♧ فَضْفَضَةٌ دكاكيني مع أُستاذي£

(12)
@ و لكن عوداً على على بدأنا له من رأس خيط تجار الدين ،
فلعمرُك إنه يجب الاعتراف أولاً، وهو سيد الأدلة أن من ألد أعدائنا،
هي ذوات أنفسنا الأمارة بسوءٍ و التي بين جنوبنا؛ والعاقل، كما قيل ،
من يتعظ بشوف التمساح في غيره ،؛و الجاهل من يتعظ بذاته و أما
ثالثة الأثافي فهو من لا يتعظ بغيره و لا بذاته؛ فهو شخصياً من ألدُّ
الأعداء لذات نفسه؛ والمؤمن كَيِّسٌ فطن وليسَ بشوال كلس قطن .

[} هذا مع ملاحظةٍ هامة جداً ، ألا و هي أن أولئك القوم الذين نتخذ
منهم أعداءً ألِداءَ فنجعجع بالدعاء عليهم صباح مطاح ممن (لا يقاتلوننا
إلا في قرىً محصنة أو من وراء جُدُرٍ) ، فهم إذن، ضعفاءُ و بأسهم بيهم
شديد ، و لا يركبون إلا على فزراتنا و لكن نحن من صنعاهم ثم رحنا
نفسحُ لهم ثغراتٍ في صفوفنا و فُرُجاٍتٍ بين محاذيمناكبنا و أقدامنا
و إلى جاء اليوم الذي قال قائلهم فيه بحقنا : 《 الآن نغزوهم 》

[} إذ يحكى أنه لما هم العدو بغزو بلادنا،قام بتجييش طلائع سرايا
من جيشه مدججةً بالسلاح و معدةً بالعتاد و العُدد و قد أمر قائده
الميداني بأن يرسل طلائع من عيونه ليبثها فينا لاستكشاف الخبر.

[} و قد فعلوا ن ثم عادوا أدراجهم ليأتوا زعيمهم بالنبأ اليقين ؛
فيقصوا عليه ما يدهش حقاً، إذ إنهم لما قدموا على ضيعةٍ صغيرةٍ
و نائيةٍ مستهدفةٍ ، وجدوا عند مدخلها طفلاً يافعاً يقفتحت شجرة
و قد اشطاط غضباً وهو و يندب حظه و رأوه يحمــل نبــلاً.

[} و بسؤالهم إياه تبين أنه كان يصوِّب نبله على عصفورين
فوق تلكم الشجرة لكنه أفلح بإصابة أحدهما في مقتلٍ ، بينما
أفلت الآخر و نجا بريش جلده من رمية ذاك الغلام؛فيا للحسرة.
فسألوه: أمن قلة الحجارة،عجباً لأمرك يا غلام،أم شح النبال؟!
قال الصبي: لا، بل هو ضمورٌ في الدربة وحذق فنون القتال!

[}على وقع سماع الزعيم لتلك المآثر استيقن أنه بصدد
قوم أولي بأسٍ شديدٍ و رجال أشاوس كالأسود الضارية
و لا قِبل لقواته بهم ؛ مما حداو به للتراجع و العزوف
و الإحجام عن نيته لغزو ديارنا في حينه ذاك.