrhetdedeg. · كتب الشاعر/ عبدالقادر الكتيابي في ذكري حميد: إلى أخي حميد بين الأرائك ________________________ هل أقص عليك ما الذي حدث بعدك يا أخي منذ أن أ نجزت وعدك الص ادق ( وطني ال بموت و أخلي حي ) ؟؟ لقد جزعنا نعم ، أستغفر الله ، بكينا كما تبكي الأم وليدها ، جمعنا ما تناثر من دمك و ما تهشم و غسلناك ثم لففناك مثل فراشة طاهرة في ثلاثة أثواب بيضاء من القطن البلدي طويل التيلة و ضمخناك بأطيب العطور و جعلنا عليك غطاءين من العلمين و الثالث بلون القبة النبوية و حملناك على الأعناق في زفة هادرة بالتهليل و بنشيد النور البراق ( اللهم صل و سلم على حبيب الله ) مسبحتك الخضراء الصغيرة و صيحات الدراويش و خشوعك بين الأكفان و كثرة الباكين حولي كل ذلك هدأ من روعي قليلا لولا أن أخاك السر عثمان الطيب شد عمامته في وسطه و أهال التراب على رأسه و ثكلك كما يثكل اليتيم أمه بالتأويب و الدوران ، فأعادني إلى نوبة البكاء التي لا تزال تعاودني كلما ازداد شوقي إليك يا أخي .. بكيناك في ذهول لم يحل بيننا و بين الجنون وقتها إلا آيات تلاها على رؤوسنا من هم أثبت منا و مددنا أكفنا ضارعين بالفاااااتحة بعد أن أودعناك باطن أرض كنت أنت أبر أبنائها بها حبا تفجرت من عظمه شرايين اللغة و تعملقت أعضاء الكلمات .. ثم رجعنا بدونك و ما أقساه من رجوع ، زارني في مرضي بعض الأصدقاء المشتركين و أنت وقتها في نوري و كان بعضهم يرجع بعد خروجه من بيتي ليسألني : ما هذا يا كتيابي ؟ أزورك فيتصل بي حميد من أقصى الشمال ليشكرني على زيارتك ؟ أي حب هذا ؟ ثم يطرق الباب القدال فجرا ليخبرني ضاحكا أن حميد اتصل به من هناك ليطلب منه أن نذهب معا إلى أسرته بالحاج يوسف حيث إن أخته قد وضعت قائلا ( اغشى معاك الفقير ده شان يؤذن للوليد فوق راسه ) لقد جزع الفقير يا أخي رحمك الله .. جزعا لا يزال يستغفر له .. أما إن سألت عن نوره و عم عبد الرحيم و الطين و الطيبين و الصبية و الشباب فقد كبرت كلماتك في تلافيف أدمغتهم و أيقظتهم نواقيسها فخرجوا في القرى و الحضر ثم تلاحمت مواكبهم و اصطفت العاصمة حول محيط القيادة فلحقت بها قطارات السافل و الصعيد و زغردت كنداكاتهم فزأروا زأرة خرت لها عروش الطغاة و دوت في فضاء العالم فلم يبق شعب في كرة الأرض هذه إلا و رأي أمواج الثوار و سمع هديرهم بالأمر الموجز ( تسقط بس ) . افتقدناك يومها و لكن وجهك في كل الوجوه كان يلوح كما كان في كل ما سبق من صولات الحراك و جولاته . هل قلت لك إن عروش الطغاة قد خرت يومها ؟ نعم يا حبيبي و لكن ليس تماما ، فقط قصدت إسعادك بهذه العبارة القاطعة فهناك حيات لا تزال تسعى بيننا ستحزن إذا أخبرتك كيف غدروا بأشرف المشاهد في تاريخنا الوطني قديمه و حديثه .. ستحزن و لا أحب لك أن تحزن و ستمتعض إذا حدثتك عن لصوص الثورات و كيف خانوا الشهداء ستمتعض و لا أحب لك أن تمتعض ، فقط أطمئنك أننا لم نوار معك شعلة الوعي التي أوقدتها سيرتك و أشعارك .. أطمئنك أن لهيبها سيأكل الواهمين و يعيد للثورة عنفوانها و يضيء الطريق أمام الأجيال باتجاه الحرية و السلام و العدالة و نحن على الدرب سائرون فلتنعم هناك آمنا في رياض الجنة سعيدا برحمة الله و رضوانه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة