عجزت أن اقنع العسكري الذي القى علي و زوجتي القبض في طريق عودتنا من دعوة عقد قران صديقنا، فبينما كنا متجهين نحو حافلة المواصلات اوقفنا ذلك العسكري و معه مجموعة أخرى في سيارة الشرطة و اقتادنا الى محكمة الطوارئ الملحقة بقسم الشرطة، و أدخلنا على القاضي الذي كان يحتسي الشاي الأحمر و يبدو عليه الشبع من وليمة خروفية فلا زالت ذقنه تلمع من ذهن اللحم الذي لا تنكره العين بينما يتحسس بيده اليسرى بطنه المكورة كحامل ننتظر مولد في اللحظات الأخيرة من الحمل، قال للعسكري: ما جريمتهما؟قال العسكري وسط اندهاشتي: شروع في الزنا؟صرخت : هل انت حمار يا هذا؟ شروع في الزنا في مع زوجتي؟ القاضي بعد أن تجشأ حتى تردد صوتها في القاعة و ملأت رائحة الثوم و البصل و خمير بطنه الهواء حتى ضاق علينا النفس : و ما هو الدليل على ادعاءك؟قلت يا مولانا : منذ متى نحمل وثائق الزواج في جيوبنا، حتى البطاقة الشخصية ليس بها ذكر للزوجة؟ قال القاضي و لازال يمص شفتيه: الظاهر عليك أنك مشاغب أفضل لك ان تعترف و تجلد انت و هذه الساقطة أربعون جلدة!!هممت بأن اقفز فوق المنضدة و أمسك برقبته فلما شعر بي العسكري و أمسك بيدي خلف ظهري قلت يا مولانا: أرسل معنا العسكري حتى الييت و نريه الوثيقة إذا لم يتحقق منها عاد بنا إليك و أما اذا تحقق يتركنا لحالنا؟قال القاضي: اتظنني مغفلا يا هذا حسبك!، خذهما يا عسكري و اجلدهما كلا أربعين جلدة.صرخت زوجتي في وجه القاضي: انت رجل ليس عند عرض، كيف تجلد زوج و زوجة الا تخاف الله اليس عندك ولاية؟رد عليها القاضي المنتفخ: اخرسي أيتها العاهرة.دون أن أشعر وجدت نفسي جاثما على صدره و ممسكا برقبته و عبثا يحاول العسكري فك يدي، و تجمهر العساكر و صاروا يضربونني بالسياط على ظهري. وقع القاضي على الارض مغشيا عليه و قد أفرغ معدته من غدائها الدسم المتعفن بخمر بطنه و كذلك مثانته حملت الى حبس انفرادي و ظهري ينزف دما، و لا أدري ما حل بزوجتي المسكينة التي كنت أسمع صراخها و العساكر يجرونني إلى الحبس.لا أدري كم مر من الوقت لان الحبس كان مظلما بل شديد الظلام، ثم فتح الباب و سمعت صوت العسكري ينادي علي أخرج، لكو تكن عيناي تتحملان الضوء فقد لبثت أيام لا ادري كم كانت، أخذني إلى غرفة الضابط المناوب هناك وجدت قريبي كان ضابطا برتبة رفيعة في الجيش بل كان من حرس المشير الحيران، لم يتحدث الي فقط رمقني بنظرة فهمت منها كأنه يامرني بالصمت ثم انكفى على ورق وضعه الضابط المناوب أمامه ثم مهره بتوقيعه. ثم قال الضابط المناوب مخاطبا العسكري: فك قيده و ناولني اغراصي ، الساعة و المحفظة و النظارة، نظر الي قريبي ثم قال: هيا بنا قلت له: لن أخرج دون زوجتي قال: اتبعني فحسب. قلت: لن أتحرك من هنا دونها التفت الى و قال : إنها في بيت اهلها منذ ثلاث أيام، خرجنا من القسم و ركبنا سيارته قلت مندهشا: مرت ثلاث أيام علي في الحبس قال : نعم،قلت : لكن لماذا لم اجلد كما حكم القاضي، قال : أحمد ربك أنك خرجت من الحبسقلت : لم أفعل شئ القاضي الغبي حكم علي و زوجتي بالجد للشروع في الزنا كما زعم و صار يشتم زوجتي.قال: أترك عنك الموضوع الأن لنذهب الى بيتك أولا فزوحتك الان تنتظرك هناك بعد ما اخبرتها أنني ساخرجك من السجن.فهمت منه أنه لا يريد ان يتحدث أمام السائق و المرافق العسكري تابعه، صمت على مضض و علامات الاستفهام، و يعتصرني الألم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة