|
Re: الدقير في مقال يقول رحيل بهنس-كان رحيله أق (Re: زهير عثمان حمد)
|
كتب أحدهن ما يلي
انسان: 25 فبراير، 2021 الساعة 12:41 ص من يتاجر ببهنس من ايقظ بهنس من رقاده سيبقى رحيل بهنس عار فى وجه كل سوداني اما السياسيون فى بلادي فهم اقذر ما انتجته حواء فى بلادي وارخص من حذاء مهتري مرمي فى الزباله افاقون كزابون يبيعكون امهاتهم فى اول محطه لا امان ولاوطنيه لهم من يامن السياسييون المتعفنون فى بلادي اللا السذج والهمل بهنس الذي بكته الدنيا وسط اعلام لايجيد سوى التطبيل لرقصات البشير والحاشيه سيعاقبنا الله جميعا سكارى وشيوخ منابر يلبسون الذقن وسيلة عبور ويبكون علي الدين بكاء التماسيح على فرائسها بصراحه لا احترم اي سياسي ولارجل دين فى هذا الوطن كلاهم خطر على السودان
ان موت الروائي والشاعر والفنان التشكيلي السوداني محمد حسين بهنس محزناً وفاضحاً لهذا التلوث الإنساني القاتل لورد التفاؤل ! ومع أنني لا أميل لثقافة الرثاء في جلد الذات فقد فاجأتني هذه الأسطر الحزينة لرثاء الإنسانية في موته المتجمد من شدة البرد على رصيف تلك الغربة الموحشة في فداحة الرحيل المترقب لنبض مفقود . فكيف تختبيء الكلمات البيضاء حين نريد سماعها في حياتنا . وكيف تغيب يد العطاء في تواري الأيدي ! أليس ممكنا إشاعة البهجة وغرسها في فضاء أوجاعنا وحين لا أحد يراك سوى ذاتك المفجوعة ! وهل من الصعوبة أن نؤازر ذلك الحزن ؟ و من السهل أن نخذل , و نحتفي بخيباتنا محاطة بالورود في القاعات الفارهة , وأن نصفق للمزيفين وننسى الإنسان فينا ! وفي هذا الوضع الحزين يرسم الموت اللوحة الأخيرة لبهنس كما يرسمها لكل المتعبين ليرينا كم نحن بحاجة إلى إنسانيتنا التي نخونها . بل أشبعناها خيانة . وليرينا الكرامة لموت يكشف خيباتنا بلغة تجسد هذا الرحيل الغارق في التشرد ملء الفجائع .. فلا كتف غير هذا الرصيف .. ولا دفء غير هذا العراء . في عجز مجتمعاتنا العربية عن توفير مأوى لمبدع كتب الشعر لمجتمعات لم تعد هي القصيدة ! ورسم الموت اللوحة الأخيرة الشبيهة بذاته التي انتهت كقطرة عرق عصية على جبين بطلة روايته راحيل يا لهذه المرارة التي اختزل الموت خيباتها . وكأن الأشياء تتضافر مع البؤس وتواعد الإضافات التعيسة في معطيات الزمن من المآسي والأوجاع , وتنسجم مع واقعنا العربي الذي يخون موته وسلامه ! يقول الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني ( إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت .. إنها قضية الباقين ) ! وكم هي قضايا الموت المجاني في مجتمعاتنا العربية .. إنها الإدانة لهذا الوعي المزيف , و لكافة مؤسساته ولحظته التاريخية العاجزة عن إشاعة الفرح في عالمنا الضاج بكل هذه الخيبات وحيث يبقى الإبداع وحده الذي يملك نبوءته في خذلان ملهمه .. لقد خذل الملهم في موت بهنس تلك المروءة , ولم يتذكره أحد في موته الكريم الذي فضّل الرصيف أن يرافقه في محنة البرد والحاجة ! !فأين الرفاق في مصر الكنانة ؟ حين زار القاهرة ليعرض فيها لوحاته وفنه ويختارها فيما بعد مدينة لإقامته فكيف تخذل الرفقة في المدن الجميلة هذا البهاء ؟ وفي مدينة معجونة بالماء والإنسان . وأين هم الأصفياء و الأقرباء من حقيبة مؤثثة بالدفء والنعناع والحبق ؟ فلا منازل , ولا لمسة وداع للصوت الأخير ! يا لهذا الجحيم حين يسرب غيّه تاركا للرصيف أن يحنو! وللوطن أن يغيب , وللخذلان أن يتمكن . لقد انحاز بهنس النص لذاته في نبوءة الشعر وحس الفنان حيث يقول (بهديك الغربة .. هتاف الموتى وصمت التربة ) إنه الهتاف اللوحة الأخيرة لاختزال نبوءته .
– آخر الكلام / من شعر بهنس :
بهديك الفوضى .. شجار طفلين في ساحة روضة .. بهديك الغربة هتاف الموتى .. وصمت التربة .. بهديك حزنك .. وستات الفول أثناء الخمشة .. بعد إذن .. بهديك إحباطي .. حديث عابر في مركبة عامة بصوت واطي .
بقلم / فوزية الحميد .
رد
|
|
|
|
|
|