|
Re: اليوم ٦ يناير ٢٠٢١ وأدت ثورتنا العظيمة يا (Re: عبدالله عثمان)
|
عصام جبرالله يكتب
عصام جبر الله:
قضية القراي المثارة مأزق اضافي يشبه مآزق الموقف من الحكومة الانتقالية و القوي المتنفذة خلفها، و هي قضية سياسية ايديولوجية بامتياز في ظروف عادية كل الموضوع يفترض يتناقشو حولو المتخصصين و المتخصصات في حقول التعليم و التربية و علم النفس و الاجتماع و التشكيليين الخ، يعني الناس الشغالين في المجال ده و ربما بعض الرأي العام المهتم. ليه بقت القضية سياسية و عقائدية و جابت بكاء و عويل و حشود و خطب جمعة. من ناحية القراي أو أي جمهوري في موقعه هو صيد و هدف مناسب لقوي الاسلام السياسي كيزان و غير كيزان لفرد عضلاتهم و شن حرب ليس فقط ضده او ضد الجمهوريين بل ضد كل شعارات الثورة و التغيير و ضد فكرة و مبدأ حرية الرأي و الضمير و المعتقد و التعبير، أي ضد الحقوق و الحريات الانتزعا الشعب بي عضلو و ضراعو، الجمهوري (و الشيوعي و اليسار عموما) هدف مناسب لأنه سهل الادراج في خطاب قديم راسخ ممتد يستخدمه الاسلام السياسي و له جذوره في الاسلام التقليدي بل و له جذوره في أي مجتمعات أو كيانات محافظة، يمكن النظر للدعاية المستخدمة في الانتخابات الامريكية او في كيانات و أوساط اليمين المسيحي المحافظ في امريكا و غيرها، مهمة سهلة اثارة غرائز الخوف و الرعب داخل هذه الكيانات عندما يكون الهدف سلفا مشحون ضده بالمخاوف نفسها، الآخر المغاير المختلف الذي حدثت تعبئة ضده و لعقود. جانب من المأزق هنا انو يجب صد الهجمة الشرسة و الواسعة علي القراي لأنها تستهدف أساسآ الحقوق و الحريات الأساسية الانتزعتا الثورة و تقلق جماعات الاسلام السياسي المتنوعة و وجدت في القراي هدف تعتقد انه يسهل حشد و تجييش الناس ضده. من ناحية أخري تحويل موضوع التربية و التعليم بتعقيداتو و تداخلاتو الكتيرة و اهميتو للمجتمع و تطوره لقضية سياسية يستخدمها الاسلام السياسي لتقويض الثورة و التغيير غيب و همش جانب مهم و حيوي و هو ضرورة النقاش حول أي محتوي نريد في المقررات التعليمية، ماهو الضروري الآن للطلاب و الطالبات، ماهو المناسب لظروف السودان و مجتمعه، شنو الضروري و مهم و مفيد لطالب و طالبة المناقل و كركوج و زالنجي و معسكرات النازحين و كراكير الجبال و ليس فقط طالب و طالبة الطبقة العليا في الخرطوم . من الملاحظات العابرة للجزء الاتعرض في الاسافير في انتقادات جديرة بالاهتمام، اي نعم صعب تقديم نقد علمي موضوعي استنادآ علي صفحات محدودة لكن واضح انو في ضعف في شكل و محتوي المادة، العمل التشكيلي كارثي بمعني الكلمة في بلد تعج بالتشكيليين و في زمن الكتاب المدرسي بينافس في الانترنت و التلفزيون بقدراتهم المرئية العالية تحتاج لشغل بصري مميز، و معلومة زي "ظهور البجا" تخليك تتشكك في أهلية و كفاءة من وضعوها و أجازوها. للاسباب دي محتاجين نمشي في الطريقين، الاول صد الهجمة الشرسة علي الحقوق الانتزعتا الثورة و الثاني اهمية و ضرورة الحوار الجاد حول المقررات التعليمية المطروحة شكلآ و محتوي.
نقطة اخيرة كالعادة غابت الحكومة و الحاضنة السياسية عن توفير دعم و سند سياسي لاحد من عينتهم في موقع هام، بل جزء من الحاضنة السياسية مشارك في الهجمة نفسها لغبائن سياسية و لوشائج ايديولوجية تجمع تيار داخلها مع الاسلام السياسي، دي ما أول مرة تنزوي و تغيب الحاضنة السياسية و الحكومة عن دعم منسوبيها، حصلت في قضية د. اكرم الكانت اطراف مؤثرة جوة الحاضنة السياسية شريكة اصيلة في الهجمة ضده، الآن الغالبية اما منزوية و صامتة كان الامر لا يخصها و لأنها لن تتربح منها و لأنه لا يوجد لوبي و مافيا تضغط عليها للفعل. ريما يتساءل أحدهم ما دخل الحاضنة السياسية بذلك، التيار الجمهوري المنظم - و ليس الحزب الجمهوري حسب نفيهم - شريك أصيل في الحاضنة السياسية الراهنة و شريك أصيل في الوجهة السياسية الماشية من قبل الثورة و بعدها، كامثلة راجع كتابات د. النور حمد قبل و بعد الثورة، و الوجود الملحوظ للجمهوريين في قيادة الحاضنة السياسية سواء الحرية و التغيير او مجلس شركاء الانتقال، غير التعيينات المتنوعة لجمهوريين ملتزمين او محسوبين عليهم في مواقع مختلفة، مخجل و مشين أن تواصل الحاضنة السياسية إحناء رأسها و الاختفاء عند الزنقات سواء في الدفاع عن الثورة أو عن حلفاءها داخل الحاضنة بل و أحيانآ المشاركة في الهجمات ضدهم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|