♤أنا ما سرقتا..بس جيت أعاين£

(3)
《 قِفا ننعِ جيلاً قضى نحبه ، و قالو عليه :
" غبي و لمَّاح" ؛ ثم لْننصف أجيالاً لا تزال تنتظر 》
[} ذلك بأن ملأى السنابل عادةُ ما تنحني بتواضعٍ.. و الفارغاتُ رؤوسُهن شوامخُ
إنها جوامع كلم تجسد حالات نعيشها أونصادفها يومياً. إذ يكفينا فقط تأمل كيف أن
سنبلة مثقلةً بقطافها، تنحني بتأدُّبٍ أمام مواكب الرياح الهوج؛ بينما الفارغات يتطاولن
برؤوسهن برقابهن للقاء حتفهن. فما أشبه ذلك بأنصاف متثاقفين ذوي عقول أخف من
مثقال حبة خردل ، و أفاق أضيق من سم الخياط . منهم متنطّعون و فاقدو أهلية حتى
للاستماع . يقيسون كل شيء بمحدودية إطار ما عاشوه من تجارب بائسة. يتجلى ذلك
عبر نشيج المحابر و ضجيج المنابر و لعلعة الحناجر و هي تعج بتشنجات بغيضة ، و
تتشرذم إلى كُتَلٍ و شلليات منتنة. الكل يتربص الدوائر للانقضاض على كل طرحٍ لأخيه
و حمله و تأويله على أسوأ المحامل. حتى يكاد الود النبيل أن يغدو راهباً معزولاً و ميتاً
في صومعته، فتذوب شموعه سدًى في حنايا ظلمات ال"أنا و"أنت". بدل أن نتفرد لبعضنا
لبعض بأذرعنا و نمد لبعضنا البعض لنمد حبال صبرنا كما المحيط الهادئ و نفائس الدر واللؤلؤ
المكنون في أحشائنا كوامن؛ و نتنزللبعضنا البعض من علياء موج كبريائنا. فنبيح لبعضنا متعة
إدمان التسكع على شطآن بحرنا الطويل ، لكي نمارس الاعتكاف على هوامش متصفحات
ذوائقنا الشفيفة التي لو لها لظلت أحرفنا جامدةً لا تجود بأي معنى. تماماً كالمزن ،إن لم
يكن لغيبة أحدنا من روعة فيكفي أنه ما يلبث أن يرحل بعيداً،إلا ليأتينا مشبعاً ببَرَدٍ و
دُعَاشٍ وماءٍ طهورٍ و جو مطير و خير وفير .فيما تظل البقية ترقبه وقوفاً كأشجار
التبلدي، لتشرب منه ملء جوفها ثم لتحفظه له في جزوعهاً وداً صافياً.