منذ ان بدأت اخفاقات حمدوك تظهر للعيان، و انا منقسم في الكتابة عنه في المنابر الخارجية. بصورة شخصية ، ربطتني بحمدوك علاقة صداقة في الغربة، و لكن ذلك لا يجعلني أعطيه شيكاً على بياض لاضعاف الثورة ، و التي جاءت ضعيفة منذ قيامها ، لعدم وجود الوحدة الفكرية أولاً مما أعجزها عن اكمال ازالة فساد الانقاذ و بناء الصلاح مكانه. فكانت الوثيقة الدستورية المعيبة ، و التي مكّنت لجنة البشير الأمنية من رقبة البلد و الثورة. جاءت مساندتنا لحمدوك لعلمنا أنه ينتمي الى معسكر الثوار. بدأنا دعمه على أمل ان يسعى في تحقيق أهداف الثورة. اول زيارة لحمدوك ، كانت الى منزل المرحوم السيد الصادق المهدي. لم يعجب ذلك الكثير من الثوار، و لكن أعطيناه حسن الظن benefit of the doubt باعتبار ان السيد الصادق كان وقتها من اكبر السياسيين سناً. ثم ظهر الضعف و التردد في ازمة الولاة ، حيث اختفى حمدوك و ترك الميدان للعساكر. ثم ظهر التباطؤ في محاسبة اعضاء النظام المباد. تتكون اللجان و لّا نرى محاكمات. و اذا بدأت محاكمات ، سرعان ما تحدث تدخلات لسحب أوراق القضايا فيطويها النسيان. حتى الآن لم يتكون المجلس التشريعي ، مما أعطى مجلس السيادة السلطات التشريعية و التنفيذية. لم تكتمل المؤسسة العدلية و ذلك بتعطيل المحكمة الدستورية. أما التلفزيون القومي، فحدّث و لا حرج. لقد كثر الحديث عن شركات الأمن و الجيش في وسائل الاعلام المحلية و العالمية، و لكن لم يفتح الله على حمدوك سوى بتصريح واحد فسّر فيه الماءَ بعد الجهد بالماءِ. ضاق المواطنون ذرعاً بالغلاء و انعدام الأمن، و لا ندري ماذا ينتظر حمدوك. الآن إطمأن الفلول ان حكومة حمدوك نمرٌ بلا أسنان ، فطمعوا فيها . بعد ان رأوْا تراجعه امام مافيا الدواء و اقالة دكتور أكرم نظموا صفوفهم ، و وجهوا اسلحتهم لحماية مناهجهم البئيسة. فاستجاب لهم حمدوك و أعطاهم more than what they have bargained for فجمّد لهم المناهج الجديدة ،ثم طمأنهم باعطائهم الكلمة الاخيرة في المناهج الجديدة ، و اعتبار ان مجمع الفقه الاسلامي "بتكوينه الثوري الجديد" جزء من ثورة ديسمبر!!!! ثم جاءت الطامة الكبرى باعطاء وزارة التربية و التعليم لتكون من نصيب الجبهة الثورية، حيث تكون من نصيب أحد كيزان المؤتمر الشعبي. هذا يعني عملياً الاطاحة بالبروفيسور محمد الامين التوم كوزير للتربية و التعليم ،اضافة الى ابتعاد الدكتور عمر القراي عن مركز المناهج. ماذا تبقي للدكتور حمدوك من انجازات؟ ماذا يفيدنا رفع اسم السودان عن قائمة الدول الداعية للارهاب ، و تظل مناهجنا تنتج دبابين و دواعش و فاقد تربوي. انا شخصياً اتحدث عن نفسي: العهد الذي بيني و بين حمدوك هو اصلاح التعليم و المناهج، و لّا أبالي اذا لم ينجز غير ذلك. تأييدي و دعمي له يتوقفان على أمر التعليم. إمّا ان يستمر خط بروفيسر محمد الامين التوم في التعليم و المناهج الجديدة، و إلّا فلا . إذا أعاد حمدوك المناهج القديمة و سلّم وزارة التربية الى المؤتمر الشعبي، فهذه نهاية حمدوك ، و ليذهب غير مأسوفٍ عليه. اذا صحح وضع التعليم و المناهج فليبقَ و سوف تدعمه الشوارع التي لا تخون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة