Post: #1
Title: د. القراي والمناهج: د. الطيب حسن يكتب: هذا أو فليذهب حمدوك غير مأسوف عليه
Author: عبدالله عثمان
Date: 01-16-2021, 11:12 AM
10:12 AM January, 16 2021 سودانيز اون لاين عبدالله عثمان- مكتبتى رابط مختصر
منذ ان بدأت اخفاقات حمدوك تظهر للعيان، و انا منقسم في الكتابة عنه في المنابر الخارجية. بصورة شخصية ، ربطتني بحمدوك علاقة صداقة في الغربة، و لكن ذلك لا يجعلني أعطيه شيكاً على بياض لاضعاف الثورة ، و التي جاءت ضعيفة منذ قيامها ، لعدم وجود الوحدة الفكرية أولاً مما أعجزها عن اكمال ازالة فساد الانقاذ و بناء الصلاح مكانه. فكانت الوثيقة الدستورية المعيبة ، و التي مكّنت لجنة البشير الأمنية من رقبة البلد و الثورة. جاءت مساندتنا لحمدوك لعلمنا أنه ينتمي الى معسكر الثوار. بدأنا دعمه على أمل ان يسعى في تحقيق أهداف الثورة. اول زيارة لحمدوك ، كانت الى منزل المرحوم السيد الصادق المهدي. لم يعجب ذلك الكثير من الثوار، و لكن أعطيناه حسن الظن benefit of the doubt باعتبار ان السيد الصادق كان وقتها من اكبر السياسيين سناً. ثم ظهر الضعف و التردد في ازمة الولاة ، حيث اختفى حمدوك و ترك الميدان للعساكر. ثم ظهر التباطؤ في محاسبة اعضاء النظام المباد. تتكون اللجان و لّا نرى محاكمات. و اذا بدأت محاكمات ، سرعان ما تحدث تدخلات لسحب أوراق القضايا فيطويها النسيان. حتى الآن لم يتكون المجلس التشريعي ، مما أعطى مجلس السيادة السلطات التشريعية و التنفيذية. لم تكتمل المؤسسة العدلية و ذلك بتعطيل المحكمة الدستورية. أما التلفزيون القومي، فحدّث و لا حرج. لقد كثر الحديث عن شركات الأمن و الجيش في وسائل الاعلام المحلية و العالمية، و لكن لم يفتح الله على حمدوك سوى بتصريح واحد فسّر فيه الماءَ بعد الجهد بالماءِ. ضاق المواطنون ذرعاً بالغلاء و انعدام الأمن، و لا ندري ماذا ينتظر حمدوك. الآن إطمأن الفلول ان حكومة حمدوك نمرٌ بلا أسنان ، فطمعوا فيها . بعد ان رأوْا تراجعه امام مافيا الدواء و اقالة دكتور أكرم نظموا صفوفهم ، و وجهوا اسلحتهم لحماية مناهجهم البئيسة. فاستجاب لهم حمدوك و أعطاهم more than what they have bargained for فجمّد لهم المناهج الجديدة ،ثم طمأنهم باعطائهم الكلمة الاخيرة في المناهج الجديدة ، و اعتبار ان مجمع الفقه الاسلامي "بتكوينه الثوري الجديد" جزء من ثورة ديسمبر!!!! ثم جاءت الطامة الكبرى باعطاء وزارة التربية و التعليم لتكون من نصيب الجبهة الثورية، حيث تكون من نصيب أحد كيزان المؤتمر الشعبي. هذا يعني عملياً الاطاحة بالبروفيسور محمد الامين التوم كوزير للتربية و التعليم ،اضافة الى ابتعاد الدكتور عمر القراي عن مركز المناهج. ماذا تبقي للدكتور حمدوك من انجازات؟ ماذا يفيدنا رفع اسم السودان عن قائمة الدول الداعية للارهاب ، و تظل مناهجنا تنتج دبابين و دواعش و فاقد تربوي. انا شخصياً اتحدث عن نفسي: العهد الذي بيني و بين حمدوك هو اصلاح التعليم و المناهج، و لّا أبالي اذا لم ينجز غير ذلك. تأييدي و دعمي له يتوقفان على أمر التعليم. إمّا ان يستمر خط بروفيسر محمد الامين التوم في التعليم و المناهج الجديدة، و إلّا فلا . إذا أعاد حمدوك المناهج القديمة و سلّم وزارة التربية الى المؤتمر الشعبي، فهذه نهاية حمدوك ، و ليذهب غير مأسوفٍ عليه. اذا صحح وضع التعليم و المناهج فليبقَ و سوف تدعمه الشوارع التي لا تخون.
|
|